ذكرت مصادر صحفية أن لقاءا جمع زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس النواب الأمريكي سيتني هويار والدكتور سعد الكتاتني، رئيس الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين في مجلس الشعب في جلسة خاصة علي هامش حفل عشاء أقامه الخميس السفير الأمريكي في القاهرة فرانسيس ريتشاردوني بمنزله. وحضر الحفل إلي جانب الكتاتني، عبدالأحد جمال الدين زعيم الأغلبية في مجلس الشعب، والدكتور أحمد كمال أبوالمجد، الأمين العام للمجلس القومي لحقوق الإنسان، والمستشار مقبل شاكر رئيس المجلس الأعلي للقضاء، والدكتورة مني مكرم عبيد أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية والسكرتير العام السابق لحزب الغد وحافظ أبوسعدة أمين عام المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، والكاتبة الصحفية إقبال بركة رئيس تحرير مجلة «حواء»، والنائب المستقل محمد أنور السادات. كما حضره عدد من رجال الأعمال المصريين من بينهم الدكتور إبراهيم كامل، إضافة إلي محمود أباظة رئيس حزب الوفد، ومنير فخري عبدالنور السكرتير العام للحزب، والدكتور مصطفي الفقي رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب، والدكتورة زينب رضوان وكيلة المجلس. وعلق احد الشخصيات العامة التي حضرت الحفل، علي وجود الكتاتني، متسائلا عن وجوده، فأجابه نائب السفير الأمريكي في القاهرة، بأن هويار طلب حضوره بالاسم. ورداً علي سؤال حول تأخر الولاياتالمتحدة في الحوار مع الإخوان، قال نائب السفير الأمريكي: ها نحن قد بدأنا الحوار معهم. واصطحب أعضاء من السفارة الأمريكية – بحسب المصري اليوم – الدكتور الكتاتني من بين الحضور ودخلوا به قاعة وقدموه إلي نائب السفير الأمريكي، وأعضاء الكونجرس من الجمهوريين والديمقراطيين، الذين تحدثوا معه حول رؤيته للتعديلات الدستورية الأخيرة والأوضاع الراهنة في مصر. وأفادت المصادر بأن اللقاء استغرق ما يقرب من 30 دقيقة، خرج بعدها الكتاتني مستأذناً في الانصراف، في إشارة واضحة إلي انتهاء الهدف من حضوره الحفل. وركز الوفد البرلماني الأمريكي - الذي ضم 15 عضواً بمجلس النواب خلال الحفل - علي تصحيح صورة أمريكا في المنطقة. وسأل هويار الدكتورة مني عبيد عن الحزب الذي تنتمي إليه، فقالت: كنت في الحزب الذي أسسه أيمن نور الموجود حالياً في السجن، فقال هويار: سوف التقي زوجته غداً للاطمئنان علي أوضاعه في السجن. من جانبه، أكد الدكتور حمدي حسن، المتحدث الإعلامي لنواب الكتلة البرلمانية للإخوان، صحة اللقاء، وقال: إن وفد الكونجرس الأمريكي وجه دعوته لمجموعة من النواب، يمثلون جميع التيارات السياسية، إضافة إلي الدكتور فتحي سرور، لحضور حفل الاستقبال في السفارة الأمريكية، بعد اللقاء في مجلس الشعب. وأضاف: شارك الدكتور سعد الكتاتني بصفته رئيس الكتلة البرلمانية للإخوان مع محمود أباظة والدكتور عبدالأحد جمال الدين، والدكتور مصطفي الفقي وزينب رضوان، وشخصيات أخري خارج البرلمان من السياسيين، منهم منير فخري عبدالنور وآخرون لا أذكرهم. وأشار إلي أن الحديث بين النواب والوفد الأمريكي، كان حول الأوضاع السياسية في المنطقة، خاصة في مصر، وقال حسن: إن كلمة الكتاتني ركزت علي نقد السياسات الأمريكية في التدخل في الشؤون الداخلية لمصر. وأضاف أن الكتاتني قال: إن السياسة الأمريكية انتقائية، ووفق مصالحهم وليست وفق مبادئ حقوق الإنسان وما تدعيه أمريكا، مشيراً إلي أن الكتاتني قال: إن الأمريكيين دافعوا عن أيمن نور، ولكنهم لم يدافعوا عن المحاكم العسكرية للإخوان والتنكيل بالمعارضة. من ناحية أخرى أوشكت جماعة الإخوان المسلمين علي الانتهاء من إعداد برنامج حزبها السياسي الذي تنوي تأسيسه وسيتم عرض البرنامج علي المجتمع والرأي العام والمتخصصين لإبداء رأيهم فيه وإن كان حتي الآن لم يتم الاتفاق داخل الجماعة علي التقدم بأوراق الحزب للجنة شؤون الأحزاب أم لا وبالتالي فلم يتم حتي الآن اختيار المؤسسين أو وكيلهم أو حتي إعداد اللائحة. وقالت مصادر إخوانية – بحسب المصري اليوم - إن برنامج الحزب يتضمن عدة فصول الأول عن نظام الدولة والثاني حول الرؤية الاقتصادية ثم النظام الاجتماعي، والثقافة والإعلام، والشباب والمرأة، والشؤون الدينية والأزهر والأوقاف. وأكدت المصادر أن البرنامج يقدم رؤية متكاملة لخروج المجتمع المصري من أزمته الراهنة، منبثقة من الإسلام كشريعة وفكرة ويقدم حلولا عملية تفصيلية لكل قضية.. ويعلي البرنامج من قيمة الوطن باعتباره وعاء للمصريين وفي القلب منهم المواطن، وتمتعه بالحقوق والواجبات العامة بمجرد اكتساب صفة المواطن دون تمييز لأي سبب سواء الأصل أو الجنس أو الدين أو اللغة أو التوجه السياسي. ويؤكد البرنامج دستورية الدولة بمعني استمداد مشروعيتها من إقامة نظام دستوري صحيح ومتوافق مع جملة المبادئ، فوق الدستورية، ويراعي المواثيق والعهود الدولية بشأن حقوق الإنسان وحرياته الأساسية المدنية والسياسية، بحيث يكون هناك تلازم متوازنا بين السلطة والمسؤولين ويترجم مبدأ تدول السلطة من خلال النص صراحة علي تأقيت ممارسة السلطة السياسية، وضمان آلية لتعددية سياسية وحزبية حقيقية مفتاحها إمكانية تداول السلطة وتحقيق معني المؤسسية التي توزع فيها السلطات علي مؤسسات لا أشخاص، ويضع الدستور الحدود بين مؤسسات الدولة واستقلال الإدارة المدنية عن السلطة السياسية، بمعني أن يستقل دولاب العمل الإداري في الدولة عن الحياة السياسية والحزبية، ويتخذ معايير ضابطة لمستوايات الإدارة من خلال نظام محكم وموجه للسلوك الإداري بمعزل عن الاتجاه والهوي السياسي. وأضافت المصادر أن الحزب الجديد يؤكد إقامة نسق من العلاقات الدولية أساسه قول الله تعالي: «يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثي وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا»، فالأصل و التعاون بين الشعوب مع احترام خصوصيتها وتحقيق التعاون والاستفادة المتبادلة علي أساس من التكافؤ، ومن يحقق المصلحة المصرية بالأساس.. أما بالنسبة للاتفاقيات الدولية فيعتمد الحزب مبدأ احترامها من حيث المبدأ مع إجراء مراجعة علي جميع الاتفاقيات والمعاهدات الدولية المبرمة، لمعظم الجوانب الإيجابية التي تصب في مصلحة المجتمع المصري ومعالجة السلبيات، وذلك كله من خلال الوسائل القانونية محل الإجماع الدولي التي تمثل الإطار الضابط للمشروعية الدولية. وحول موقفهم من اتفاقية كامب ديفيد، قالت المصادر: لقد تضمنت هذه الاتفاقية باباً كاملاً خاصاً بالأحكام الإجرائية والموضوعية، التي تكفل إعادة النظر ومراقبة أحكام الاتفاقية، ومن خلال هذا الباب سنعمل علي إعادة النظر فيها، ومعالجة كل الجوانب السلبية من خلال الأحكام المستقرة في القانون الدولي. ويفرد برنامج الحزب فصلاً كاملاً للشؤون الدينية والأزهر والأوقاف، يقدم فيه معالجة للشؤون الدينية لأبناء المجتمع المصري مسلمين وأقباطاً، ويكفل حرية الاعتقاد وممارسة الشعائر الدينية لجميع المواطنين بمساواة كاملة، وتسهيل جميع الأمور التي تتيح للمواطن ممارسة هذه الحريات، دون تمييز بين مسلم وقبطي.. كما يري الحزب أن المؤسسة الدينية «المسجد والكنيسة» لها دور أساسي وفعال في تفعيل قوي المجتمع والنهوض به، من خلال تقديم القدوة لأفراد المجتمع وتأهيلهم، للتحلي بالقيم، وبالتالي يجب تقديم كل العون والدعم لهذه المؤسسات. كما يري الحزب تأسيس مجاميع علمية تعمق الفهم الصحيح لتقدم الرؤي العلمية المجردة في مساحات الاتفاقات بين الرسالات السماوية، وتقديم نموذج للقبول والتعايش مع مساحات الاختلاف، التي هي من وجهة نظر الحزب ضرورية وفطرية، ولا مناص من إيجاد صيغة للقبول بها والتعايش معها، وهي إحدي رسالات الحزب، بل أحد أهدافه لتقديم هذه الصيغة المنفردة لنا، وحدة صلبة للوحدة الوطنية المصرية، مع التأكيد علي حق كل مواطن، سواء مسلم أو قبطي، في الوصول إلي جميع المناصب، بما فيها رئيس الجمهورية دون تمييز. وحول تخصيص نسبة للمرأة في المجالس البرلمانية، قالت المصادر: إن تمثيل المرأة بنصوص دستورية وقانونية، زاد الحياة السياسية ضعفاً، وبالتالي فالحل هو تقوية الحياة السياسية ومنح المرأة حقوقاً متساوية مع الرجل، باعتبارها مواطنة، ولا يجوز التمييز بين المواطنين. وأشارت المصادر إلي أن البرنامج ينظر إلي الإعلام وما يرتبط به من أنشطة ثقافية، كالمسرح والتليفزيون والأدب بأشكاله المختلفة، فالأصل في هذه الإبداعات هو الإباحة، ولا يوجد أي قيد إلا النظام العام للمجتمع والدولة، الذي يحدده الدستور والنظام القانوني القائم، الذي يشرف علي إعمال أحكامه ومراقبة مشروعيته القضاء وحده. ونفت المصادر أن يكون البرنامج قائماً علي الدولة الدينية والعصمة والحق الإلهي، لأنها أفكار لا وجود لها في أي برنامج سياسي.