طالب آلاف المعتقلين الاسلاميين في السجون المصرية باللجوء للمحاكم الدولية من اجل اصدار قرارات بالافراج عنهم وذلك بعد ان امضوا سنوات طويلة في غياهب المعتقلات بدون ان يتم الافراج عنهم بالرغم من حصول العديدين منهم علي احكام بالبراءة. وقد اكد ممدوح اسماعيل محامي مجموعات كبيرة من المعتقلين بان عدد من بقوا من هؤلاء داخل السجون يقدر بثمانية آلاف معتقل من بينهم ما يزيد علي اربعة آلاف ينتمون لتنظيم الجهاد وستمئة من الجماعة الاسلامية الذين رفضوا الانضواء تحت ما عرف بالمراجعات الفكرية التي اتاحت للسواد الاعظم من ذلك الفصيل الخروج من السجون، اما باقي المعتقلين فينتمون لفصائل شتي من بينهم اخوان مسلمون ونسبة من المحبوسين علي خلفية تفجيرات شبه جزيرة سيناء اما المعتقلون من جماعات اليسار و(كفاية) فهم اقل نسبة عن باقي الفصائل. وكشف ممدوح اسماعيل النقاب عن ان العديد من هؤلاء حصلوا علي ما يقرب من سبعين الي مئة قرار بالافراج لكن القرارات لم تنفذ حتي الان، حيث يجري اعادة تجديد قرارات الاعتقال بانتظام. واضاف ممدوح اسماعيل بأن عددا من هؤلاء حصل علي احكام بالبراءة لكنهم ظلوا رهن الاعتقال ومن هؤلاء عبد المنعم جمال الدين الذي حصل علي حكمين بالبراءة من محاكم عسكرية لكنه ظل منذ العام 1992 حتي الآن خلف القضبان. واشار الي ان اليأس بدأ يدب في اوساط هؤلاء بشكل غير مسبوق مما دفعهم الي فقدان اي امل وعدم تصديق اي وعود تطلق من هنا او هناك. وقد ادي لجوء اربعة منهم لمحاولة الانتحار في سجن دمنهور الي حالة من الجدل غير المسبوق في اوساط المتدينين وعلماء الدين حول جواز الفتوي بانتحار المعتقل اذا ما اشتد يأسه وطال به زمن الاعتقال. ونقلت صحيفة القدس العربي عن الدكتورعبد الصبور شاهين تاكيده عدم جواز الانتحار مهما كانت الاسباب لأن ذلك المسلك يعد يأسا من روح الله عز وجل وقنوطا من رحمته، وقد قال المولي عز وجل لا ييأس من روح الله الا القوم الكافرون ، كما نهي النبي صلي الله عليه وسلم عن الانتحار واعتبره من المحرمات بل ان بعض العلماء اعتبره دليلا علي صغر الايمان في قلب المسلم. وقد هاجم الداعية الكبير يوسف القرضاوي بقاء المعتقلين طيلة تلك الاعوام داخل غياهب السجون بدون الافراج عنهم واعتبر الحكومات التي تقوم بذلك الامر آثمة تغضب الله عز وجل وتصد عن سبيله. وانتقد بقاء هؤلاء في اوضاع سيئة واهدار اعمارهم وتشريد اطفالهم ونسائهم بغير جرم ارتكبوه. كما اعتبر د. محمد فريد واصل مفتي الديار المصرية السابق لجوء اي معتقل للانتحار بأنه بلا مسوغ وذلك لان الاسلام نهي عن الانتحار ودعا الي التشبث بحبل الله المتين وواسع رحمته. واعتبر الشيخ اسماعيل عز الدين امام مسجد الهداية بالجيزة لجوء المحبوس للانتحار بأنه خروج عن صحيح الدين وقال ان الاسلام لا يقر ارتكاب تلك الموبقة مهما كانت الظروف التي يعيشها المعتقل وذلك لان الفرج يأتي من عند الله في لحظة. وطالب عز الدين الحكومة وكبار المسؤولين ان يراعوا المولي عز وجل في هؤلاء الذين هم قيد الحبس منذ ما يزيد علي عشرين عاما واشار الي انه من العار ان ينتشر الظلم في البلد ان الاسلامية علي هذا النحو، مذكرا بمقولة شيخ الاسلام الامام ابن تيمية الدولة الكافرة تعيش مع العدل ودولة الاسلام تفني مع الظلم . وانتقد الشيخ ابراهيم عبد المعطي امام مسجد الصحابة بالجيزة قسوة قلوب المسؤولين مؤكدا علي ان الظلم ظلمات يوم القيامة لكنه في ذات الوقت رفض اصدار فتوي تبيح للمعتقل ان يقدم علي الانتحار. اما د. احمد عمر هاشم رئيس جامعة الازهر السابق فيوافق علي آراء من سبق من العلماء بشأن عدم جواز لجوء المسجون للانتحار ويطالبه بالتقرب الي الله عز وجل كي يفك اسره كما ان عليه ان يتخذ من السجن وسيلة للتقرب من السماء حتي يأتي الفرج والبشري.