اعترف جيش الاحتلال الأمريكي بتزايد حجم خسائره في العراق في الوقت الذي تزايدت فيه حدة الانتقادات في الداخل الأمريكي للرئيس الأمريكي جورج بوش وسياسات إدارته في العراق. وأعلن جيش الاحتلال أن اثنين من جنوده قُتلا في غضون الساعات الأربع والعشرين الماضية ليرتفع عدد قتلاه الذين سقطوا خلال أقل من ثلاثةِ أيامٍ إلى تسعة قتلى هلكوا في العاصمة بغداد وضواحيها حيث قُتل جندي أمريكي وأُصيب اثنان في تفجيرٍ لعبوة ناسفة في محافظة ديالي شرق بغداد فيما قتل الجندي الثاني وأُصيب آخر في مدينة كركوك جرَّاء إطلاق نار من أسلحة خفيفة. وعلى نفس السياق أعلن الاحتلال الأمريكي عن البدء في تحقيقاتٍ لجمع معلوماتٍ حول إسقاط إحدى مروحياته من طراز بلاك هوك وعلى متنها تسعة جنودٍ فوق مدينة اللطيفية جنوب العاصمة العراقية لتصبح بذلك تاسع مروحية عسكرية أمريكية تسقط في العراق منذ مطلع العام الحالي. وقالت مصادر في وزارة الحرب الأمريكية – بحسب شبكة تلفزيون (إن. بي. سي) - إن الوزارة تستعد لإرسال 12 ألفًا آخر من قوات الحرس الوطني المقاتلة إلى العراق مشيرةً إلى أنَّ الأوامر الجديدة في هذا الصدد تنتظر توقيع وزير الدفاع روبرت جيتس. وأضافت المصادر أن أربعة ألوية مقاتلة من الحرس الوطني من وحدات تتمركز في أربع ولايات أمريكية ستشارك في هذه التعبئة الإلزامية مشيرةً إلى أن المهمة القتالية التي تستمر عامًا واحدًا ستبدأ في أوائل عام 2008م. وقال مصدر في قيادة شرطة المحافظة – الموالية للاحتلال - إن كافة مداخل المدينة أغلقت حتى إشعار آخر بغرض تنفيذ خطة النسر الأسود لفرض القانون. وأفاد شهود عيان – بحسب رويترز - أن حظر تجول فرض وأن قوات الجيش تغلق الشوارع وتقوم بعمليات تفتيش في المنازل. وأضاف مصدر أمني آخر أن أوامر قد صدرت لأفراد الشرطة في المدينة بدعوة الذين يُشتبه بانتمائهم للميليشيات للبقاء في منازلهم؛ حيث قامت طائرات هليكوبتر أمريكية بإلقاء منشورات طالبت فيها عناصر الشرطة التي يشتبه بأن جيش المهدي اخترقها بالبقاء في منازلهم، وحذرت المنشورات من أن أي شخص يحمل السلاح يُعرِّض نفسه للقتل. من ناحية أخرى قال مصدر بالجيش العراقي إن مسلحين قتلوا عشرة جنود عراقيين وأصابوا جنديًّا في هجومٍ شنَّوه على حاجز تفتيش بالقرب من الموصل. وأضاف المصدر أن 40 مسلحًا على الأقل هاجموًا حاجز التفتيش عند فجر الجمعة شمال غربي الموصل، وأضرموا النار في عددٍ من السيارات الخاصة بالجيش، واستولوا على أسلحة الجنود، وفي الحويجة جنوب غرب كركوك أصيب أربعة من رجال الشرطة في تفجير لعبوة ناسفة على جانب أحد الطرق الرئيسية. وفي ملفٍ آخر قالت الشرطة العراقية في البصرة إلى أن الانفجار الذي دمر مركبة بريطانية مدرعة وقتل أربعة جنود ومترجمًا يوم الخميس الماضي قد نجم عن نوع جديد من القنابل. وقال اللواء محمد موسوي إنه تم العثور على قنبلتَين مشابهتَين للقنبلة التي انفجرت واستهدفت القوات البريطانية. وأضاف أن هذه قنابل جديدة لم تستخدم وليس لها سابقة في جنوب العراق حيث تسبب انفجار القنبلة في حدوث حفرة بالطريق عرضها عدة أمتار وبعمق متر. وفي الداخل الأمريكي ازدادت حدة الانتقادات للحرب في العراق؛ قال السيناتور الأمريكي جون ماكين إنه لم يحسن التعبير في التصريحات المتفائلة التي أدلى بها في الآونة الأخيرة عن الأمن في بغداد التي تجول فيها مؤخرًا في ظل حماية عسكرية مشددة. وأكد ماكين الذي يسعى للحصول على ترشيح الحزب الجمهوري في انتخابات الرئاسة القادمة في العام 2008م إن تقدمًا أحرز في الحرب التي تقودها الولاياتالمتحدة في العراق. من جهتها حثت الناشطة الأمريكيَّة المعارضة لحرب العراق سيندي شيهان الرئيس الأمريكي جورج بوش الصغير على إنهاء ذلك الجنون في العراق وذلك في مسيرة توجهت إلى مزرعة بوش وشيهان معارضة شديدة للحرب منذ مقتل نجلها الجندي كايسي في العراق عام 2004م. وعبَّرت شيهان أيضًا خلال المسيرة عن خيبة أملها في الديمقراطيين الذين يسيطرون على الكونجرس حاليًا لإخفاقهم في وقف الحرب.