ندّد خطيب المسجد الأقصى المبارك، الشيخ عكرمة صبري، رئيس الهيئة الإسلامية العليا، بالعدوان الصهيوني المستمر بشكلٍ يوميّ على قطاع غزة ومحافظات الضفة الغربية الذي يحصد أرواح الأطفال والأبرياء من الرجال والنساء. وتساءل في خطبة الجمعة، في المسجد الأقصى المبارك: "إلى متى تستمر المجازر الدموية اليومية على غزة ونابلس وجنين وغيرها من الأراضي الفلسطينية المحتلة؟ وماذا تتوقّع سلطات الاحتلال الصهيوني المحتلة من خلال هذه المجازر وإزهاق أرواح الأبرياء؟ هل تنتظر حلاً أم استسلاماً؟ وأين السلام الذي يرفع شعاراً بين الفينة والأخرى؟"ز وقال الشيخ عكرمة صبري، من على منبر المسجد الأقصى المبارك: "إنْ ندّدنا أو أدَنّا هذا العدوان والحرب ضد لبنان وقطاع غزة وذلك من منطلق شرعي هل يُعَدّ هذا الموقف متطرّفاً وإرهابياً؟"، مشيراً إلى أنّه سبق وشدّد على ضرورة إجراء التبادل بين الأسرى كحلٍّ سليم للأزمة الراهنة وحماية للأرواح وكذلك من منطلق شرعي، "فهل مناداتنا بذلك يُعَد تطرفاً وإرهاباً؟ أم أنّ قتل الأبرياء وهدم المنازل وتخريب البنية التحتية يُعَد دفاعاً عن النفس؟!". وأوضح: "الشخص الذي ضدّ الحرب والدمار يُعَدّ في نظر البعض إرهابياً وأمّا الشخص الذي مع الحرب والدمار يكون مدافعاً عن النفس وليس إرهابياً"، مؤكّداً أنّ المفاهيم والمقاييس انقلبت. وقال: "مسكين الضعيف ولا حول ولا قوة إلا بالله العليّ العظيم!". وحذّر خطيب المسجد الأقصى المبارك من خطورة الوضع في المسجد الأقصى، فللمرّة تلوَ المرة تتناقل وسائل الإعلام الغربية والعبرية أخبار وتقارير حول ساحات المسجد الأقصى المبارك وأنّ بلدية القدس الصهيونية المحتلة تزعم وتدّعي أنّ ساحات المسجد الأقصى المبارك هي ساحات عامة وتعني بذلك أنها ساحات تقع تحت تصرف البلدية الصهيونية ويجري عليها ما يجري على الساحات العامة الأخرى. وقال الشيخ عكرمة صبري إنّ هذا الطرح خبيثٌ وخطير ويتعارض مع عقيدتنا وإيماننا، فالحكم الشرعي أنّ المسجد الأقصى المبارك وكلّ ما يحيط بالسور وتبلغ مساحته (144) دونماً وتشمل بناء المسجد الأقصى المغطّى وبناء قبة الصخرة المشرفة والمساطب والأروقة والدواوين والطرق والممرات والآبار والجدران، كلّ ذلك للمسلمين وحدهم لا شريك لهم فيه. وأوضح أنّ هذا ما يراه مليار ونصف المليار مسلم في مشارق الأرض ومغاربها، ولا يوجد مسلمٌ واحد يقول خلاف ذلك. وشدّد على أنّ المسجد الأقصى المبارك أولى القبلتين وثاني المسجدَيْن وثالث الحرمين الشريفين، ومسرى الرسول صلى الله عليه وسلم، فحينما نقول إنّ المسجد الأقصى المبارك هو للمسلمين وحدهم وحينما ندافع عن حقّنا الشرعي الإيماني في هذا المسجد نُعَدّ محرّضين وإرهابيين، في غمزٍ إلى المخابرات الصهيونية التي استوقفت الشيخ عكرمة صبري أكثر من مرّةٍ وحقّقت معه بخصوص خطب الجمعة وهدّدته. وقال إنّ المسجد الأقصى المبارك أسمى من أنْ يخضع لقرارات المحاكم ولا يخضع لمفاوضات ولا مساومات ولا تنازلات، فهو خالص للمسلمين وليس محض جدَلٍ وسنبقى على العهد ما حيينا. وكان خطيب المسجد الأقصى المبارك قد ركّز في الخطبة الأولى على موضوع العلم في الإسلام، وأنّ أول الوحي على الرسول صلى الله عليه وسلم كان (اقرأ) قبل التوحيد والعقيدة. وقال: "الذي يبدو أنّ هذا العام الدراسي يختلف عن الأعوام الدراسية السابقة. إنّه سيبدأ بتشويش وعدم انتظامٍ بالنسبة للمدارس الرسمية التابعة للسلطة الفلسطينية وذلك بسبب عدم استلام المعلمين في هذه المدارس رواتبهم منذ عدة أشهر. ونحن من على منبر المسجد الأقصى المبارك نطالب جميع من يعنيهم هذا الأمر المهم بالاهتمام وبالتعاون فيما بينهم لتأمين رواتب المعلمين حتى يتمكّنوا من القيام بواجباتهم الملقاة على عواتقهم. كما نطالب بتأمين رواتب سائر الموظفين الذين لم يستلموا رواتبهم منذ عدة أشهر". ولفت الشيخ عكرمة إلى دور المعلم ومكانته وعظمة رسالته، وقال إنّ ديننا الإسلامي العظيم قد أعطى العناية الكافية للتعليم وكرّم العلماء والمعلمين تكريماً مادياً ومعنوياً.