أدى طلب الرئيس الأمريكي جورج بوش 96 مليار دولار لتمويل استمرار العدوان على العراق وأفغانستان إلى مشاحنات مع الحزب الديمقراطي الذي يسيطر على الكونجرس بشأن مكان وزمان الاجتماع وشروط تلبية طلب بوش. ودعا المسئولون الديمقراطيون في مجلس الشيوخ الأمريكي بوش إلى مناقشة تمويل الحرب في العراق داخل مقر الكونجرس وذلك ردا على دعوة الرئيس إلى عقد اجتماع الأسبوع المقبل في البيت الأبيض. كما طالب زعيم الأغلبية الديمقراطية هاري ريد في رسالة مفتوحة بوش بعدم الانتظار حتى الأسبوع المقبل بل المباشرة فورا من الآن في هذا الحوار. وخاطب ريد بوش قائلا : لن يكون الأمر إما طريقتك أو لا طريق حاثا إياه على الحضور يوم الجمعة إلى مقر الكونجرس للقاء أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين والديمقراطيين بهدف محاولة تقريب الخلافات بين سياسته في العراق وتلك التي يدعمها الكونجرس. وقال ريد إن بوش معزول في ما يتعلق بالملف العراقي كما كان الرئيس الأسبق ريتشارد نيكسون معزولا في البيت الأبيض. كما أوضحت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي أن الرئيس يقترح على أعضاء الكونجرس أن يأتوا إلى مكتبه للقبول بمشروع القانون الذي يريده من دون مناقشة مشيرة إلى أن هذا الأمر لا يوازي قلق الأمريكيين. وكان البيت الأبيض قد سارع إلى رفض طلب ذهاب بوش إلى الكونجرس وتمسك بخططه للاجتماع الأسبوع المقبل مع أي شخص يحضر إلى البيت الأبيض. وقالت دانا بيرينو وهي متحدثة باسم البيت الأبيض لقد دعا رئيس الولاياتالمتحدة والقائد العام لقواتنا زعماء الحزبين بالكونجرس الأمريكي إلى الحضور ليناقشوا مسارا يؤدي إلى أن يصل إلى مكتبه مشروع قانون خال من العوائق لتمويل القوات. وذكرت أن الاجتماع حدد في برنامج ارتباطات الرئيس يوم الأربعاء المقبل وهو يتطلع للاجتماع مع الذين يحضرون. وكان بوش قد هدد باستخدام الفيتو ضد مشاريع القوانين التي تم إقرارها بمجلسي الكونجرس والتي تربط تحديد جدول زمني للانسحاب من العراق بالموافقة على طلب تمويل القوات هناك. وحدد مشروع القانون الذي أقره مجلس النواب يوم الأول من سبتمبر2008 مهلة نهائية لسحب القوات من العراق ويرفض بوش هذا المشروع. أما ميدانيا فقد قتل تسعة أشخاص على الأقل وجرح 23 آخرون إثر تفجير بشاحنة مفخخة ضرب جسرا رئيسيا في العاصمة العراقية بغداد في ساعة الذروة الصباحية. وقالت مصادر الشرطة إن الشخص الذي فجر الشاحنة على جسر الصرافية (المعروف بالجسر الحديدي) الذي يربط بين منطقتي العطيفية والوزيرية شمالي بغداد. وأفادت الأنباء بأن التفجير ألحق دمارا كبيرا بالجسر وأدى لسقوط عدد كبير من السيارات في نهر دجلة وتوقعت مصادر طبية ارتفاع عدد الضحايا فيما حاولت الشرطة النهرية إنقاذ ركاب السيارات التي هوت في النهر وقد غطت سحابة من الدخان منطقة واسعة وأدت إلى انعدام الرؤية بالكامل بسبب شدة الانفجار. وكان جيش الاحتلال الأمريكي زعم أمس أن الخطة الأمنية أدت لتراجع الخسائر في صفوف المدنيين ببغداد إلا أن الهجمات تصاعدت في مناطق أخرى بالعراق. كما استمرت أيضا الخسائر في صفوف قوات الاحتلال الأمريكي فقد أعلن الجيش مقتل اثنين من جنوده في العاصمة العراقية اليومين الماضيين ليرتفع عدد القتلى من الجنود الأميركيين إلى 34 خلال أبريل الحالي فقط. وفي سياق ذي صلة قرر وزير الحرب الأمريكي روبرت غيتس تمديد فترة انتشار الجنود الأميركيين في العراق وأفغانستان من 12 إلى 15 شهرا حتى توفر عدد كاف من القوات على الأرض. وأشار غيتس إلى أن قوات الاحتلال مثقلة بالأعباء وأن هذه الخطوة ستسمح للجيش بالحفاظ على الزيادة التي أمر بها الرئيس الأمريكي جورج بوش في يناير الماضي. وانتقد رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب الأمريكي النائب الديمقراطي إيك سكلتون هذه الخطوة وقال إنها ستترك أثرا سلبيا على الجنود وأسرهم.