كشفت مصادر صحفية عبرية النقاب عن قيام سلطة الآثار الصهيونية بنقل بؤرة نشاطاتها إلى البلدة القديمة في مدينة القدسالمحتلة، وأنها تنوي تنفيذ تسع حفريات "كبيرة وطويلة المدى" ستكون الأكبر من نوعها، بحسب قول مدير سلطة الآثار الصهيوني يهوشع دورفمان. ويأتي الكشف عن هذا المخطط عشية الذكرى الأربعين لاحتلال فلسطين، وبضمن ذلك المسجد الأقصى والشطر الشرقي من مدينة القدسالمحتلة، والتي تصادف يوم السابع من يونيوالقادم، حيث اعتبر مراقبون بأنه من أخطر الحفريات الصهيونية في القدس. ونقلت صحيفة /هآرتس/ عن دروفمان قوله، إن خمسة من هذه الحفريات ستمول من قبل جمعيات سياسية ويمينية متطرفة مثل "عطيرت كوهانيم" و"العاد" والتي تهدف بكل وضوح لتهويد البلدة القديمة في القدس. وأضاف يقول: "الآن جميع نشاطاتنا ستنتقل إلى القدس وإن الحديث يدور حول رقم قياسي في عمليات الحفريات التي ستجري في آن واحد وفي مكان واحد ومن شأنها أن تستمر لعدة سنوات، وأن سلطة الآثار وبلدية القدس (المحتلة) والجمعيات الممولة للحفريات سوف تنسق فيما بينها عملية إدارة أعمال الحفريات في أقرب وقت". واستناداً على ما يشير إليه علماء آثار بارزين يعرفون المنطقة جيداً؛ فإن الخطة التي عرضت هي "خطة ضخمة من شأنها أن تغير طابع المدينة القديمة، في حين أوضح أحدهم أن هناك علاقة واضحة جداً بين الخطة وبين النهج السياسي الصهيوني، وأن الحفريات تهدف إلى توسيع نطاق السيطرة اليهودية في البلدة القديمة". ونسبت الصحيفة إلى تسفي غرينهود أحد كبار المسؤولين في سلطة الآثار الصهيونية، والمسؤول السابق عن آثار القدس، خلال مؤتمر علمي، أن قسماً كبيراً من الحفريات في البلدة القديمة هي عبارة عن علم آثار مجند، في إشارة إلى الأهداف السياسية من رواءها. وذكرت أن مسؤولين كبار في سلطة الآثار تفوهوا في الآونة الأخيرة أن "لديهم إحساس بأن أعمال الحفريات التي تتم في البلدة القديمة من مدينة القدسالمحتلة هي أكثر من اللازم". وأضافت /هآرتس/ إن هذه الحفريات تجري من قبل سلطة الآثار، "إلا أن جزء يسيراً منها يتم بتمويل من جمعيات استيطانية تعمل على الاستيطان في القدسالمحتلة، حيث تقوم جمعية "عطيرت كوهانيم" بتمويل الحفريات شمال البلدة القديمة وتحت كنيس "أوهل يتسحاك" الذي يقع في الحي الإسلامي على بعد 150 متراً من أسوار البلدة. وتقوم جمعية "إلعاد" بتمويل الحفريات في حي سلوان بالإضافة إلى موقعين آخرين. كما يقوم ما يسمى "صندوق تراث حائط المبكى"، وهي جمعية حكومية بتمويل الحفريات في ثلاثة مواقع أخرى قريبة من "حائط البراق"، منها ما هو في القسم الغربي وفي باب المغاربة. واللافت للنظر، كما تشير الصحيفة، أن جميع هذه الحفريات الجارية والمخططة في البلدة القديمة من القدس "تمت المصادقة عليها من قبل سلطة الآثار في إجراء سريع، بذريعة وصفها بأنها "حفريات بغاية الإنقاذ".