قالت حكومة تسيير الأعمال الفلسطينية وحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إنهما تأخذان على محمل الجد أنباء عن خطط صهيونية لاغتيال رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية، وحذّرتا من عواقب مثل هذه الخطوة. وكانت صحيفة "الصنارة" العربية التي تصدر من مدينة الناصرة المحتلة سنة 1948، قد كشفت يوم الجمعة (13/7) النقاب عن أنّ الحكومة الصهيونية المصغّرة اتخذت خلال اجتماع لها الأسبوع الماضي قراراً باغتيال رئيس حكومة تسيير الأعمال الشرعية إسماعيل هنية. التفاصيل ونقلت الصحيفة عن ما وصفتها بمصادر صهيونية ذات صلة بصانعي القرار بالكيان، أنّ حكومة الاحتلال المصغرة المعروفة ب"الكابينت الأمني السياسي"، اتخذت قراراً باغتيال رئيس الحكومة الفلسطينية هنية. وأكدت الصحيفة على لسان المصادر الصهيونية المُشار إليها؛ أنّ هذا القرار نُقل إلى الأذرع الأمنية الخاصّة لتحديد الموعد الزمني لهذا الأمر، ولإخراجه إلى حيِّز التنفيذ. وتشير المعلومات التي وصلت إلى الصحيفة، كما أوردت، أنّ اجتماعاً خاصاً للمجلس الحكومي الصهيوني المُصغّر، كان قد عُقد الأسبوع الماضي بمشاركة الجهات الأمنية ذات الصلة، التي أعدت الخطة وعرضتها أولاً على وزير الحرب الصهيوني إيهود باراك وأقرّها، وقرّر بالتالي نقلها إلى المجلس الحكومي المصغّر بحضور الجهات المعدّة، وكذلك قادة الجهات التي أُنيط بها تنفيذ المهمة. وأكدت الصحيفة أنّ باراك الذي اشتُهرت عنه قيادته لعمليات عسكرية تصفوية ضد قادة فلسطينيين كبار في بيروت وفي تونس؛ أشاد بالخطة وباركها، ودعا إلى إقرارها دون أي تغيير أو تحفظ. ردود فعل وتعفيباً على ذلك؛ قالت حكومة تسيير الأعمال الفلسطينية وحركة المقاومة الإسلامية "حماس" إنهما تأخذان على محمل الجد أنباء عن خطط صهيونية لاغتيال هنية، وحذرتا من عواقب مثل هذه الخطوة. واعتبر الدكتور غازي حمد، الناطق باسم رئيس الوزراء الفلسطيني، أنّ هذا المخطط ليس مستبعداً لأنه لا يوجد أمام الكيان الصهيوني أي خطوط حمراء، وهناك تجارب سابقة في هذا المجال. وأكد الدكتور حمد أنّ القتل المتعمد هو سياسة صهيونية، وقال "أعتقد أنّ الحكومة الصهيونية فقط تضع جدولاً زمنياً لعمليات الاغتيال بشكل انتقائي، وقد اغتالت في السابق شخصيات كثيرة مثل الشيخ أحمد ياسين والدكتور عبد العزيز الرنتيسي من حماس وقادة آخرين أمثال أبو علي مصطفى من الجبهة الشعبية وفتحي الشقاقي من حركة الجهاد الإسلامي، وحتى (شمل ذلك) اغتيال ياسر عرفات". وأشار المتحدث إلى أنّ هنية سيتخذ إجراءات احتياطية بعد الكشف عن هذا المخطط، "الذي سيكون له عواقب وخيمة على مختلف الأصعدة". تهديدات متكررة وبدوره؛ أكد المتحدث باسم حركة "حماس"، فوزي برهوم، لمراسل "المركز الفلسطيني للإعلام"، أنّ "هذه ليست المرة الأولى التي تصدر فيها تصريحات أو تُكشف خطط لاغتيال قادة ورموز من حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية". ورأى برهوم أنّ "من اغتال الشيخ القعيد الإمام أحمد ياسين، يمكن أن يقدم على ارتكاب أي جريمة أخرى، لذلك يتم التعامل مع هذا المخطط بشكل جدي"، لافتاً الانتباه إلى أنّ الكيان الصهيوني هدّد في السابق عدة مرات باستهداف هنية واغتياله، حتى أطلق جيش الاحتلال الصواريخ على منزله ومحيط المنزل. برنامج لاستهداف "حماس" وقياداتها وحذّر فوزي برهوم من أنّ هناك برنامجاً ممنهجاً لاستهداف "حماس" وقياداتها وحصارها، لأنها حققت نجاحات متلاحقة على صعيد مقاومة الاحتلال، أو في ضبط الأمن الداخلي والذي تبدّى في حالة الهدوء والأمن والقضاء على الفلتان في غزة، وإطلاق سراح الصحفي ألن جونستون". وقال برهوم إنّ مخطط الاستهداف هذا يهدف إلى إخلاء الساحة وإبعاد الحركة الإسلامية التي ترفض التخلي عن الثوابت والحقوق، بما يفسح المجال لتيار يتساوق مع المشروع الصهيو أمريكي لفرض أجندته الخارجية على الشعب الفلسطيني. وشدّد المتحدث في هذا الصدد على أنّ "التهديد والاستهداف لا يخيف حماس ولن يعيقها"، مشيراً إلى أنّ الحركة "فقدت في السابق الكثير من القيادات البارزة كأمثال الإمام الشيخ أحمد ياسين، وأسد فلسطين عبد العزيز الرنتيسي، والمهندس إسماعيل أبو شنب، والجماليْن (القائدان جمال منصور وجمال سليم)، وصلاح شحادة، وإبراهيم المقادمة، بعد أن تم اغتيالهم من قبل طائرات العدو الصهيوني، ولكنّ ذلك لم يزد الحركة إلاّ قوة وصلابة"، وقال إنّ "هذه الحركة أجيال متعاقبة، جيل يسلِّم جيلاً، وحماس موجودة ومتجذرة في صفوف الشعب ولن تنتهي". وشدّد فوزي برهوم في هذا السياق على أنّ رئيس الوزراء الفلسطيني لن يتوقف عن ممارسة عمله، رغم الاحتياطات الأمنية التي سيتخذها بعد الكشف عن المخطط الجديد. ورأى المتحدث أنّ "هناك تساوقاً كاملاً من بين من يريد تصفية واغتيال قادة حماس ومن يريد تصفية الحركة وإقصاءها والانقلاب على الشرعية الفلسطينية"، محذراً من أنّ اغتيال هنية "لا يمكن المرور عليه، وسيعرف حينها المجاهدون كيف يردون كما فعلوا سابقاً ولقنوا لعدو دروساً في الجهاد والمقاومة"، حسب تحذيره.