حمّل د. سامى طه نقيب البيطريين الحكومة مسئولية انتشار فيروس الحمى القلاعية الذى حصد آلافاً من رؤوس الماشية خلال الشهر الماضى ولا يزال يشكل تهديدا للثروة الحيوانية، وكشف طه أن المرض انتقل عن طريق ماشية مستوردة من أثيوبيا، ولكن عدم الشفافية والتقييم لا يزالا إرثا من النظام السابق وتطبقه حكومة د. كمال الجنزورى. وتحدث نقيب البيطريين ل «أكتوبر» عن عدد من القضايا المهمة مثل إنشاء وزارة مستقلة للثروة الحيوانية ورفع وصاية وزارة الزراعة على الهيئة العامة للخدمات البيطرية وعدد من الموضوعات الشائكة فى سياق الحوار التالى:? ما السبب فى انتشار فيروس الحمى القلاعية؟ ?? المتهم الأول فى هذه القضية هو الحكومة وسياسة الاستيراد التى تتبعها حيث تم استيراد ماشية حية من أثيوبيا حاملة للفيروس نقلت هذه السلالة الجديدة إلى كل محافظات الجمهورية. ? هل تعرضت مصر لهذه الأمراض من قبل؟ ?? فيروس الحمى القلاعية انتشر فى مصرعام 2006 مع فيروس انفلونزا الطيور مما يؤكد جهل الحكومة فى التعامل مع الأزمات أو تعمدها انتشار هذه الأمراض. ? وما آخر تطورات أنفلونزا الطيور؟ ?? الحكومة هى المسئولة عن استيطان المرض فى مصر، فقد أصبحت هى الدولة الوحيدة على مستوى أفريقيا والوطن العربى التى يتوطن فيها المرض، بالإضافة إلى أن الخسائر المبدئية للكارثة قدرت ب 35 مليار جنيه. كما أن الدولة تتحمل مبالغ كبيرة جدا نتيجة هذا القصور والإهمال، حيث إن 70% من الأمراض التى تصيب المصريين نتيجة سوء الثروة الزراعية، لذلك فلابد من تمكين الطب البيطرى من حماية المواطنين وحماية الثروة الحيوانية. ? لماذا تطالب برفع وصاية وزارة الزراعة عن الهيئة العامة للخدمات البيطرية؟ ?? لأنها تتبع سياسة متأخرة حول تنمية الثروة الحيوانية تهدف لتدميرها وتفكيكها. كما أن إدارة وزارة الزراعة للطب البيطرى سيئة للغاية والنماذج على ذلك كثيرة كدخول سلالة جديدة من فيروس الحمى القلاعية والتى كلفت الدولة مليارات الجنيهات وانتشار مرض آخر كان قد تمت السيطرة عليه ولكنه عاد مرة أخرى وهو «الجلد العقدى» والذى يصيب الماشية والأبقار بوجه خاص. ? وما هى أخطر الأمراض التى تهدد الثروة الحيوانية؟ ?? إذا استمر الوضع على ماهو عليه فى اتباع سياسة الكذب وعدم الشفافية والوضوح التى تتبعها الحكومة فسوف تأتى إلينا أمراض خطيرة أهمها حمى الوادى المتصدع والتى تصيب الحيوان والإنسان ومن أعراضها الأنفلونزا وضعف الإبصار ثم الوفاة. ? لماذا قامت النقابة بوقفات احتجاجية الأسبوع الماضى؟ ?? تم انتخاب مجلس نقابة جديداً بعد توقف الانتخابات 18 عاما وطالبنا بمقابلة وزراء المالية والزراعة والصحة لوضع حلول جزئية، حيث إن وزارة الزراعة تتبع سياسة تهميشية للنقابة وتعمل على إهدار حقوق البيطريين وتدمير الثروة الحيوانية، فطالبنا مقابلة د. كمال الجنزورى رئيس مجلس الوزراء 3 مرات لعرض مطالبنا عليه إلا أنه رفض مما دعانا لعقد اجتماع طارئ وأصدرنا قراراً بتنظيم وقفه احتجاجية أمام دواوين جميع محافظات الجمهورية. ? وما هى مطالبكم؟ ?? نطالب باستقلالية الطب البيطرى فى رعاية الثروة الحيوانية من خلال تجميع كافة الأجهزة البيطرية فى مجلس أعلى للطب البيطرى أو وزارة للثروة الحيوانية دون المساس بأى حقوق مادية، بالإضافة إلى عودة تكليف الأطباء البيطريين أسوة بزملائهم من أعضاء اتحاد المهن الطبية فضلا عن الإشراف البيطرى المباشر على مزارع الحيوانات والأسماك والدواجن بما يضمن شيوع الأمن الحيوى للمنتج الحيوانى. ? لماذا لم يتم عرض مطالبكم على مجلس الشعب؟ ?? قدمنا مطالبنا إلى البرلمان وأوصت لجنة الصحة بمجلس الشعب برئاسة د.أكرم الشاعر بإعادة تكليف البيطريين كما أوصى مجلس الشورى بانشاء وزارة مستقلة للثروة الحيوانية وسلامة الغذاء وتم إرسال هذه التوصيات لمجلس الوزراء للتنفيذ. ? وما هو موقف مجلس الوزراء؟ ?? رئيس الوزراء رفض مقابلتنا وذلك لأن السياسة التى تتبعها الحكومة الحالية هى سياسية الحزب الوطنى المنحل، حيث يطالبون المظلوم أن يحرص على مصلحة الوطن ولايطالبوا الظالم خاصة أن مطالبنا لن تكلف الدولة مليما. ? هل هناك قوانين سوف يتم عرضها على البرلمان؟ ?? سيتم عرض مشروع كادر الأطباء البيطريين ويضم المشروع دخلاً يتناسب مع سنوات الخبرة والدورات التدريبية والإشراف على التجمعات الحيوانية وتجارة اللحوم والاتجار فى الدواء البيطرى، بالإضافة إلى تعديل القرار الجمهورى الخاص بإنشاء الهيئة العامة للخدمات البيطرية لربط ديوان الهيئة بالمديريات فى المحافظات فضلا عن تفعيل دور النقابة للمشاركة فى صياغة السياسات البيطرية، بالإضافة إلى تفعيل مشاريع التنمية المهنية المستدامة. ? وماذا عن أجور البيطريين؟ ?? ضئيلة جدا ولا تتواءم مع ما يبذلونه من جهد فأجر الطبيب البيطرى حديث التخرج أو المتعاقد يبدأ من 65 جنيها إلى400 جنيه ورغم ذلك لم نطالب بزيادة الأجور نظرا للظروف السيئة التى تمر بها البلاد وحتى لا نتهم بأننا نفجِّر مطالب فئوية. ? وهل هناك خطة للنهوض بالخدمة البيطرية؟ ?? خطتنا تبدأ بتعليم الطبيب البيطرى المستمر لرفع الكفاءة العلمية بما يتناسب مع التطور الموجود فى العالم عن طريق تعديل مناهج كليات الطب البيطرى بالإضافة إلى تطوير معاملها فضلا عن اتباع عمليات التنمية المهنية التى تهدف إلى تأهيل الطبيب إلى سوق العمل بالإضافة إلى مشروع بالاتفاق مع المراكز البحثية والمزارع الحيوانية لضمان ضبط معايير الأمن الحيوى لهذه المزارع. ? وبالنسبة للمجازر؟ ?? يجب تحسين الأوضاع بالمجازر وضرورة إلغاء تبعية المجازر للمحليات وخضوعها إلى الهيئة العامة للخدمات البيطرية بالإضافة إلى إقرار مشروع ذبح وتجارة اللحوم مع تحويل المجاز إلى آلية مع ضرورة الاستفادة من مخلفات الذبيحة. ? وما السبب فى انتشار الأمراض الوبائية؟ ?? أكثر من 50% من الذبائح تذبح خارج المجازر وهو ما يهدد بانتشار الأمراض الوبائية وتوطنها. ? وما المخاطر التى يتعرض لها الطبيب البيطرى؟ ?? مخاطر التعامل مع الحيوانات وخاصة المصابة بالأمراض التى تنتقل من الحيوان للإنسان بالإضافة إلى مخاطر التعدى على الأطباء أثناء التفتيش على المجازر والتى قد تصل إلى القتل على يد الجزارين. ? وبالنسبة للتعدى بالضرب والقتل؟ ?? قابلت وزير الداخلية لدعم المجازر بالأمن لحماية المفتشيين البيطريين أثناء تأدية عملهم.