أعلنت قوات الاحتلال الصهيوني أن أربعة فلسطينيين استشهدوا اليوم في قطاع غزة بالقرب من الحدود مع الكيان الصهيوني. وزعم بيان لجيش الاحتلال إن الفلسطينيين الأربعة قتلوا بقذيفة أطلقتها المدفعية الصهيونية أثناء محاولتهم زراعة قنبلة بالقرب من السياج الحدودي الذي يفصل بين القطاع والكيان المحتل . من جانبها قالت مصادر طبية فلسطينية إنها تلقت جثث ثلاثة شهداء وجريحا إصابته خطيرة، بينما لا يزال البحث جاريا عن آخرين. من ناحية أخرى وعلى المستوى السياسي جدد خالد مشعل- رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس- ومحمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية تمسُّكهما بالمشاركة السياسية الفلسطينية الكاملة والعمل على رفع الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني. وناقش مشعل وعباس عدة قضايا أساسية فلسطينية خلال لقائهما- الذي عُقد في القاهرة في ساعةٍ متأخرةٍ من ليل أمس الجمعة وفي مقدمتها الشراكة السياسية وإعادة تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية بالإضافة إلى ملفي تبادل الأسرى والتهدئة بين المقاومة والاحتلال الصهيوني. كما جدد الطرفان التزامهما بتنفيذ اتفاق مكةالمكرمة المُوقَّع بين حركتي حماس وفتح فبراير الماضي نصًّا وروحًا إلى جانب التعامل مع مختلف الدول العربية والإسلامية من أجل فك الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني. وقال نبيل أبو ردينة- المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية-: إن اللقاء يأتي ضمن لقاءات المتابعة التي يتم عقدها لمتابعة اتفاق مكةالمكرمة مشيرًا إلى أن اللقاء ناقش مختلف القضايا الفلسطينية "بصراحة ووضوح" بخاصة التهدئة وتبادل الأسرى ومنظمة التحرير والشراكة السياسية. وكان وفد من حركة حماس قد وصل إلى القاهرة في ساعة متأخرة من ليل الخميس من أجل عقد اللقاء وقد ضم وفد حماس كلاًّ من عماد العلمي ومحمد نصر والدكتور خليل الحية عضو القيادة السياسية الحركة أعضاء المكتب السياسي للحركة، بينما يضمُّ الوفد المرافق لعباس كلاًّ من نبيل أبو ردينة المتحدث باسم السلطة، ونبيل عمرو المستشار الإعلامي لرئيس السلطة، كما حضر اللقاء زياد أبو عمرو وزير الخارجية الفلسطيني. ومن المقرر أن يلتقي اليوم مشعل مع الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى واللواء عمر سليمان مدير المخابرات المصرية، بينما يلتقي رئيس السلطة محمود عباس مع الرئيس المصري حسني مبارك من أجل بحث الملفات الفلسطينية والدور المصري فيها. ويأتي اللقاء بين مشعل وعباس في وقتٍ حساسٍ حيث يجيء عقب إعلان مختلف الفصائل الفلسطينية انتهاء التهدئة مع الاحتلال الصهيوني وإعلان كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس إطلاق 100 قذيفةٍ وصاروخٍ على المغتصبات والمواقع العسكرية الصهيونية ردًّا على استشهاد 9 فلسطينيين في الضفة وغزة بالرصاص الصهيوني. وقد تدخل الوفد الأمني المصري المقيم في غزة لوقف التصعيد بعد تهديد الصهاينة بشن عمليات محدودة في غزة وتعهد المقاومة بالرد الموجع على أي اعتداء، وقد أثمر التدخل المصري عن تعهد الفصائل الفلسطينية باحترام التهدئة إذا توقَّف الاحتلال عن انتهاكاته بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية؛ حيث يرفض الصهاينة مد التهدئة لتشمل الضفة الغربية، بينما تؤكد فصائل المقاومة ضرورة أن تكون التهدئة شاملةً لكلٍّ من الضفة والقطاع. وعلى نفس السياق جدد رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية دعوته المجتمع الدولي إلى فك الحصار المتواصل على الفلسطينيين محذرا من عواقب استمراره. وقال هنية إن استمرار الحصار هو ابتزاز سياسي مرفوض وإنه يدل على أن هناك موقفا دوليا يهدف لمعاقبة الشعب الفلسطيني برمته وكسر إرادته بغية دفع الحكومة الفلسطينية إلى تقديم تنازلات سياسية. هذا وقد تواصلت الاعتداءات الصهيونية على الفلسطينيين حيث أشارت الأنباء الواردة من قطاع غزة إلى أن قوات الاحتلال الصهيوني قامت مساء أمس بإغلاق كل الطرق المحيطة بطولكرم وفصلتها عن محيطها من خلال نصب العديد من الحواجز العسكرية وإيقاف السيارات والمواطنين واحتجازهم لساعات وإخضاعهم لتفتيش دقيق. وتقول الأنباء إن هذه الإجراءات جاءت ضمن الإجراءات التي تقوم بها أجهزة الأمن الصهيونية تحقق في اختفاء آثار مغتصب صهيوني مساء أمس مشيرةً إلى أنّ الاعتقاد السائد أنه شوهد في منطقة طولكرم شمال الضفة الغربية. كما استمرت المقاومة على ردها على الاعتداءات الصهيونية حيث أعلنت ألوية الناصر صلاح الدين الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية مسئوليتها عن قصف مغتصبة سديروت الصهيونية جنوب الكيان بصاروخ من طراز "ناصر 3"، مشيرةً إلى أن القصف يأتي ردًّا على الانتهاكات الصهيونية المتواصلة ضد الفلسطينيين.