دعا رئيس المحكمة الباكستانية العليا المعزول افتخار تشودري إلى الفصل بين السلطات واستقلال القضاء عن السلطة التنفيذية في باكستان. وجاءت دعوة تشودري في كلمة أمام ندوة عقدت بمقر المحكمة العليا في إسلام آباد حول هذا الموضوع شارك فيها مئات من المحامين وقادة الأحزاب المعارضة. كما نظم نحو ثلاثة آلاف شخص تجمعا حاشدا أمام المحكمة لتأييد تشودري الذي شق طريقه بالسيارة بصعوبة من منزله إلى مقر المحكمة فيما ردد المشاركون في المظاهرة هتافات ضد الرئيس الباكستاني. وتجنب تشودري الخوض في تفاصيل قضيته لكنه وجه انتقادا ضمنيا للرئيس برويز مشرف الذي عزله من منصبه في مارس الماضي بتهمة إساءة استغلال السلطة. وقال تشودري إن السلطة المطلقة مفسدة مطلقة وهي إشارة واضحة إلى الرئيس الذي يتولى أيضا قيادة الجيش. وأضاف أن الشعب الباكستاني أصبح طرفا في حملة استقلال القضاء معتبرا أن تصميم الشعب لا تمكن مقاومته. وأشار إلى أن استقلال القضاء هو الذي يقي من خطر سوء استغلال السلطة، وأن المحاكم يجب ألا تتعرض لضغوط من السلطة التنفيذية. وتعتبر أزمة عزل تشودري التي أدت لحملة احتجاجات موسعة من المعارضة أكبر تحد داخلي يواجه مشرف منذ توليه السلطة عام 1999. ووصلت الاحتجاجات ذروتها منذ نحو أسبوعين حيث قتل العشرات وأصيب المئات بمدينة كراتشي في اشتباكات بين أنصار الحركة القومية المتحدة الموالية للحكومة وأنصار المعارضة من أعضاء مجلس العمل المتحد وحزب الشعب الباكستاني. وأوقفت المحكمة العليا في السابع من مايو الجاري تحقيقا تقوم به لجنة قضائية حول الاتهامات الموجهة إلى تشودري قائلة إن هيئة المحكمة يجب أن تنظر التماسه. وبدأت هيئة المحكمة منتصف الشهر الجاري نظر الطعن الذي تقدم به تشودري ضد حق اللجنة في نظر الاتهامات وينفي رئيس المحكمة المعزول بشدة اتهامات الرئيس الباكستاني. كما بدأت مطالبات من المعارضة تتزايد بأن يتولى تشودري الرئاسة المؤقتة للبلاد خلال الانتخابات العامة المرتقبة نهاية العام الجاري أو مطلع 2008. يُذكر أنه وفقا لدستور البلاد يقوم البرلمان ومجالس الأقاليم بانتخاب الرئيس لكن مقربين من مشرف قالوا إنه يبحث الدعوة إلى اقتراع مبكر على منصب الرئيس بدلا من انتظار نتائج الانتخابات البرلمانية.