قوبلت الخطة الأميركية الأوروبية لانتزاع موافقة روسيا على مشروع قرار جديد في مجلس الأمن يضمن استقلال إقليم كوسوفو ذي الغالبية الألبانية عن جمهورية الصرب برفض قاطع من روسيا. ووصف مندوب روسيا في المجلس فيتالي تشوركين مشروع القرار بأنه تحرك خفي نحو الاستقلال رغم الحديث عن مفاوضات إضافية بين بلغراد وبرشتينا تدوم 120 يوما. وأوضح أن حظوظ الموافقة على هذا المشروع "معدومة"، مضيفا أن نص مشروع القرار وملحقاته "مطبوع بطابع الاستقلال". وكان أعضاء المجلس ال15 قد عقدوا أمس اجتماعا استمر ساعتين لدراسة مشروع القرار الذي رعته الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا والمؤيد لاستقلال كوسوفو. وقام واضعو المشروع بتعديله مرارا في مسعى لتفادي معارضة روسيا الحليفة لصربيا التي تعارض بشدة استقلال كوسوفو الذي تعتبره مهد ثقافتها وديانتها. ويخضع الإقليم الذي يضم مليوني نسمة 90% منهم من الألبان منذ عام 1999 لرعاية الأممالمتحدة بعد أن أجبرت قوات الناتو الجيش الصربي على الانسحاب منه بعد أن مارس عمليات قتل استغرقت عامين. وأصاب الرفض الروسي الصريح واضعي المشروع بالصدمة حيث قال السفير الفرنسي في المنظمة الدولية جان مارك دو لاسابير إن السفراء الأوروبيين سيتشاورون مع عواصمهم. وأوضح أن الخيارات المطروحة تتضمن سحب مشروع القرار من التداول وتعديله بشكل يتجاوب مع المخاوف الروسية. وقال نيابة عن واضعي مشروع القرار إنه يمكننا تحسين صيغة النص ولكن لا يمكننا تغيير جوهره مضيفا لقد مضينا إلى أقصى ما هو ممكن. وشدد دو لاسابير على أنه إذا توصلت كوسوفو وصربيا إلى اتفاق فسيجيزه مجلس الأمن وإذا لم يتمكنوا فسيقوم السفراء بدراسة الخطوات التالية. ودعا كل من لديه قدرة على الضغط على طرفي النزاع إلى الدفع باتجاه البحث عن حل. واعتبر نظيره الصيني وانغ غوانغيا أن "النص تم تحسينه" غير أنه لا بد من العمل على تحديد أهداف المفاوضات المقترحة. من جهته حذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من إمكانية تحرك قادة الأغلبية الألبانية باتجاه الاستقلال بمفردهم. وأعرب عن أمله بأن لا يقوم هؤلاء بالإقدام على مثل هذه الخطوة، مشيرا إلى أنه حثهم على عدم الإعلان بمفردهم عن استقلال الإقليم خلال لقائه بهم وعبر الإعلام. وكان السفير الأميركي زلماي خليل زاد قد حث يوم الجمعة الماضي روسيا على عدم استخدام حق النقض (الفيتو) ضد المشروع، مشيرا إلى أن ذلك سيجعل دور مجلس الأمن معدوما في تحديد مستقبل الإقليم. وأضاف أن الفيتو الروسي لن يمنع تقدم الوضع في كوسوفو "إلى الأمام، لكنه سيقصي مجلس الأمن وهو ما لا نريده وطريقة غير مرغوبة لتحسين الوضع في الإقليم". وشدد على أن واشنطن مصممة على التحرك إلى الأمام عبر مجلس الأمن "أو أي وسيلة أخرى". من جهته شدد رئيس الوزراء الصربي فويسلاف كوستونيتشا أمس في تصريحات له في لشبونة على أن بلاده لن تقايض دخولها بالاتحاد الأوروبي بمنح كوسوفو استقلالها. وأوضح بعد لقاء من نظيره البرتغالي جوزيه سوكراتس أن بلغراد على استعداد لمنح مزيد من الحكم الذاتي لكوسوفو لكنها لن تقايض عضوية بلغراد بالاتحاد الأوروبي باستقلال الإقليم. وقال إنها مسألة وحدة وسيادة الأراضي" مضيفا "لن نقبل أن يقتطع منا 50% من أراضينا مؤكدا وأكد أن دستور جمهورية الصرب "ينص على أن كوسوفو جزء لا يتجزأ من صربيا".