قالت صحيفة الوول ستريت جورنال الأمريكية إن الصعود المفاجئ لمستوى العنف في الشارع جعل المعارضة تسارع في الاتحاد مرة أخرى للاستفادة من الأزمة. وأشارت إلى أنه فى الوقت الذى كانت تشتعل فيه بورسعيد غضباً على أحكام الإعدام بحق أبنائها، سارعت جبهة الإنقاذ الوطني بالخروج ببيان تهدد فيه بمقاطعة الانتخابات البرلمانية المقبلة إذا لم يستجب الرئيس مرسى لمطالب المعارضة المتمثلة في تعديل الدستور الجديد، وإقامة حكومة إنقاذ وطني، وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة. غير أن الصحيفة قالت إن المعارضة على ما يبدو بالغت في تقدير قوتها، ونست أن الثورة التي أطاحت بالرئيس مبارك كان جوهرها تعبيرًا جماعيًا عن غضب عام، وأن الجماهير التي أطاحت بالرئيس المخلوع لم تكن تدين بالولاء لجهة بعينها، ولم تكن لديها أهداف سياسية واضحة، أو مفاوضون يتحدثون باسمها. بدورها انتقدت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية رد جبهة الإنقاذ الوطني المعارضة على أحداث العنف التي يشهدها الشارع المصري، معتبرة أن رد الجبهة هو الأسوأ على الإطلاق، فبدلاً من إدانة العنف والدعوة للسلام، خرجت الجبهة بقائمة من المطالب للمشاركة في الانتخابات البرلمانية القادمة، وهو الموقف الذ وصفته الصحيفة ب"الانتهازية السياسية الفجة". ولفتت إلى أن مطالب المتظاهرين أصبحت أكثر تشتتاً، كما أصبح اللاعبون في الشارع أكثر غموضاً، مشيرة إلى أن روح الثورة المصرية المبهجة والمدنية احتجبت خلف متظاهرين مقنعين يطلقون على أنفسهم لقب البلاك بلوك، والذين وصلوا ميدان التحرير مساء الخميس على أهبة الاستعداد للدخول في معارك مع الشرطة. وأضافت أن المشهد السياسي الذي يشهد استقطاباً واسعاً بالفعل أصبح أكثر انقساما مع دخول جماعات غامضة في فراغ السلطة. غير أن الصحيفة انتقدت أيضاً أداء الرئيس مرسي السياسي، مشيرة إلى أن مرسي خسر ثقة حلفائه التي تمكن من الحصول عليها خلال الانتخابات الرئاسية بإظهار حسن النية، وأن الشريحة الرقيقة الهامة من الثوار والليبراليين واليساريين التي صوتت لمرسي على حساب منافسه المؤيد لمبارك تشعر الآن بالغضب والخداع. وشددت على أن تحقيق التوافق السياسي لا يقتصر فقط على الفوز بانتخابات شعبية، ولكنه عنصر أساسي لإصلاح مؤسسات الدولة مثل مؤسسات القضاء والأمن والصحة والتعليم التي تدهورت بفعل عقود من الفساد والإهمال. أما صحيفة الإندبندنت البريطانية فقالت في افتتاحيتها أن ما تعيشه مصر أمراً طبيعياً نظراً لأن عملية تغيير الأنظمة عادة ما يشوبها قدر من الفوضى، وأن توقع عملية انتقال هادئة بلا جدال في ظل هذه الظروف هو نوع من الحماقة. واعتبرت أن مشكلة الإدارة المصرية الجديدة تكمن في سوء التوقيت، مشيرة إلى أن توقيت الحكم في قضية مذبحة بورسعيد بعد يوم واحد من الذكرى السنوية للثورة المصرية التي عادة ما تشهد تفاقم للانقسامات داخل البلاد كان أمراً خاطئاً للغاية. وأضافت أن احتمال اختلاط مظاهرات كرة القدم والسياسة واندماجهما سوياً والتأثير الخطير لمثل هذا الاندماج كان ينبغي أن يكون أمراً واضحاً للجميع. ولكنها قالت بأن ذلك لا ينفي التقدم الملحوظ الذي شهدته مصر على مدى العامين الماضيين، حيث تم عقد الانتخابات في مواعيدها وذهب المصريون لصناديق الاقتراع أربع مرات. وأشارت إلى أن العنف الذي تشهده البلاد يعكس بلا شك تأثير الحرية المفاجئة. غير أنها شددت على أن الرئيس مرسي لا يملك رفاهية الوقت، فمع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية لا يزال عليه أن يقنع الناخبين أن الحكومة قادرة على تحسين ظروف معيشتهم، وأن هناك سبلاً أفضل لتسوية الخلافات دون اللجوء للعنف في الشوارع.