تعرضت مدينة حمص اليوم الثلاثاء لأعنف قصف تقوم به القوات السورية في هذه المدينة وسط سوريا، معقل الحركة الاحتجاجية ضد النظام السوري، حسبما أكد ناشطون. وقتل اليوم الثلاثاء ستة مدنيين جراء هذا القصف. وتستمر العمليات التي يقوم بها الجيش السوري على معاقل الاحتجاج ضد النظام مضيقة الخناق على حمص التي تقصف دون توقف منذ أكثر من أسبوع، غداة دعوة الجامعة العربية إلى إرسال "قوات عربية أممية" لحفظ السلام التي رفضتها دمشق. وأفاد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس "يتعرض حي بابا عمرو في مدينة حمص للقصف هو الأعنف منذ خمسة أيام من قبل القوات السورية". ونقل مدير المرصد عن ناشطين في المدينة ان القصف يتم "بمعدل قذيفتين في الدقيقة". كما أكد عضو الهيئة العامة للثورة السورية في مدينة حمص هادي العبد الله للوكالة أن " منذ الفجر تقوم القوات السورية بقصف هو الأعنف من نوعه منذ الأيام الماضية لحي بابا عمرو". ويشتد القصف فيما يتأزم الوضع الإنساني في هذه المدينة. وقال عبد الله عبر اتصال هاتفي من المدينة مع الوكالة "هناك نساء حوامل وأشخاص يعانون من أمراض قلبية ومن السكر وجرحى لا نتمكن من نقلهم". وروى العبد الله "دخل ناشطون المدينة مساء الاثنين على متن حافلة تحمل الخبز وحليبا للأطفال، لقد أصابت قذيفة سيارتهم وتوفوا حرقا" مضيفا "لقد حذرناهم من خطورة الموقف إلا أنهم أصروا قائلين بأنهم إن لم يقوموا بالمساعدة بأنفسهم فلا أحد سيقدر على ذلك". وأشار الناشط الميداني "يجب نقل الجرحى قبل كل شيء" لافتا إلى أنه "كيف يمكن تركهم يموتون بدم بارد؟". وأضاف "إننا نقوم بدفن الموتى في الحدائق منذ أسبوع لأن المقابر مستهدفة" معتبرا ذلك الاستهداف "انتقام خالص". كما لفت الناشط إلى أن "الملاجئ مزدحمة جدا". وبثت مواقع لناشطين أشرطة مصورة لمنازل وسيارات وهي تحترق في حي بابا عمرو نتيجة القصف العشوائي الذي تقوم به القوات السورية سمع من خلالها أصوات إطلاق القذائف والانفجارت كما شوهدت أعمدة الدخان الأسود وهي تتصاعد من الأبنية المحترقة. وفي محافظة درعا (جنوب)، مهد الحركة الاحتجاجية، اقتحمت قوات عسكرية أمنية مشتركة بلدة الطيبة وسط إطلاق رصاص كثف وسماع صوت انفجار في الحي الشمالي كما بدأت حملة مداهمات واعتقالات في الحي الجنوبي، بحسب المرصد. وكانت السلطات السورية قد أعلنت أمس الاثنين عزمها على "تحقيق الأمن والسلام"، وواصلت عملياتها العسكرية التي تستهدف معاقل المعارضين في مناطق عدة من سوريا، غداة قرار الجامعة العربية بإرسال "قوات عربية وأممية" إلى هذا البلد. وأكدت روسيا، حليفة سوريا، أنها "تدرس" اقتراح إرسال هذه القوات، لكنها شددت على ضرورة وقف إطلاق النار في سوريا قبل القيام بذلك. ومن المقرر أن تعقد الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم الثلاثاء اجتماعا مخصصا لبحث الوضع في سوريا.