وصفت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية أداء المعارضة المصرية بالهزيل والمخيب للآمال قائلة إنها تعاني من التشتت وعدم وضوح الرؤية السياسية، بالإضافة إلى تسرعها في اتخاذ قرارات تفكير في عواقبها. وقالت الصحيفة إنه خلال موجة العنف الأخيرة التي شهدتها مصر خلال الشهر الماضي والتي جاءت مصحوبة بالمزيد من إراقة الدماء، اتجهت أنظار بعض المصريين إلى المعارضة الليبرالية في البلاد ظنًا منهم أنها ستكون صوتًا متماسكًا للغضب في الشارع. وأضافت أن المصريين كانوا ينتظرون من المعارضة أن تخرج عليهم عارضة برنامجًا للانتخابات البرلمانية القادمة، أو معلنة موافقتها على الدخول في حوار جاد مع الحكومة، أو حتى مدينة عنف المتظاهرين في الذكرى الثانية للثورة، غير أن المعارضة تحت جبهة الإنقاذ الوطني فاجأت الجميع بتذبذبها الذي أثار غضب الغرب وإحباط الدبلوماسيين الغربيين من الدول المتعاطفة معها، وخيبة أمل مؤيديها، ودفعت أولئك المتظاهرين في الشوارع للانصراف عنها. وأشارت إلى أن المعارضة العلمانية واليسارية لا تزال عالقة بين مطالب المتظاهرين في الشوارع وبين الضغط للجلوس على طاولة الحوار والتوصل لصفقة من شأنها أن تمنحها صوتًا في مستقبل البلاد. ولفتت الصحيفة إلى أن المعارضة على رغم من إسراعها في المطالبة بإقالة الحكومة فإنها فشلت في صياغة خطة اقتصادية واجتماعية واضحة في حال وصولها للسلطة. وصرح د. جمال حشمت، عضو مجلس الشورى، للصحيفة أنه يشعر ككثير من المصريين بالإحباط والارتباك من أداء المعارضة الليبرالية، مشيرًا إلى أن المعارضة "رفضت كل الوسائل الديمقراطية التي كانت تروج وتدعو لها يومًا ما، فهم رفضوا الحوار الوطني ونتائج الانتخابات، وذلك في الوقت الذي يتواجد فيه الإسلام السياسي بقوة في الشارع مقدمًا البدائل". وقالت الصحيفة: " حتى أنصار المعارضة أصيبوا بالإحباط من انقسام قادتها خلال موجة العنف التي ضربت البلاد في الذكرى الثانية من الثورة المصرية".