نظّمت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" مسيرات جماهيرية حاشدة في شمال ووسط قطاع غزة، تضامناً مع جميع الأسرى والمعتقلين من النواب والوزراء في الحكومة الفلسطينية والمجلس التشريعي، خاصةً رئيسه د. عزيز دويك، وللمطالبة بالإفراج عنهم. وانطلقت المسيرة التي تقدّمها عددٌ من قادة "حماس" في شمال قطاع غزة، وأعضاء في المجلس التشريعيّ، من أمام مسجد الخلفاء الراشدين، وجابت شوارع "جباليا" ومنطقة "الفالوجا"، ومشروع "بيت لاهيا"، حيث رفع المشاركون اليافطات التي حملت عدة شعارات تطالب بالإفراج عن النواب الوزراء وعدة صور لرئيس المجلس التشريعي الدكتور عزيز دويك. وردّدت الجماهير الهتافات المندّدة بسياسة الاحتلال، ومواصلة اعتقال النواب و الوزراء. ومن جهته أكّد الدكتور نزار ريان؛ عضو القيادة السياسية لحركة المقاومة الإسلاميّة "حماس"، أنّ عمليات الاعتقال والاختطاف التي نفّذها الاحتلال بحق الوزراء و النواب هي ظلمٌ وعدوان، مشيراً إلى أنّ "حماس" لن تفرِج عن الجندي الصهيونيّ الذي أسَرَتْه المقاومة الفلسطينية في عملية الوهم المتبدّد قبل الإفراج عن النواب والوزراء و المعتقلين في سجون الاحتلال من الرجال والنساء والأطفال. وأشار فتحي حماد، النائب في المجلس التشريعي عن حركة "حماس"، إلى أنّ إقدام الاحتلال على سياسة اختطاف النواب والوزراء الفلسطينيين هي محاولة من قِبَل الاحتلال لتغطية فشلها في كسر شوكة المقاومة، ورأى أنّ الحل الوحيد مع الاحتلال هو الصمود أمام غطرسته، ومواصلة عمليات الأسْر ضدّ جنوده حتى يركع لمطالب الفلسطينيين، الداعية إلى إطلاق سراح الوزراء و النواب وعلى رأسهم الدكتور عزيز دويك رئيس المجلس التشريعيّ. وانتهت المسيرة بمهرجانٍ خطابيّ ألقى فيه الدكتور خليل الحية، رئيس كتلة "حماس" في المجلس التشريعي، كلمةً أكّد فيها على قرب نهاية المشروع الصهيوني في المنطقة العربية والإسلاميّة، وقال: "نقف اليوم في مرحلةٍ هامة في عمْر دعوتنا وحركتنا، ونحن نستشرف ونرى بنور الإيمان الذي عمر القلوب، و نور دماء الشهداء التي روَّتْ أرض الوطن الغالي، لنرى خراب المشروع الصهيوني الذي بدأ من غزة ليلتقي في جنوب لبنان". وأوضح الدكتور الحية أنّ العالم يتآمر شرقاً وغرباً على قوى المقاومة والممانعة في الأمة ليضرب القوى المجاهدة في فلسطين وليضرب المجاهدين في لبنان، مشدّداً على أن ّالمشروع الصهيوني بدأ يتراجع من اليوم الأول الذي بُنِيَت فيه لبنات حركة "حماس"، وقال: "بدأ المشروع الصهيوني يتراجع ونراه اليوم في كلّ قوته وكلّ عنفوانه وجبروته، وبكلّ العجز العربي الرسميّ، وبكل العجز والتآمر الدولي الذي يحيط بنا". ووجّه الحيّةُ رسالة للأمة العربية وقادتها قال فيها: "رسالتنا لأمتنا ولقادة الأمة، نقول لهم يا هؤلاء لقد انكسرت شوكة اليهود، فلِمَ الخوف ولِمَ الجبن؟ و لمَ التقاعس؟ ولِمَا الخور؟ فكراسيكم وعروشكم ليست أغلى من دمائنا، وليست أغلى من أعراضنا.. أما تستحون من الله؟ أما آن لكم الأوان أنْ تقفوا وقفة رجولة يكتبها ويسجّلها التاريخ لكم؟". كما وجّه رئيس كتلة "حماس" في المجلس التشريعيّ رسالةً للعدو الصهيونيّ ولأمريكا، قال فيها: "حاصروا ودمّروا، وجرّفوا ما شئتم، فلن تنتزعوا منا مواقف تخذل شعبنا الذي انتخَبَنا، واقتلوا ما شئتم واعتقلوا الدكتور عزيز دويك وأربعين نائباً من المجلس التشريعيّ، وضيّعوا من حماس قوّتها في المجلس التشريعيّ، لكنّكم لن تستطيعوا أنْ تنتزعوا منّا موقفاً ورايةً رفعها مجاهدٌ أو مجاهدة، فنحن من يحمل الراية مع المدافعين، والمحافظين على حدود الوطن وحدود دين الله سبحانه و تعالى". وأكّد الحية أنّ "حماس" لن تطلق سراح الجندي الصهيونيّ الأسير حتى تدفع حكومة الاحتلال ثمن إطلاق سراحه. وقال: "إذا أرادت حكومة الاحتلال أنْ يُفرَج عن جنديّها الأسير عليها أنْ ترضَخ لمطالب المقاومة ، فقضية الجندي الأسير ليست قضية حماس وحدها اليوم، وليست قضية فصائل المقاومة التي أسَرَتْه، وإنما أصبحت قضية الشعب الفلسطيني". وفي "دير البلح"، نظّمت حركة حماس مسيرةً جماهيرية بعد صلاة الجمعة بمشاركة مئات المواطنين احتجاجاً على استمرار اعتقال الدكتور عزيز الدويك ووزراء الحكومة الفلسطينية. وانطلقت المسيرة من مختلف مساجد دير البلح والتقت في وسط المدينة حيث ردّد المشاركون في المسيرة الهتافات المتضامنة مع رئيس المجلس التشريعي المعتقل والنواب المعتقلين في الضفة الغربية. ورفع المشاركون في المسيرة الأعلام الفلسطينيّة مطالبين بموقفٍ إسلاميّ وعربيّ يدعم الحكومة الفلسطينية التي تعاني من حصارٍ صهيونيّ وأمريكيّ. وألقى سعيد خطاب كلمةً باسم حركة "حماس" عقب نهاية المسيرة وجّه فيها رسالةً إلى الحكام العرب يذكّرهم فيها بأنّ أسطورة الجيش الذي لا يُقهَر حطّمتها ضربات حزب الله في جنوب لبنان. وتمنّى أنْ يتمكّن المجاهدون في فلسطين تحقيق المزيد من الانتصارات على الجيش الصهيونيّ وأنْ يظلّوا هاجساً يؤرّق جيش الاحتلال. كما دعا الشعب الفلسطيني إلى التوحّد انطلاقاً من مبادئ الإسلام، مطالباً أصحاب القرار في السلطة الفلسطينية والفصائل المقاومة بالثبات على مواقفهم الوطنية وعدم تسليم الجنديّ الصهيونيّ الأسير إلا بعد الحصول على ثمنٍ غالٍ يتمثّل بالإفراج عن الأسرى الفلسطينيين.