قصفت مدفعية الجيش اللبناني اليوم مواقع مسلحي فتح الإسلام المتحصنين في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين. وجاء القصف على المخيم على دفعتين الأولى فجرا والثانية قبل الظهر فيما كان مقاتلو فتح الإسلام يطلقون النار من أسلحة خفيفة. وبات مقاتلو "فتح الإسلام" المحاصرون منذ العشرين من مايور في مخيم نهر البارد الذي بات مدمرا بنسبة 80%، متحصنين داخل جيب صغير في الجزء الجنوبي من المخيم. ولا يزال 400 فلسطيني من أصل 31 ألف لاجئ قبل بداية المعارك، يقيمون داخل مخيم نهر البارد كما أعلن أمين سر حركة فتح في لبنان سلطان أبو العينين. وقال أبو العينين إن هؤلاء المدنيين يعيشون على مخزونات قديمة، ويعانون من نقص المياه والمواد الغذائية. في سياق متصل أعلن ضابط لبناني أن السلطات حددت اليوم هوية عشرة سعوديين من عناصر فتح الإسلام كانوا قد قتلوا في معارك مع الجيش في مدينة طرابلس وجوارها إبان انفجار أزمة نهر البارد. وقال هذا الضابط الكبير رافضا الكشف عن هويته "تعرفنا على عشر جثث لسعوديين من بين الجثث ال27 التي استلمتها الشرطة في شمال لبنان من خارج مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين". ومن أصل 27 جثة، هناك 17 في طرابلس، كبرى مدن شمال لبنان، وعشر جثث لمسلحين سقطوا في ضواحي هذه المدينة الساحلية الواقعة على بعد نحو عشرين كلم جنوب نهر البارد، بحسب هذا المسؤول. وفتح الإسلام التي تقول إنها قريبة إيديولوجيا من تنظيم القاعدة، تضم مقاتلين فلسطينيين وسعوديين وعراقيين وسوريين، بحسب الجيش اللبناني. في هذه الأثناء كشفت أجهزة الاستخبارات الإسبانية أنها تشتبه في تورط ثلاثة تنظيمات جهادية على صلة بتنظيم القاعدة في الهجوم على قافلة إسبانية تعمل ضمن قوة المراقبة الدولية في جنوب لبنان وقتل ستة من عناصرها. وذكرت صحيفة "ألباييس" أن المركز الوطني للاستخبارات سلم تقارير إلى الحكومة الإسبانية تشير إلى ثلاثة تنظيمات "جهادية مرتبطة بالقاعدة"، وهي "فتح الإسلام" و"جند الشام" و"عصبة الأنصار"، مشيرا إلى"عدم اعتقاده" وجود علاقة لحزب الله الشيعي اللبناني في هذا الأمر.