شهدت مصر واأسفاه منذ العام الماضي ما لم تشهده من قبل، فنجد أنفسنا في دائرة لا يمكننا تجاوزها، فبعد أن رفعنا رايات النصر وتم قلب نظام الحكم بعد 18 يوما فقط من الثورة، إلا أننا وجدنا أنفسنا مازلنا في نفس الدائرة، ندور فيها فقط دون الابتعاد عنها. يقع حدث، وما نلبث أن نحاول أن نتجاوزه، نقع في حادث أكبر وأفظع، ويخرج مسئولا يبلغنا أن ما حدث هو بفعل طرف ثالث، وأن الشعب والجيش يد واحدة. وسكتا شهورا، وانتظرنا نهوض مصر، ومحاكمة الفاسدين، واسترداد أموال شعبنا الكريم، إلا أي من هذا لم حدث. طالبنا الجيش بالقيام بذلك، ولم يقم بذلك، طالبناه بالنزول عن حكم البلاد واختيار من يمثلنا ويقتص لنا من الفاسدين ومن فلول النظام السابق، لكنه ماطلنا في ذلك. وأخر الأحداث التي مررنا بها هي مجزرة بورسعيد، ليخرج علينا العديد والعديد ليلقوا الضوء عليها، منهم من يقول أن هذا الأمر تعدي التشجيع والانتماء الكروي لأندية بعينها، ومنهم من قال أن مازالت أيدي النظام السابق – بالرغم من حبسها – إلا أنها مازالت طليقة لتظهر أن الشعب المصري همجي وأنه لا يستطيع العيش بدونهم، وأن هم من كانوا يحكموننا ويقيدوننا بالأغلال لأن هذا ما كنا نستحقه. حيث أننا إذا رجعنا بالخلف لنتذكر ما حدث للمنتخب الوطني في أم درمان بالسودان من قبل المنتخب الجزائري ونقارنه بما حدث في بورسعيد، نجد أن بالفعل هناك من يحاول فقط تدمير مصر، تدميرها دوليا وداخليا وليس لكل هذا أي علاقة بكرة القدم والتشجيع. من أطرف التعليقات التي قيلت عن أحداث بورسعيد،وبالفعل أرها من التعليقات الطريفة، ما قاله المشير أن أين الشعب من كل هذا، إن من فعلوا هذا أليسوا من الشعب! .. نعم من الشعب ولكنهم استسلموا للمادة مقابل إراقة دماء أخوانهم، أخذوهم علي غرة وبدون أي ذنب. أيضا ما قاله توفيق عكاشة ببرنامجه وفاجأ به الجماهير أنه زملكاوي والذي أخذ شباب الفيس بوك يصدروا الصور والتعليقات الطريفة على هذا الموضوع. لكن ما الهدف الأساسي من وراء هذا؟ هل هو تفرقة الشعب المصري؟ أم مثلما يشاع الآن تقسيم مصر إلي دول مثلما حدث في السودان بمطالبة الشعب فصل بورسعيد عن باقي مصر؟ هل يعقل هذا؟ هل بالفعل شعب بورسعيد والنادي المصري بمسئوليه وجماهيره مسئولين عما حدث؟ تري إلي أين تذهبين يا مصر؟!