أعلنت مصادر في الشرطة الأفغانية أن سيارة مفخخة انفجرت يوم الجمعة (8/9) قرب سفارة الولاياتالمتحدة في كابول مما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والمصابين، ووقع الانفجار في ساحة مسعود شرق العاصمة على بعد عشرات الأمتار عن سفارة الولاياتالمتحدة المحاطة بحواجز تمنع الوصول إليها. وقال شرطي في المكان: إن عدد الضحايا مرتفع إلا أن مصادر أمريكية اعترفت بمقتل 2 على الأقل من جنودها في الهجوم. وقال مراسل لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" في موقع الحدث إن أجزاء من السيارة الملغومة والعربة العسكرية تناثرت على مساحة واسعة، وأضاف أن جثتي جنديين أمريكيين وجدتا على قارعة الطريق، فيما ينقل عمال الإغاثة القتلى والجرحى من المدنيين الأفغان، مشيراً إلى أن انفجارا بهذا الحجم غير معتاد قرب وسط كابول. وتضاربت الأنباء حول عدد القتلى وجنسياتهم حيث ذكرت وكالة "رويترز" للأنباء أن حصيلة القتلى بلغت 16 شخصا بينهم سبعة أجانب. من جهته نقل موقع قناة "سي إن إن"الفضائية الأمريكية على موقع الانترنت عن مسؤول عسكري من قوات إنّ "قافلة تابعة للتحالف كانت هدفا لهجوم بواسطة سيارة ملغومة". وأضاف أنّ الانفجار أصاب عربة" همفي" تابعة للقوات الأمريكية، وقد أدّت قوته إلى وجودها على بعد 30 ياردة من مكان الحطام الذي خلّفه الهجوم الذي وقع في ميدان مسعود الذي يقع على بعد 50 ياردة من مقرّ السفارة الأمريكية. من جهتها قالت وكالة الأنباء الإيطالية أن أربعة جنود إيطاليين أصيبوا في هجوم الجمعة خلال قيامهم بدورية في المنطقة. كان قائد قوات الاحتلال البريطانية في أفغانستان إد بتلر قد أكد في وقت سابق إن القوات البريطانية تخوض اشتباكات عنيفة جدا، وإنها تتعرض لنحو عشر هجمات يوميا، مشيرا إلى أن القتال أشرس بدرجة كبيرة مما يحدث في العراق. يذكر أنه يوجد في أفغانستان نحو 4 آلاف جندي بريطاني، معظمهم في إقليم هلمند ضمن جنود "حلف الناتو" التي تتولى الآن مهمة قيادة الاحتلال في أفغانستان. كما أقر الأمين العام للحلف ياب دي هوب شيفر بشدة بأس القتال من قبل طالبان، ووصفه بأنه أشد مما كان متوقعا وإنه لا حرج في الاعتراف بذلك. ودعا شيفر دول الحلف إلى الوفاء بوعودها بخصوص تأمين قوات لإرسالها إلى أفغانستان. من جهته اعترف الجنرال جيمس جونز قائد قوات الأطلسي بأنه فوجىء بالمقاومة المتصاعدة ضد قوات الاحتلال التي يقودها الأطلسي في أفغانستان. وقال جونز للصحفيين إن الحلف توقع بعض المقاومة في الجنوب، وإنه فوجئ قليلا بمستوى كثافة القتال وبأن "المعارضة" في بعض المناطق لا تعتمد على التكتيكات التقليدية القائمة على أسلوب "اضرب واهرب". وكان مسلحون من حركة "طالبان" قد استولوا على مركز للشرطة في مقاطعة "هلمند" جنوبي أفغانستان وذلك بعد أن فر منها رجال الشرطة. وهذه هي المرة الثانية خلال شهرين التي يتكرر فيها هرب رجال الشرطة من نفس المركز في بلدة "جرميز" النائية وتسيطر طالبان عليه. على الصعيد ذاته قام الرئيس الأفغاني حامد قرضاي والأمين العام لحلف شمال الأطلسي «ناتو» ياب دي هوب شيفر بتوقيع اتفاق شراكة وتعاون يمدد وجود قوات الاحتلال في أفغانستان.