توقع تقرير صدر أمس الثلاثاء عن المخابرات الأمريكية أن الولاياتالمتحدة سوف تواجه تهديدًا بهجمات وصفَها ب"الإرهابية" على الأراضي الأمريكية خلال السنوات الثلاث القادمة. وزعم التقرير أنَّ ما وصفه ب"منظمات إرهابية إسلامية" هي التي تمثِّل التهديد الأكبر للولايات المتحدة خلال الفترة القادمة!! وألقى التقرير الصادر عن المخابرات القومية الأمريكية بعنوان (التهديد الإرهابي للأراضي الأمريكية) الضوءَ على تقديرات المخابرات الأمريكية للتهديدات "الإرهابية" التي تواجه الولاياتالمتحدة مستغلا حالةَ الذعر التي يعاني منها الأمريكيون بسبب سياسات إدارتهم الظالمة لبثِّ المزيد من السموم حول الإسلام والمسلمين. يُشار إلى أن المخابرات القومية الأمريكية هي الهيئة الأمّ التي تضمُّ جميع وكالات المخابرات الأمريكية وعددها 16 وكالة مخابرات أهمها وكالة المخابرات المركزية (سي. آي. إيه). وادعى التقرير أن الأراضي الأمريكية سوف تواجه تهديدًا مستمرًّا ومتطورًا خلال ثلاث سنوات قادمة وإنَّ التهديد الرئيسي سيأتي مما وصفها بمنظمات وخلايا إرهابية إسلامية مثل تنظيم القاعدة. وأضاف بأنَّ هذه الجماعات مدفوعة بتصميم لا يضعف إلى مهاجمة البلاد وجهد متواصل من هذه الجماعات لتكييف وتحسين قدراتها مضيفا: نحن نقدر أن جهود مكافحة "الإرهاب" المتزايدة بشكل كبير حول العالم خلال السنوات الخمس الماضية قد أدَّت إلى كبح قدرة القاعدة على مهاجمة الأراضي الأمريكية مجددًا كما أدت إلى شعور الجماعات الإرهابية بأن أمريكا تمثل هدفًا يصعب الهجوم عليه أكثر ممَّا كان الأمر في 11 سبتمبر. وقال إنَّ هذه الإجراءات ساعدت في إعاقة مخططات ضد الولاياتالمتحدة منذ هجمات 11 سبتمبر 2001م إلا أن التقرير أشار إلى تخوُّف المخابرات الأمريكية من أن هذا المستوى من التعاون الدولي ربما يكون قد ضعُف مع بُعد ذكرى 11 سبتمبر واختلاف الشعور بالتهديد. وأضاف أن القاعدة كانت وما زالت أخطر تهديد إرهابي للوطن وتواصل قيادتها المركزية التخطيط لمؤامرات عالية التأثير في الوقت الذي تدفع فيه آخرين في الجماعات السنية لتقليد جهودها وأنْ تستكمل قدراتها. وقدر التقرير أن يكون تنظيم القاعدة قام بحماية أو إعادة إعداد عناصر رئيسية يعتمد عليها في قدراته الخاصة بمهاجمة الأراضي الأمريكية، ومن بين هذه العناصر الملاذ الآمن في مناطق القبائل الباكستانية. ورغم إشارة التقرير إلى أنَّ السلطات الأمريكية قد استطاعت اكتشاف بعض الأفراد في الولاياتالمتحدة الذين لديهم علاقاتٌ بقيادات القاعدة منذ 11 سبتمبر، فإنَّه حذر من أن القاعدة سوف تكثِّف جهودها لوضع أفراد تابعين لها داخل الولاياتالمتحدة. ونتيجةً لهذا فقد توصَّل التقرير إلى أن الولاياتالمتحدة تُواجه في الوقت الحالي بيئةَ تهديد مضاعفة كما أشارت تقديرات المخابرات الأمريكية إلى أن القاعدة سوف تواصل تحسين قدراتها على مهاجمة الأراضي الأمريكية، من خلال تعاون أكبر مع ما وصفته ب"جماعات إرهابية إقليمية"، كما توقَّعت التقديرات أن القاعدة سوف تسعى إلى زيادة فاعلية وقدرات تنظيم القاعدة في العراق، وهو أبرز التنظيمات التابعة للقاعدة، كما أنَّه التنظيم الوحيد الذي أعلن رغبته في مهاجمة الأراضي الأمريكية بحسب تقديرات المخابرات. أما الأهداف التي توقَّعت المخابرات الأمريكية تركيز القاعدة عليها فهي الأهداف السياسية والاقتصادية البارزة وأهداف البنية التحتية الرئيسية؛ وذلك "بهدف إحداث أكبر عدد من الإصابات، ودمار ظاهر، وهزَّات اقتصادية كبرى، وإثارة الخوف بين المواطنين الأمريكيين". كما زعم التقرير أن القاعدة تواصل محاولة امتلاك واستخدام مواد كيميائية أو بيولوجية أو إشعاعية أو نووية في هجماتها، وأنها "لن تتردَّد في استخدامها إذا قامت بتطوير ما تعتبره قدراتٍ كافيةً" بالنسبة لها. وألمح إلى أن انتشار مواقع الإنترنت المتشددة- وخصوصًا "السلفية" على حد تعبيره، التي تحمل خطابا هجوميًّا معاديًا للولايات المتحدة- وتنامي أعداد الخلايا المتشددة في الغرب يشير إلى "توسع القطاع المتشدد والعنيف بين السكان المسلمين في الغرب، بما في ذلك الولاياتالمتحدة". وحذَّر التقرير من أن تيارات العولمة والتقدم التكنولوجي سوف يمكِّن المجموعات الصغيرة من "الأشخاص المنعزلين من الوصول والارتباط بين بعضهم، وتبرير وتكثيف غضبهم، وتعبئة الموارد من أجل الهجوم، وكل هذا من غير وجود منظمة "إرهابية" مركزية، أو معسكر للتدريب أو قائد".