اعترف الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ياب دي هوب شيفر بأن عشرات المدنيين الأفغان قد لقوا مصرعهم في غارة جوية لقوات الاحتلال التابعة للحلف مؤكدا أن ذلك أمر مؤسف. وطالب شيفر بإجراء تحقيق جدي في الحادث تجريه سلطات الحلف والسلطات المحلية الأفغانية. وأضاف شيفر مع وزير الدفاع الكندي بمدينة كيبيك الكندية أن هذا أمر مأساوي يحدث دائما عن طريق الخطأ مشيرا إلى ضرورة تجنب مثل هذه الأخطاء.وموضحا أن كل ضحية مدنية بريئة هي ضحية إضافية. وكانت الشرطة الأفغانية أعلنت أن الغارة التي استهدفت قرية بولاية هلمند جنوبي أفغانستان مساء الخميس أسفرت عن مقتل 25 مدنيا بينهم 12 من أسرة واحدة وضمن القتلى تسع نساء وثلاثة أطفال رضع، وذلك إثر إصابة على الأقل ثلاثة منازل لمدنيين. وأفادت أنباء بأن قوات المساعدة على إرساء الأمن (إيساف) بقيادة الناتو استدعت الدعم الجوي بعد تعرضها لهجوم في قرية آدم خان بمنطقة غرشك. ويأتي استمرار سقوط المدنيين ليزيد الغضب الأفغاني تجاه العمليات المتصاعدة التي تشنها القوات الأجنبية والأفغانية خاصة في ولايات الجنوب. وكانت التظاهرات الشعبية تزايدت مؤخرا ضد تكرار سقوط الضحايا المدنيين في هذه العمليات كما انتقد الرئيس الأفغاني حامد كرزاي علنا ذلك وطالب مؤخرا القوات الدولية بتنسيق عملياتها مع السلطات المحلية. وبحسب تقديرات لهيئات إغاثية ومنظمات غير حكومية قتل 230 مدنيا على الأقل بينهم ستون امرأة وطفلا في العمليات العسكرية للقوات الأجنبية والأفغانية منذ مطلع العام الجاري. وقتل زهاء ألف مدني في إجمالي أعمال العنف خلال عام 2006 بحسب منظمة هيومن رايتس ووتش. وقتل سبعة أطفال الأحد الماضي في غارة جوية للاحتلال بقيادة أمريكية كانت تستهدف مدرسة دينية يشتبه في إيوائها مقاتلين من القاعدة في شرق أفغانستان. من جهة أخرى أقرت قوات إيساف الخميس الماضي بمسؤوليتها عن مقتل "عدد من المدنيين" في معارك بولاية أروزجان جنوبي أفغانستان. وكانت وزارة الداخلية أعلنت مقتل عشرة مدنيين. لكن رئيس مجلس الولاية حمد الله أكد الاثنين الماضي أن تقديرات تشير إلى مقتل 60 مدنيا في ثلاثة أيام من المعارك جراء القصف الجوي الذي نفذه حلف الناتو. وفي نهاية أبريل الماضي قتل نحو خمسين مدنيا بحسب الأممالمتحدة في عمليات قصف قامت بها القوات الأمريكية في غرب البلاد. وتعهد وزراء الحرب في الدول ال26 بحلف الناتو الأسبوع الماضي في بروكسل بالسعي للتقليل من الخسائر التي يتكبدها المدنيون الأفغان.