وصف زعيم الأغلبية الديمقراطية في الكونجرس الأمريكي هاري ريد الحرب في العراق بأنها "خاسرة"، مشيرًا إلى أن القوات الأمريكية الإضافية التي تم إرسالها إلى هناك لم تنجح في إحلال السلام، بينما انتقد البيت الأبيض والجمهوريون تصريحات ريد ووصفوها بالمتهورة التي تضر بمعنويات الجنود. وقال ريد في مؤتمر صحفي : "أعتقد أن هذه الحرب خاسرة، وأن زيادة عدد القوات الأمريكية لا يحقق شيئًا، كما هو واضح من العنف الشديد الذي شهده العراق هذا الأسبوع". وأضاف أنه "قال الكلام نفسه أمام الرئيس الأمريكي جورج بوش عندما التقى عددًا من كبار أعضاء الكونجرس بالرئيس لبحث كيفية إنهاء الأزمة حول قانون التمويل الطارئ للحرب". ويسعى الكونجرس إلى ربط تمويل الحرب في العراق وأفغانستان بجدول زمني لانسحاب القوات الأمريكية من العراق العام المقبل، إلا أن بوش توعد بالتصويت بالفيتو على مشروع القرار، ولم يتم التوصل إلى انفراج في هذه الأزمة في أثناء المحادثات التي جرت في البيت الأبيض وجاءت تصريحات ريد في اليوم نفسه الذي ألقى فيه الرئيس الأمريكي جورج بوش كلمة في مجلس بلدية أوهايو، حيث دافع فيها عن "الحرب على الإرهاب" التي أطلقها عقب هجمات 11 سبتمبر 2001. وقال بوش أمام عدد من الحضور المدعوين في أوهايو: "أهم واجبات بلادنا وأكثرها جدية هي حماية بلادنا من الأذى". وأضاف: "أحد الدروس التي تعلمناها -على الأقل في رأيي- هو أنه من أجل أن نحمي أنفسنا يجب علينا أن نلاحق العدو بشراسة ونهزمه في أماكن أخرى حتى لا نضطر إلى مواجهته هنا". وعندما سئل عن مقارنة حرب العراق بحرب فيتنام التي لا يزال لها تأثير نفسي على الأمريكيين بعد ثلاثة عقود من انتهائها، قال بوش: "أي انسحاب سابق لأوانه للولايات المتحدة من العراق قد يؤدي إلى فوضى وقتل بنفس الطريقة التي اندلعت بها الحرب بين فيتنام والخمير الحمر الكمبوديين بعد سقوط سايجون عام 1975". وسايجون كانت عاصمة الشطر الجنوبي من فيتنام الذي دعمته واشنطن. وقال الرئيس الأمريكي: "بعد فيتنام وبعد رحيلنا فقد ملايين الناس حياتهم. ما أخشاه هو حدوث أمر مماثل هناك". وأضاف قائلا: "هذه المرة لن يقتنع العدو بالبقاء فقط في الشرق الأوسط بل سيلاحقنا إلى هنا". ويهدد بوش باستخدام حق النقض (الفيتو) ضد تشريع يخصص 100 مليار دولار طلبها لتمويل الحرب إذا تمسك الديمقراطيون بخططهم الرامية لتضمين مشروع القرار جدولا زمنيا للانسحاب من العراق. وتعليقا على تصريحات هاري ريد، قالت دانا بيرينو المتحدثة باسم البيت الأبيض: "من المربك أن البعض (في الكونجرس) يعتقدون أنهم يعلمون أكثر من القادة العسكريين على الأرض". وأضافت "تعليقه (ريد) يتعارض مع (رأي) كبار المستشارين العسكريين الذين يطبقون الخطة الأمنية ببغداد.. ويعملون لتهدئة العنف وحماية رجال ونساء وأطفال العراق الأبرياء الذين يصبحون ضحايا لعدو أثيم". ووجه المشرعون الجمهوريون انتقادات لريد. ودعا جون بوينر زعيم الأقلية الجمهورية بمجلس النواب ريد إلى التراجع عن "التصريحات المتهورة التي قد تضر بمعنويات القوات". وقال السناتور ميتش مكونيل زعيم الأقلية الجمهورية بمجلس الشيوخ: "لا يمكنني تصور كيف سيكون رد فعل قواتنا التي تخاطر بأرواحها كل يوم في الميدان عندما تعود إلى القاعدة وتسمع أن الزعيم الديمقراطي بمجلس الشيوخ بالولايات المتحدة أعلن أن الحرب خاسرة".