طالب المشاركون في الندوة التي عقدها صالون إحسان عبد القدوس بنقابة الصحفيين مساء امس السبت بعدم اليأس في تحقيق الإصلاح والديمقراطية المنشودة، وضرورة التمسك بالنضال السلمي، بالرغم من تجاوزات النظام التي وصلت إلى حد "دسترة" الفساد والاستبداد بالتعديلات الدستورية الأخيرة. وأكدوا في الندوة التي حملت العنوان: "ماذا بعد التعديلات الدستورية- نظرة نحو المستقبل؟!" أن ضرب الإخوان المسلمين هو بدايةٌ لضرب كل وطني في مصر، وإعلاءٌ لشأن كل ما هو صهيوني وأمريكي، وطالبوا بضرورة تكاتف كل قوى المعارضة، بالإضافة إلى التلاحم الشعبي لكي نصل إلى قوة موازية لقوة النظام الحاكم لانتزاع الحرية وتحقيق الديمقراطية. في البداية أكد الزميل محمد عبد القدوس- مقرِّر لجنة الحريات بنقابة الصحفيين- أن المستقبل لا يبشر بالخير إذا استمرت الأوضاع على ما هي عليه الآن من تدهور في الأحوال المعيشية، كالفقر والبطالة وأيضًا السياسة الخارجية التي تنحدر نحو مزيدٍ من الارتباط بالصهاينة والأمريكان، وفي المقابل تصفية القضية الفلسطينية، ثم قضية توريث الحكم والحرب الشرسة ضد القوى الوطنية كلها، وعلى رأسها المحاكمات العسكرية التي تجري الآن لقيادات الإخوان المسلمين. وقال د. مجدي قرقر الأمين العام المساعد لحزب العمل إن التعديلات الدستورية تسير في أربعة اتجاهات: الأول "دسترة" الجرائم التي قام بها النظام منذ 30 عامًا كبيع القطاع العام، والثاني إلغاء مجتمع الكفاية والعدل، كإلغاء التأمين الصحي والتعليم المجاني، أما الاتجاه الثالث فيتركَّز في التمهيد لسيناريو الحكم في الفترة القادمة، وهو ما كشفت عنه المادة 136 لحل مجلس الشعب دون اللجوء للاستفتاء، وأخيرًا توظيف التعديل ضدَّ فصائل المعارضة، وعلى رأسها الإخوان المسلمون. وأعلن أن قوى المعارضة- والتي تضمُّ الإخوان المسلمين والعمل والكرامة وكفاية والاشتراكيين الثوريين- ستقوم بتجميع توقيعات من المواطنين لرفض التمديد والتوريث والطوارئ والإرهاب، والمطالبة بتداول سلمي للسلطة، فضلاً عن الشورى والمساواة والحرية والعدل.
وفي كلمته شدَّد د. عصام العريان- القيادي بجماعة الإخوان المسلمين- على التفاؤل وعدم اليأس رغم كل ما نمر به من أحداث جسام على يد النظام المستبدّ، وطالب الشعب الوطني باستلهام دروس الماضي في الثبات والنضال السلمي، قائلاً: لا أحب لغة التشاؤم ولا أستطيع أن أعيش متشائمًا، وعلمني إيماني وديني وتجربتي أن اليأس ليس من أخلاق الرجال، فلا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون. وتطرق العريان إلى التعديلات الدستورية، مشيرًا إلى أنها جاءت فرضًا وقسرًا على الجميع، بمن فيهم أعضاء الحزب الوطني وأنه بالرغم من عدم احترام الدستور من قبل إلا أن هذه التعديلات لن تُحترم أيضًا، وقال إنه يجب ألا نتوقف وأن نستمر في كفاحنا لنعيش كبشرٍ له حد أدنى من الكرامة والحقوق، وأضاف أنه مطلوب الآن مراجعة ما حدث وأخْذ الدرس والعبرة، بالإضافة إلى تكاتف كل قوى المعارضة، بالإضافة إلى الوصول للمواطن البسيط في كل مكان عبر الصحف والمواقع الالكترونية والمدوّنات. وأوضح العريان أن الذين يريدون فصل الدين عن الدولة إنما يريدون في الحقيقة عزل المجتمع عن العالم، مشدِّدًا على أن الدين هو القوة المحرِّكة، سواءٌ للمسلم أو المسيحي في التحلي بكل الأخلاق الحميدة، التي من شأنها إعلاء راية الوطن وتحسن أوضاعه. وتحدث العريان عن جماعة الإخوان، مؤكدًا أنها أنشط القوى السياسية الآن، وأنها لم تعتمد في نضالها- وستستمر- إلا على النهج السلمي الإصلاحي. ومن حركة (كفاية) تحدث كمال أبو عيطة- عضو لجنة الدفاع عن سجناء الرأي- الذي شدَّد على أهمية التفاؤل الذي طالب به العريان، وأنه من منطلق ديني يجب التمسك به، فضلاً عن أننا نُهينا عن التشاؤم، وأشار أبو عيطة إلى أن هناك عدة علامات مضيئة في واقعنا المعاش، رغم كل ما نمرُّ به، مثل حركات العمال الذين انتفضوا في كل مواقع العمل والإنتاج، بالرغم من عدم وجود أي غطاء سياسي أو دعم من أي قوة سياسية معينة. مطالبًا وزيرة القوى العاملة بالاستجابة لمطالبهم بتنظيم لجان نقابية بدلاً من الحالية التي بدأت بالتزوير، وكشف أن عدم السماح للعمَّال بتشكيل لجان نقابية أدى إلى طرد اتحاد عمال مصر من الاتحاد العالمي للعمال واقتصر فقط على العضوية الشرفية. ودافع أبو عيطة عن الإخوان المسلمين، قائلاً: رغم أنني ناصريٌّ وعضوٌ في حزب الكرامة إلا أنني أؤكد أن ضرب الإخوان سيكون بدايةً لضرب كل ما هو وطني في هذا الوطن وإعلاءٌ لشأن كل ما هو صهيوني وأمريكي.