اتفقت وسائل الإعلام الدولية, في تغطيتها للمظاهرات العنيفة التي اجتاحت المدن المصرية خلال الذكري الثانية لثورة25يناير, علي أن المشهد الآن يعكس حالة الشقاق والانقسامات الحادة بين الشعب المصري وقيادته. وحذرت شبكة سي.إن.إن الإخبارية الأمريكية- في تقرير لها- من أن الولاياتالمتحدة تكرر الخطأ نفسه للمرة الثانية وهو عدم الوقوف إلي جانب الشعب المصري في موقفه المعارض لجماعة الإخوان المسلمين ورفض الانحياز لقضيته. كما أكد التقرير أن المصريين ربما لا يعرفون ما يريدونه تحديدا إلا أنهم يدركون ما لا يريدونه جيدا, فعلي الرغم من أن المعارضة السياسية الفاعلة لم تتحد بعد إلا أن المصريين ومن مختلف قطاعات المجتمع متفقين في رفضهم لقبول نظام قمعي آخر علي حد قوله. وأشار التقرير إلي أن مصر تعيش الآن مرحلة من الصدام السياسي, حيث يعاني أغلب المصريين من الإحباط, ناهيك عن اعتراضهم علي الحكومة رئيس الوزراء هشام قنديل وعلي جماعة الإخوان المسلمين ويدافعون عن أهداف الثورة المتمثلة في العدالة الاجتماعية والاقتصادية ومساءلة الحكومة وتحقيق الحريات الأساسية بما في ذلك حرية التعبير وحماية الأقليات. أما صحيفة الإندبندنت البريطانية فتؤكد أنه علي الرغم من مرور عامين كاملين علي الثورة المصرية التي أطاحت بحكم الرئيس المخلوع حسني مبارك, لكن الثورة بدلا من أن تجلب عهدا جديدا للبلد, فإن العنف والفقر لا يزالان يسيطران علي المجتمع المصري. واشارت الصحيفة إلي أن السياحة وهي عصب الاقتصاد المصري تعاني حاليا من تبعات عامين من الاضطرابات التي انعكست سلبا علي النشاط السياحي, في وقت يواجه فيه الاقتصاد المصري خطر السقوط المدو. يأتي ذلك في الوقت الذي أشار فيه استطلاع للرأي العام المصري, أجراه مركز بيو الامريكي ونشرت نتائجه صحيفة واشنطن بوست, أن81% من المصريين يرغبون العيش في ظل نظام قضائي عادل يساوي بين جميع المواطنين واوضاع اقتصاديه مستقره, بينما أكد أكثر من50% علي أهمية حماية الحرية الدينية للأقليات. بينما أكد60% علي أهمية حرية الرأي والصحافة. وكتبت صحيفة فاينانشال تايمز تحت عنوان مظاهرات مصر أبرزت الانقسام حول إرث الثورة أن حالة الانقسام بين القوي الليبرالية ومعسكر الإسلاميين ومفهوم كل جانب لذكري الثورة التي سطرت تاريخا جديدا للبلاد اصبحت اكثر حدة ووضوحا من أي وقت مضي. وقالت الصحيفة ان جماعة الاخوان المسلمين, التي تسيطر علي مؤسسة الرئاسة وأقرت دستورا مثيرا للجدل, دفعت بعشرات الآلاف من المتطوعين في قري ونجوع مصر وأوضحت أن مهمة هؤلاء كانت توزيع المؤن الغذائية وطلاء المدارس والبنايات وزرع الأشجار في تأكيد لمهمة إعادة البناء والاهتمام بشئون المجتمع وذلك قبل الانتخابات البرلمانية المرتقبة. ونقلت الصحيفة عن مسئول بجماعة الاخوان قوله إن زمن التظاهر انتهي. ولكن البعض لا يتفق مع هذا الرأي, فبعد مرور عامين علي الثورة التي أطاحت بالرئيس مبارك الذي ظل في الحكم طوال30 عاما, إذ يرون أن الرئيس محمد مرسي ما هو إلا مبارك جديد. وقالت الفاينانشال إن الآلاف خرجوا في مظاهرات حاشدة يدفعهم الغضب من تفوق الإسلاميين في الانتخابات وسط انقسام مستعر علي دستور جديد. وأضافت أن هؤلاء المتظاهرين يرون أن خروجهم هذا اليوم لم يكن احتفالا بذكري الثورة بل هو امتداد لها وذلك حسبما قال أشرف مجدي وهو طالب شارك في هذه المظاهرات.