حذرت الولاياتالمتحدةروسيا من عرقلة عملية استقلال كوسوفو، وذلك عقب رفض موسكو مجددا صيغة معدلة لمشروع قرار حول مستقبل وضع الإقليم قدمته الدول الغربية رسميا إلى مجلس الأمن الدولي مساء أمس. وقال السفير الأميركي في الأممالمتحدة زلماي خليل زادة "إما أن يهتم مجلس الأمن بهذه المسألة مع روسيا بحيث تؤدي دورا بناء وتخطو خطوة في الاتجاه الصحيح، وإلا فستكون روسيا مسؤولة عن مواصلة العملية خارج المجلس".معتبرا أن الكرة في الملعب الروسي. كما أعربت فرنسا عن قلقها من احتمال أن تعطل روسيا تمرير مشروع القرار عبر استخدام حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن. وشكك وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنر في إمكانية التوصل لتسوية ما مع موسكو بشأن مستقبل كوسوفو. ورفضت موسكو -المعارضة لاستقلال كوسوفو- الصيغة المعدلة لمشروع القرار، واعتبر السفير الروسي لدى الأممالمتحدة فيتالي تشوركين التعديلات التي أدخلت عليه غير كافية. وبرر تشوركين الموقف الروسي بقوله إن النص برمته يتجه نحو تقديم الاستقلال للإقليم تطبيقا لخطة أهتيساري مبعوث الأممالمتحدة إلى الإقليم التي تعارضها روسيا وصربيا جملة وتفصيلا. لكنه رفض أن يكشف ما إن كانت بلاده ستستخدم الفيتو في حال طرح المشروع للتصويت. وأشار دبلوماسي غربي رفض كشف هويته إلى أن هناك غالبية كبيرة جدا تؤيد التصويت داخل المجلس. ومن المقرر إجراء مشاورات جديدة غدا الخميس بشأن مشروع القرار الذي قدمته كل من بريطانيا وفرنساوالولاياتالمتحدة وبلجيكا وألمانيا وإيطاليا، في محاولة لتجاوز الاعتراض الروسي. ووضع نص المشروع "باللون الأزرق"، مما يدل على أنه بات جاهزا للتصويت عليه من دون تحديد أي موعد. تجدر الإشارة إلى أن قانون مجلس الأمن ينص على ضرورة التصويت على أي مشروع يطرح رسميا على المجلس خلال 24 ساعة, إلا أن مصادر دبلوماسية اعتبرت أن التحرك الغربي لا يهدف إلى دفع المجلس للتصويت بقدر ما يريد اختبار قوة المعارضة الروسية للمشروع. وينص مشروع القرار المعدل على إجراء محادثات إضافية في ختام مهلة ال120 يوما المقررة في النص الأصلي بدلا من البدء الفوري بإجراءات استقلال الإقليم تحت إشراف الأممالمتحدة كما ورد في الصيغة القديمة. في سياق متصل أعلن إقليم كوسوفو عزمه إجراء انتخابات عامة في وقت لاحق من العام الجاري دون انتظار القرار الدولي بشأن الاستقلال. وقال رئيس الإقليم فاتيمير سيديو إن هناك اتفاقا لإجراء الانتخابات العامة في نوفمبر الجاري، مشيرا إلى أن الحديث عن مصير الإقليم يجب ألا يكون ذريعة لتأجيل اتخاذ القرارات المهمة في البلاد. وجاءت تصريحات سيديو بعد حضوره "اجتماع الوحدة" الذي ضم عددا من زعماء السلطة والمعارضة من أجل المحافظة على الاستقرار مع ازدياد الضغوط من أجل استقلال الإقليم. ويأتي رد الرئيس الكوسوفي بعد أن ألمحت الأممالمتحدة التي تدير رسميا الإقليم منذ انتهاء الحرب الأهلية في البلقان عام 1999، إلى رغبتها في تأجيل الانتخابات إلى حين صدور قرار مجلس الأمن بشأن استقلال الإقليم. وتنحصر صلاحية البت في إجراء الانتخابات من عدمها في يد حاكم الأممالمتحدة في الإقليم جواكيم رويكر. وفي معرض تعليقه على هذه المسألة قال المتحدث الرسمي باسم رويكر إن هذا الأخير سيعطي قراره بعد التشاور مع قادة الأغلبية الألبانية الأسبوع المقبل. ويواجه القادة الألبان ضغطا شعبيا متزايدا من مواطنيهم الذين يشكلون 90% من سكان الإقليم وذلك من أجل إعلان الاستقلال من طرف واحد.