صرح ناطق عسكري أن الجيش التايلاندي اعتقل 160 مسلمًا، بينهم ست سيدات، دون توجيه اتهام، وذلك خلال سلسلة من عمليات الدهم جنوبي البلاد. وبحسب ما ذكرت وكالة "رويترز"، فإن المعتقلين تم نقلهم إلى معسكر تابع للجيش بمحافظة فطاني لاستجوابهم. وتعد فطاني واحدة من بين ثلاث محافظات جنوبية يتمركز بها غالبية مسلمي تايلاند. وكانت منطقة الجنوب قد شهدت مقتل أكثر من 2.300 شخص خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة في موجة من العنف. وأوضح العقيد "أكرا تيبروتش" أن الأشخاص المحتجزين - الذين من الممكن احتجازهم دون اتهام حتى 28 يومًا بموجب قانون الطوارئ - سيتم إطلاق سراحهم إذا ثبت عدم تورطهم في العنف، إلا أن عينات الحامض النووي "دي إن إيه" الخاصة بهم سيتم الاحتفاظ بها. وقال أكرا إنه يعتقد أن نحو 25% من المحتجزين تم اعتقالهم وفقًا لأوامر اعتقال، وسيتم توجيه التهم إليهم، وأن من سيثبت تورطه في دعم أعمال العنف أو حتى التعاطف معها سيتم إلحاقه بمعسكر لإعادة التأهيل. وكانت عمليات الدهم قد أجريت الأسبوع الماضي بمحافظات يالا، وناراثيوات، بمنطقة الغابات على طول الحدود مع ماليزيا، وذلك بعد أن كثّف المسلحون - الذين تصفهم الحكومة ب "المتمردين" - هجمات على المدارس الحكومية، والموظفين المدنيين، وقوات الأمن. هذا، ومنذ توليه رئاسة الحكومة تصدى "سورايود تشولانونت" للضغوط التي مارستها الغالبية البوذية في البلاد لاتخاذ تحرك قوي في الجنوب، مؤكدًا أنه لا يزال ملتزمًا بالحل السلمي. وكان سورايود قد اعتذر عن السياسات الصارمة التي تبناها رئيس الوزراء السابق "ثاكسين شيناواترا"، متعهدًا بالالتزام بضبط النفس في التعامل مع العنف، غير أن كلاً منهما لم ينجح في تقليل حدة الاضطرابات التي يشهدها جنوب البلاد. وفي نفس الإطار فقد أكدت مصادر تايلاندية أن الميليشيات البوذية دمرت وأحرقت 13 مدرسة إسلامية في أقصى جنوب تايلاند وأعدمت عدداً من المعلمين انتقاماً لمقتل ثلاثة مدرسين ينتمون إلى البوذية تم اتهام المسلمين بقتلهم وهو ما لم يتأكد ونفته قيادات إسلامية في الجنوب، وأحرقت المدارس بشكل شبه متزامن في إقليم "يالا وباتاني" المسلم الذي تحتله تايلاند، وقامت الميليشيات بإعدام عدد من المدرسين المسلمين بينهم امرأتان في محافظة ناراتيوات حيث أغلقت أكثر من مئتي مدرسة لليوم الثالث على التوالي خوفاً علي حياة التلاميذ المسلمين والمدرسين معاً. ومنذ بداية حرب الإبادة التي تجددت ضد المسلمين في يناير 2004 أحرقت نحو مئتي مدرسة وقتل 77 مدرساً بحسب مسؤولين تربويين في هذه المنطقة المحاذية لماليزيا ، وتتبع الحكومة التايلاندية أسلوباً عنيفاً ضد مسلمي الإقليم فيما يعبر عن حالة الهلع الشديد من جانب الحكومة البوذية تجاه تنامي دور التيار الإسلامي في هذا الإقليمالجنوبي والاستفادة من أجواء العداء الدولي ضد المسلمين لقمع أي تمرد أو انفصال يسعى إليه مسلمو الإقليم. وتجدر الإشارة إلأى أن إقليم فطاني الذي يقع بين تايلاند وماليزيا ويضم 18% من سكان تايلاند تنشط به منذ عشرات السنين حركة إسلامية قوية تدعو لإنشاء دولة إسلامية تضم أقاليم (يالا وباتاني وناراثيوات) ذات الأغلبية المسلمة في الجنوب، وهناك مناوشات مستمرة بين الحكومة التايلاندية البوذية وهؤلاء المسلمين تصل لحد الانتهاكات الصارخة لحقوقهم وتعذيبهم.