تشهد العديد من السجون المصرية حالة تذمر واسعة في أوساط معتقلين الجماعات الإسلامية بسبب مراوغة الأجهزة الأمنية معهم ورفض الإفراج عن مجموعات كبيرة منهم رغم وجود وعود بالإفراج عن دفعات جديدة مطلع شهر رمضان الحالي. وأكد ممدوح إسماعيل محامي عدد كبير من الجماعات الإسلامية أن عددا من المعتقلات تشهد غليانا خاصة بين قدامي المعتقلين الذين امضوا سنوات قيد الحبس وكانوا يأملون ان يتم الإفراج عنهم في مناسبات مختلفة، لكن وجدوا ان الوعود التي تقدم لهم ليست سوي محض أوهام.
وأضاف إسماعيل أن وضع معتقلي جماعة الجهاد هو الأسوأ بين مختلف الجماعات الدينية وتأتي مجموعة احمد سلامة الرجل الثاني بعد ايمن الظواهري علي رأس القوائم التي تتعرض لقمع شديد، حيث يقيم جميع اعضاء المجموعة وعددهم ثمانون شخصا في زنازين فردية كما تمنع عنهم الزيارة الا في عيدي الفطر والأضحى.
وأشار إسماعيل إلي أن قيادات الجهاد داخل المعتقلات تهدد باللجوء مجددا للإضراب عن الطعام اذا لم يتم الافراج عنهم خاصة وانهم جميعا امضوا مدد الاعتقال المحكوم عليهم بها.
وكان التفاؤل قد سري في اوساط المعتقلين الإسلاميين بقرب الافراج عنهم بعد ان اعلن القيادي نبيل نعيم اعتزام مجموعته بالسير علي خطي الجماعة الإسلامية في مراجعاتها الفقهية بشأن نبذ العمل المسلح ومقاومة الحاكم الذي لا يحكم بما انزل الله وبما تقتضيه الشريعة الاسلامية، غير ان رفض مجموعة احمد سلامة تلك المراجعات وتبرؤها منها جملة وتفصيلا اديا لاغلاق الملف مؤقتا.
وقد أكد احد قيادات الجهاد الموجودين حاليا قيد الاعتقال في تصريحات لجريدة "القدس العربي" بأن الجماعة تشعر بالأسي لان افرادها تم تغييبهم عن المجتمع كل تلك الفترة بالرغم من رغبتهم في العيش بسلام مع الجميع والتفرغ لحياتهم الخاصة ومشاريعهم، ودعا القيادي البارز الذي طلب عدم ذكر اسمه جمعيات المجتمع المدني لضرورة تضافر جهودها من اجل الافراج عن كافة المعتقلين. وطالب بعدم تمييز طائفة من المعتقلين علي طائفة اخري من خلال موقفهم من المراجعات الفقهية فينبغي الافراج عن كل من امضي فترة العقوبة مهما كان توجهه.
علي صعيد آخر انتقد الداعية الكبير يوسف البدري إهدار أعمار المعتقلين في غياهب السجون ووصف بقاء الوضع علي ما هو عليه بانه يعد ظلما بينا مطالبا بالإفراج الفوري عن هؤلاء، حيث لا يشكلون اي خطر علي سلامة المجتمع وأمنه.
وقال محمد السيد حبيب النائب الاول لمرشد جماعة الاخوان المسلمين: إن وضع ما يزيد علي عشرة الاف معتقل اصبح مأساويا ولا يصح الصمت علي ذلك الامر الي ما لا نهاية، ونفي ان تكون جماعة الإخوان مهتمة فقط بالإفراج فقط عن أعضائها المعقلين مؤكدا علي مطالبة مكتب الإرشاد التابع للجماعة بالإفراج عن الجميع.
وقال حبيب من العار أن يأتي رمضان كل عام وهؤلاء مبعدون عن اهاليهم واطفالهم شبوا بدون ان يعرفوهم واصفا ذلك الوضع بأنه لا يليق بدولة تتحدث عن الإسلام باعتباره ديانتها كما ينص بذلك الدستور.
وأشار حبيب الي ان اوضاع المعتقلين لم تتحسن بل تسير من سيئ الي اسوأ طالبا بضرورة تكاتف قوي المعارضة والمجتمع المدني من اجل افراج غير مشروط عن هؤلاء.
جدير بالذكر ان مصادر امنية كانت قد توقعت الافراج عن عدة مئات من الاسلاميين منذ ايام بمناسبة مطلع شهر رمضان غير ان حالة من الفوضي تحيط بأسباب تراجع الحكومة عما دأبت القيام به كل عيد تقريبا، حيث كانت وزارة الداخلية تفرج عن مجموعات من المعتقلين.
أكدت احدي القيادات الأمنية أن تراجع بعض اجنحة الجهاد عن المراجعات الفقهية وتنديدها بمبادرة نبيل نعيم التي كانت تدعو لاعلان نبذ العنف هو السبب الرئيسي لعدم الافراج عن مجموعات جديدة من المعتقلين. اشار نفس المصدر الي ان الذين رفضوا مبادرة نعيم ضيعوا فرصة كبيرة علي معتقلي الجهاد، حيث كان من الممكن الافراج عن جميع اعضاء التنظيم مشيرا الي ان الدولة لا تحصد اي نفع من جراء تواجد هؤلاء داخل السجون.