نفى رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية، وجود "أي لقاءات سرية أو علنية لا سياسية ولا حياتية"، تجريها حكومة تسيير الأعمال التي يرأسها أو حركة "حماس" مع الاحتلال الصهيوني، مكذباً بذلك ما زعمه رئيس السلطة الفلسطينية بهذا الخصوص. وقال هنية، في مؤتمر صحفي عقده بمدينة غزة إنّ "التصريحات الصحفية التي تقول بأن هناك لقاءات سرية بين حماس و"إسرائيل" ينطبق عليها المثل: رمتني بدائها وانسلت"، وأضاف "نؤكد أنه لا توجد أي لقاءات". وشدّد هنية على أنه لا صحة على الإطلاق لكل التصريحات التي تصدر من أي مستوى فلسطيني أو غير فلسطيني، عن لقاءات بين الكيان الصهيوني و"حماس"، "لا في معبر بيت حانون ولا في أي مكان في العالم"، حسب تأكيده. وفيما يتعلق باللقاءات المتكررة بين رئيس السلطة محمود عباس ورئيس حكومة الاحتلال إيهود أولمرت، والتي تجددت الجمعة (26/10)، طالب هنية عباس بضرورة توقف هذه اللقاءات والاجتماعات، معتبراً أنها تأتي "غطاء للاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على الشعب الفلسطيني". ومضى هنية إلى القول "نحن لا نعوِّل كثيراً على هذه اللقاءات والاجتماعات، التي أصبحت غطاءً للعدوان الإسرائيلي المتواصل ضد الشعب الفلسطيني، ونرى بأنّ المواقف الإسرائيلية المدعومة أمريكياً تهدف فقط إلى عقد اجتماع في مؤتمر الخريف لتوسيع نظام التطبيع مع الدول العربية وخاصة السعودية". وجدّد هنية تحذيره للدول العربية من مغبة الوقوع في شرك السياسة الأمريكية الإسرائيلية، مطالباً بضرورة العمل بكل الوسائل من أجل إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني ورفع الحصار عنه في الضفة الغربية وقطاع غزة. واعتبر هنية أنّ هدف التصعيد الصهيوني الأخير، والذي يسبق جولات المفاوضات الفلسطينية الصهيونية، هو "تركيع الشعب الفلسطيني وكسر إرادته"، موضحاً أنّ "قطاع غزة أصبح مستهدفاً أمنياً واقتصادياً ومعيشياً"، لكنه أعرب عن ثقته بأنّ "هذا التصعيد لن ينجح لأن الشعب الفلسطيني سيبقى صامداً ثابتاً في وجه الاعتداءات" الصهيونية عليه. وتطرّق هنية إلى قرار وزير الحرب الصهيوني إيهود باراك، القاضي بتقليص الخدمات عن قطاع غزة، وقال إنّ "هذه السياسة ليست جديدة، وهي لن توقف صمودنا وصمود شعبنا ومقاومته الأسطورية". وفيما يتعلق بالحوار بين حركتي "فتح" و"حماس"؛ أشار رئيس الوزراء الفلسطيني إلى أنّ هناك حديث دائم عن ضرورة انطلاقه، إلاّ أنّ "الموقف الفلسطيني في رام الله" من الحوار موقف سلبي، سواء كانت الدعوات فلسطينية أو عربية أو غيرها من الأطر الإقليمية. يُشار إلى أنّ الرئيس الفلسطيني محمود عباس، صرّح الخميس (25/10)، أنّ هناك لقاءات سرية بين حركة "حماس" والجانب الصهيوني في معبر بيت حانون الفاصل بين شمالي قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة سنة 1948، في تصريح أدلى به قبل يوم واحد من لقائه أولمرت في سياق اجتماعاته المتكررة المثيرة للانتقاد في الساحة الفلسطينية.