اعتقلت السلطات الموريتانية عشرات الأشخاص خلال الأيام الماضية واستجوبتهم على خلفية احتجاز طائرتين وعدد من السيارات تحمل كمية كبيرة من المخدرات في أكبر عملية بيع وتهريب للمخدرات تشهدها البلاد. وقال الناطق باسم الحكومة الموريتانية وزير الوظيفة العمومية وعصرنة الإدارة عزيز ولد الداهي إن السلطات الموريتانية استجوبت خلال الأيام الماضية نحو ثلاثين شخصا على خلفية صلة مفترضة لهم بهذا الموضوع، وأن سبعة من هؤلاء على الأقل لايزالون رهن الاحتجاز. وأضاف المتحدث باسم الحكومة أن البحث جار عن خمسة آخرين مؤكدا أن التحقيقات الجارية منذ أيام أثبتت أن كمية المخدرات المحتجزة كانت موجهة لمواطن موريتاني. وأشار إلى أن الكمية المحتجزة تزيد على 600 كلغم من المخدرات، وأن التحقيقات قادت أيضا إلى احتجاز 20.8 مليون أوقية (الدولار الواحد يساوي نحو 266 أوقية) وأجهزة معلوماتية وأدوات أخرى، بالإضافة إلى طائرتين استخدمتا في العملية، وسيارات عدة خبئ في إحداها مبلغ 820 ألف يورو، و48 جهازا هاتفيا. وأعلن ولد الداهي أن الحكومة شكلت خلية برئاسة وكيل النيابة العامة لمتابعة الموضوع، متعهدا بإنارة الرأي العام حول أي معلومات تستجد، ومشددا على أن الحكومة مصرة على متابعة القضية حتى النهاية، ولن تقبل أي مساومة في ما يتعلق بسير التحقيق، كما لن تسمح بأن يوجد أي أحد فوق القانون. وفيما يخص جنسيات المحتجزين أوضح المتحدث باسم الحكومة – بحسب الجزيرة - أن من ضمن السبعة الموقوفين اثنين فرنسيين وخمسة موريتانيين، وأضاف أيضا أن الخمسة الذين يتم البحث عنهم من ضمنهم بلجيكيان، وثلاثة موريتانيين. ورفض الحديث عن تقديم أسماء المحتجزين أو الذين يجري البحث عنهم قائلا إن سرية التحقيق تقتضي التكتم على بعض المعلومات والحيثيات حتى ينتهي التحقيق، ويقدم المعنيون للعدالة. وقال المتحدث باسم وزارة العدل حيمود ولد رمضان إن القضاء سيقوم بعمله اللازم، وبتحرياته بكل استقلالية ونزاهة حتى تتضح الأمور، وينال كل جزاء عمله، رافضا في نفس الوقت إعطاء مزيد من المعلومات حول تفاصيل ومعطيات القضية، متعللا بسرية التحقيق، وبضرورة الانتظار حتى يكتمل. وكانت هذه الأزمة التي تعتبر الأخطر والأكبر في عمليات تهريب المخدرات داخل الأراضي الموريتانية قد بدأت في مطلع الشهر الجاري, حينما حطت طائرة ذات محركين في مدرج مطار نواذيبو (مدينة ساحلية تقع شمال العاصمة نواكشوط) حوالي الساعة التاسعة والنصف من مساء الأول من الشهر الحالي. وعاودت الطائرة بسرعة الإقلاع بعد أن اقتربت منها قوات الشرطة والجمارك، لكن طاقمها تمكن مع ذلك من إنزال حمولتها البالغة أكثر من 600 كلغم من المخدرات. وقد عثر بعد ذلك بساعات على الطائرة وهي متوقفة على بعد 125 كلم من مدينة نواذيبو. وأفادت التحقيقات الجارية بأن توقفها كان بسبب نفاد وقودها، وعلى إثر ذلك قامت السلطات الأمنية بحملة اعتقالات واستجوابات واسعة شملت شخصيات بارزة من ضمنهم زعيم حزب الجبهة الشعبية الشبيه ولد الشيخ ماء العينين.