قال محامي نادي الأسير الفلسطيني، رائد محاميد: إنّ الدكتور عزيز الدويك، رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني المعتقل في سجن "كفار يونا" الصهيوني، يعيش في ظلّ ظروفٍ اعتقالية سيئة للغاية. وكان محامي نادي الأسير قد زار دويك في سجن "كفار يونا" المعزول عن العالم الخارجيّ. ونقل عن دويك قوله: إنّ اعتقاله كان سياسياً، مضيفاً أنّه أصيب يوم الخميس الماضي بشبه إغماء، فاقداً للإحساس والإرادة، وقبل ذلك عانى من ارتفاعٍ شديدٍ في الضغط وأوجاعٍ في الصدر وأُجبِر على شرب حبّة دواءٍ لونها أصفر مما أدّى إلى فقدانه الإرادة والإحساس وبقِيَ مدّة يوميْن لا يستطيع أداء الصلاة والحركة بشكلٍ طبيعيّ. وأفاد الدويك أنّ أحد المحقّقين الصهاينة قال له: "نحن أخطأنا باعتقالك، كان يجب علينا قتلك". وأضاف أنّه نُقِل يوم الأربعاء إلى معتقل "عوفر" للتحقيق، ورفض الدويك التوقيع على أيّ إفادةٍ ورفض النطق بأيّ كلمةٍ أمام المحقّقين. وقال الدويك: إنّ الزنزانة التي يقبع بها في سجن "كفار يونا" مليئة بالصراصير والحشرات، وأنّه معزول عن العالم، ولا يوجد معه في السجن أيّ أسيرٍ سياسيّ، إنما سجناء صهاينة من المجرمين والقتلة. وأشار إلى أنّه ممنوع من الحديث مع أيّ أحد، ولا يسمع أيّ كلمةٍ باللغة العربية، ولا يوجد عنده تلفاز. كما أنّه لا يستطيع قراءة القرآن بسبب الضوء الخافت في الزنزانة التي يقبع بها. وقال إنّه حصل على نسخةٍ من القرآن الكريم قبل يومين فقط ولا يعرف من هو الذي أرسل له هذه النسخة. وعن الطعام الذي يُقدّم له، قال الدويك: إنّه مالح جداً، وأن وضعه الصحي لا يتحمّل طعاماً مالحاً حيث يعاني من ارتفاع ضغط الدم. وأضاف أنّ أغلب الأكل ألبانٌ حارة وعلى الرغم من أنّه يعاني من الكلى فالطعام المقدّم له هو لبن وفلفل. وقال إنّ وجبة الغداء شوربة عدس مالحة مع أرز أبيض وخبز غير جيد. وقال إنّه منذ اعتقاله حصل على قطعة دجاج مرة واحدة فقط. وأضاف أنّه يُسمَح له بالخروج إلى "الفورة" مرة واحدة لليوم ولمدة ساعة واحدة فقط، ويكون وحيداً ولا يرى أحداً سوى السجّانين. وفي تعليقه على عملية اختطافه، قال الدويك: "أنا معتقلٌ سياسيّ بحكم منصبي كرئيس المجلس التشريعي ولا أعترف بالمحكمة الصهيونيّة، وأنا أمثّل جميع جماهير شعبنا وأتعامل ضمن صلاحيات قانونية ولا أخضع للقانون الصهيونيّ، والمحاكمة غير شرعية ولا أعترف بها". وأضاف الدويك أنّه اعتُقِل على خلفية أسْر الجنديّ الصهيونيّ في غزة كورقة ضغطٍ ومساومة من أجل إطلاق سراح هذا الجنديّ، وحكومة الكيان الصهيونيّ لا تريد الحكومة الفلسطينية المنتخبة من قِبَل الشعب الفلسطيني، وكلّ الموضوع يتعلّق بمحاربة الحكومة وحركة المقاومة الإسلاميّة "حماس". وقال: إنّ هذه سابقة أولى في العالم حيث رئيس مجلس تشريعيّ منتخب من الشعب يتمّ اختطافه واعتقاله. وتوجّه بالتحية إلى الشعب الفلسطيني وبالذات على الموقف المؤيّد للشرعية الفلسطينية والذي يرفض كافة أشكال التدخّل في الشؤون الداخلية الفلسطينية. كما توجّه بالشكر إلى أعضاء المجلس التشريعي وطلب منهم الاستمرار في أداء المهمة التي أُنيطَت بهم لخدمة أبناء الشعب الفلسطيني. وقال: "أؤكد لهم أنّني على العهد صابر ومحتسبٌ، واهباً ما تبقّى من عمري طاعةً لله وخدمةً لقضية أرض مسرى رسول الله والمسجد الأقصى المبارك. وسأبقى الوفيّ لقضية الأسرى الذين همْ خيرة أبناء شعبنا ويقضون زهرة شبابهم وراء القضبان والقيود والأغلال وفي الزنازين التي لا يعرفها إلا منْ يعاني حَرَّها". وطالب الدويك أنْ يتمّ نقله إلى سجنٍ أفضل من الذي يقبع به الآن حتى يستطيع التفرّغ للكتابة لما يخدم الشعب الفلسطيني. وقال "لم أكُنْ أستطيع الكتابة عندما كنت منشغلاً في الحياة والمجلس التشريعي ولعلّي أحقّق قول ابن تميمة: سجني خلوة، وطردي سياحة وقتلي شهادة، ولعلّ الله تعالى يرضى عني، ففي هذا كلّه خير والحمد لله رب العالمين".