نقيب البيطريين : الوزارة مطلباً وطنياً لمعالجة تراكمات النظام الفاسد والنهوض بالثروة الحيوانية تعتبر وزارة الزراعة من أهم الوزارات التي يعول عليها دورا كبيرا في هذه المرحلة التاريخية التي تستهدف زيادة الناتج القومي ، وتحقيق الاكتفاء الذاتي من الطعام ،حيث تمثل الزراعة و الثروة الحيوانية والسمكية أهم المصادر في الناتج القومي الإجمالي . وفي الفترة الأخيرة تعالت الأصوات بضرورة تنمية الثروة الحيوانية والسمكية ، خاصة بعد انتشار مجموعة من الأمراض والأوبئة كان لها تأثير سلبي على الثروة الحيوانية نتيجة إتباع الحكومة لممارسات خاطئة في التعامل مع هذه الأمراض ، وتقليص دور البيطريين في التعامل مع هذه الأمراض بشكل علمي سليم بحجة نقص الإمكانيات وقلة الموارد المالية . ومن هنا جاءت الدعوة لاستقلال قطاع الثروة الحيوانية التابع لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي إلى وزارة مستقلة تستهدف تنمية الثروة الحيوانية وإنتاج غذاء صحي وأمن للمصريين . ولم يكن ذلك بغريب على وزارة الزراعة التي تعرضت للفصل والضم لعدد كبير من القطاعات منذ أن كان لها نظارة مستقلة عام 1875 م ، ومن اين جاءت فكرة الفصل والأسباب ، وأهداف هذه الوزارة ، نتناوله في التحقيق التالي . بداية الفكرة في البداية يؤكد د . سامي طه نقيب البيطريين أن فكرة إنشاء وزارة مستقلة تهتم بشئون الثروة الحيوانية وسلامة الغذاء فكرة قديمة ، فقد كانت هناك دعوات سنة 1958 م بإنشاء وزارة مستقلة للثروة الحيوانية ، وتكررت سنة 78 19 ثم في عام 2011 ، والفكرة قديمة مرطبة بوجود الطب البيطري الحكومي الذي بدأ في مصر قبل الاحتلال البريطاني لمصر . وأضاف "طه " ولقد قوبلت هذه الفكرة على طول هذه الفترة بالرفض لأسباب كثيرة أهما حب السيطرة الناتج من وزارة الزراعة في النظام السابق على مصر بأراضيها وحيواناتها ومعاملها ليكون لوزير الزراعة الغلبة واليد الطولى على ثروات البلاد يتصرف فيها حيثما يشاء . ولقد وصلنا إلى طريق مسدود بسب التهميش الذي عانينا منه الفترة السابقة ، وكان له مردود سيء على الثروة الحيوانية في مصر وأصبحنا مستهلكين أكثر من منتجين ، كما فشلت وزارة الزراعة في معالجة كثير من المشاكل المتعلقة بالثروة الحيوانية والزراعية ، نتيجة تشعب اهتمامات الوزارة . وأكد "طه " ان من أسباب انتشار الحمى القلاعية وكثير من الأمراض والتي كادت أن تفتك بالثروة الحيوانية في مصر الممارسات الخاطئة لوزارة الزراعة وتجاهل وزير الزراعة لمطالب البيطريين . كما أن ثورة يناير لها أهداف استراتيجية وامن قومي والحفاظ على صحة الإنسان من الأمراض ، ويوجد 21 مرض مشترك بين الإنسان والحيوان ، وسلامة الغذاء وصحته من مسؤولية الطبيب البيطري ، والذي عاني في الفترة السابقة من التهميش وخاصة إلغاء تكليفه منذ عام 1994 . وقال "طه" ل " للشعب " هناك أوجه متعددة لمطلب إنشاء وزارة للثروة الحيوانية ، أولها من الناحية الاقتصادية بما ينعكس على تنمية الثروة الحيوانية والمشاركة في زيادة الناتج القومي وخاصة فيما تحتاجه مصر من اللحوم الحمراء والبيضاء ، وكذلك توفير غذاء أمن وصحي للمصريين . الإجراءات التنفيذية ومن ناحيته قال د . سيد عياد عضو النقابة العامة ، أن النقابة قامت بعمل ورشة عمل لمناقشة الموضوع ودعينا أساتذة الجامعات والمتخصصين والأطباء البيطريين ، وعلى اساس ما اسفر عنه الاجتماع تم مخاطبة مجلس الوزراء والمجلس العسكري عن طريق نقيب البيطريين د. سامي طه ، وتم تحديد موعد من قبل المجلس العسكري وطرحنا عليه الفكرة وقد أخذها مأخذ الجد بعد أن وضحنا له ضرورة انفصال قطاع الثروة الحيوانية عن وزارة الزراعة ، وما سيعود على قطاع الثروة الحيوانية ، ضاربين المثل بقطاع الثروة الحيوانية التابع للقوات المسلحة عندما أنفصل وما ترتب عليه من تطورات ، وكذلك بعض الدول التي نسبقها بمراحل يوجد لديها وزارة خاصة بالثروة الحيوانية كالسودان . ولقد أقتنع المجلس بالفكرة وطلب من وفد النقابة وضع تصور للهيكل التنظيمي لوزارة الثروة الحيوانية ، ولقد تم ذلك بالفعل وقمنا بإرسال مذكرة للمجلس العسكري موضحين فيها الجهاز الإداري والتنظيمي ، والقطاعات التي تضمها وزارة الثروة الحيوانية ، ونحن في إنتظار الرد . وفي الطريق الموازي تقدم مجلس النقابة بخطابين إلى مجلسي الشعب والشوري لمطالبتهم بإنشاء وزارة للثروة الحيوانية وسلامة الغذاء ، بالإضافة إلى تعديل القانون رقم 29 لعام 1974على أن يسمح بتكليف البيطريين دون العودة إلى مجلس الوزراء أو وزير الزراعة . المردود الفعلي وعن المردود الفعلي لإنشاء وزارة مستقلة للثروة الحيوانية أكد د . سيد ابراهيم مدير الطب البيطري بالجيزة ، على أن الاستقلالية مطلوبة في هذه المرحلة التي تمر بها مصر مرحلة بناء الوطن والاعتماد على الذات وتحقيق الاكتفاء الذاتي ، ومواجهة ارتفاع الأسعار وخاصة في اللحوم ، والقضاء على سياسة الاحتكار التي شهدتها السوق المصرية ، من خلال سيطرة مجموعة من كبارالتجارعلى استيراد اللحوم والدواجن وتعطيش السوق بهدف التحكم في السعر . وأضاف "ابراهيم" كما أن الكيان المستقل من شانه أن يكون له مردود فعلي على الاهتمام والنهوض بالثروة االحيوانية ، وكل ما يتعلق بها من سلالات ومعالجة أمراض ومتابعة صحية ولقاحات ، ومراكز بحوث ، فسوف تمكنا الميزانية الخاصة لهذه الوزارة من النهوض بالثروة الحيوانية ، وهذا واجب وطني في هذه المرحلة الراهنة . كما أن عودة التكليف للاطباء البيطريين سوف يساهم في سد العجز الشديد للأطباء البيطريين بالوحدات البيطرية والمجازر والمحاجر والمديريات ، وتمكنهم من أداء واجبهم الوظيفي في هذه المرحلة . مشاكل بالوحدات وتأتي الدعوة لإنشاء وزارة مستقلة للثروة الحيوانية في وقت تعاني منه الوحدات الصحية البيطرية من العديد من المشاكل والتي تراكمت طوال السنوات السابقة وكانت نتيجتها فقدان عدد كبير من الماشية نتيجة تفشي الأمراض ، وعجز الحكومة على مواجهتها وزيادة تكلفة علاج الحيوانات ورعايتها من خلال عيادات الطب البيطري الخاصة . ونأمل أن تكون فكرة إنشاء وزارة مستقلة للثروة الحيوانية ( الماشية – الدواجن – الأسماك ) حلا عادلا وعمليا لكل مشاكل الثروة الحيوانية في مصر ، ونقل مصر من قائمة الدول المستوردة للحوم إلى قائمة الدول المصدرة. الموقع غير مسئول قانونا عن التعليقات المنشورة