سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بعد كارثة سقوط الرافال.. هل اشترت مصر "التروماي" ب5.5 مليار يورو؟ المقاتلة تحطمت خلال تدريب عسكري في قاعدة جبل الباصور.. والتكلفة: وفاة طيار ماهر و100 مليون يورو
قبل 4 أعوام، وقعت مصر وفرنسا رسمياً، اتفاقيات تعاون عسكري، تقضي بشراء القاهرة أسلحة متطورة من باريس، من بينها 24 طائرة "رافال" في صفقة أثارت جدلا كبيرا كونها الصفقة الأولى للطائرة منذ إنتاجها عام 1986، بعد أن رفضت دول الهند والبرازيل والإمارات شراء الطائرة بسبب سعرها غير التنافسي الذي لا يتناسب مع إمكانياتها. شملت الاتفاقيات شراء مصر 24 طائرة مقاتلة من طراز "رافال" وفرقاطة متعددة المهام من طراز "فريم" وصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى من طراز "إم بي دي إيه"، في صفقة قيمتها 5.2 مليارات يورو، بحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط وقتها. لكن صحيفة "ليزيكو" الاقتصادية الفرنسية، أعلنت أن قيمة الصفقة، بين 5 - 6 مليارات يورو (بين 5.73 مليارات و6.88 مليارات دولار)، وقالت مجلة لوبوان الفرنسية، إن الصفقة في حدود 5.3 مليارات يورو، شاملة الطائرات والسفينة وتسليحها، دون اعتبار كلفة التأمين الخارجي. وبعد 3 أعوام من الإعلان عن الصفقة، فؤجئت مصر العام الماضي بظهور مشاكل في صفقة الرافال بسبب رفض الولاياتالمتحدةالأمريكية تصدير الأجزاء الخاصة بصاروخ كروز SCALP EG لفرنسا والذي هو ضمن الصفقة المصرية. وأكدت مصادر فرنسية مطلعة لصحيفة La Tribune وقتها بأن الجانب الفرنسي غير قادر على تسليم صواريخ كروز سكالب SCALP EG / ستورم شادو التي تصنعها شركة MBDA للجانب المصري بسبب المُكوِّن الأمريكي الموجود في الصاروخ. وقبل أيام، أعلنت الصحف الفرنسية عن انتهاء الأزمة بعد أن وافقت اولايات المتحدة أخيرا على تسليم مصر صواريخ كروز، بعد شهور من التوسل المصري لكل من الرئيس الفرنسي ماكرون والرئيس الأمريكي ترمب ورئيس الوزراء الصهيوني نتنياهو. الرافال.. أزمة جديدة لكن على ما يبدو أن "الرافال" تصر أن تكون محور الحديث في مصر بين الحين والآخر، وتصر أيضا على كشف زيف النظام المصري في هذه الصفقة التي أثارت جدلا كبيرا بسبب كلفتها الضخمة في بلد يعاني انهيار اقتصاديا حادا. أحدث إطلالات الرافال على الرأي العام كانت ما كشف عنه موقع ‘'ميديا-بارت'' الاستقصائي الفرنسي، أن مقاتلة فرنسية من طراز ‘‘رافال'' تحطمت على الأراضي المصرية، أثناء الزيارة التي قام بها الرئيس الفرنسي ماكرون إلى مصر قبل أيام، مؤكدة أن هذا الحادث الذي تلتزم باريسوالقاهرة الصمت حياله، يُعد محرجاً للطرفين اللذين يجريان مفاوضات من أجل اقتناء مصر لطائرات إضافية من نفس النوع. وأكد الموقع الاستقصائي الفرنسي، أنه قبل وقت قليل من لقاء السيسي بضيفه الفرنسي، تحطمت طائرة “رافال” من طراز EM02-9352 تابعة للقوات المسلحة المصرية، على بعد 100 كيلومتر شمال غرب القاهرة، في القاعدة الجوية بجبل الباصور، أمام أعين فريق من مدربي وخبراء شركة داسو للطيران الفرنسية. وكان على متن الطائرة،التي تم تسليمها إلى مصر في 4 أبريل 2017 ، الرائد مهتدي الشاذلي (32عاماً) – هو طيار في سلاح الجو المصري معروف باسم ‘‘كوبرا''، ومن أوائل الذين تم تدريبهم في فرنسا على قيادة مقاتلات “رافال” التي تسلمتها مصر من فرنسا – وقد تم دفنه في نفس اليوم بحضور محافظ المنوفية. صمت مصري فرنسي موقع ‘'ميديا-بارت'' أكد أن وزارة الدفاع الفرنسية رفضت في نفس اليوم الرد على أسئلته ب‘‘تأكيد أو نفي'' الخبر، معتبرة أن الأمر يتعلق بالسلطات المصرية. كما رفض الدبلوماسيون في السفارة الفرنسية بالقاهرة التعليق على الموضوع. كما لم يرغب تامر الرفاعي، الناطق باسم القوات المسلحة المصرية، وهو الجهة الوحيدة المخولة للتحدث في قضايا الدفاع، التعليق على الموضوع، مكتفيا بالقول: ‘‘ليست لدينا معلومات حتى الآن''. لكن الموقع الفرنسي أكد أنه تمكن من التواصل مع مقربين من الطيار الشاب مهتدي الشاذلي والذين أكدوا وفاته. ففي البداية -يشيرُ الموقع الفرنسي-أكد المقربون من الطيار الشّاب أن الأخير توفي جراء حادث تحطم طائرة “رافال”، ثم أوضحوا لاحقاً أنهم يجهلون الظروف الدقيقة للحادث، وبأنه لم يعد بإمكانهم تأكيد نوع الطائرة التي كان على متنها أثناء الحادث. وقال أحدهم: ‘‘هناك أشياء لا يمكننا التحدث عنها، إلا بإذن من القوات المسلحة''. وتابع ‘'ميديا-بارت'' التوضيح أنه في الليلة التالية للمأساة، انتشرت شائعات على العديد من المدونات المتخصصة في مجال الدفاع والأسلحة. واختلف أصحابها حول روايتين: من جهة، تأكيدٌ من الصّناعيين والجيش الفرنسي أن الأمر يتعلق فعلاً بطائرة “رافال”. ومن جهة أخرى، تكذيبٌ من بعض أفراد القوات المسلحة المصرية التي أوضحت أن الطائرة المُتحطمة ليست فرنسية الصنع، إنما هي طائرة صينية الصّنع من طراز K-8E Karakorum. وفي هذه الرواية الثانية التي دافع عنها ونقلها العديد من الخبراء، ويتهم المصريون أصحاب الرواية الثانية بالسعي إلى زعزعة أو التشويش على زيارة إيمانويل ماكرون لمصر. و بعد نحو عشرة أيام من الحادث وزيارة ماكرون لمصر، تسود حالة من الصمت بشأنه، لكن‘'ميديا-بارت'' يقول إن العديد من المصادر أكدت له أن طائرة “رافال” من طراز EM02-9352 قد تحطمت فعلاً في مصر. وأوضح أحد هذه المصادر أن الحادث وقع فعلاً في قاعدة عسكرية، خلال تمرين وتوفي الطيار، وذلك بالتزامن مع زيارة إيمانويل ماكرون إلى مصر . و نقل الموقع الفرنسي عن دبلوماسي غربي رفيع قوله: ‘‘رأيت الرئيس الفرنسي أثناء عشاء في فندف Sofitel القاهرة، وكان حينها قد توصل بكافة المعلومات بشأن تحطم طائرة ال”رافال” هذه''. بينما، أكد مصدر آخر أن طائرات K-8E الصينية التي بحوزة القوات الجوية المصرية، تحمل جميعها صبغة العلم المصري، وبالتالي من المستحيل الخلط بينها مع طائرات “رافال” الفرنسية التي تم الحفاظ على لونها الرمادي. كارثة كلفتها إنسان و100 مليون يورو الوقع الفرنسي طرح تساؤلا حول سر إصرار النظام المصري التكتم لعلى تحطم هذه الطائرة العسكرية؟ الموقع توجه بالتساؤل إلى النائب البرلماني الفرنسي فيليب فوليو، رئيس مجموعة الصداقة الفرنسية-المصرية. وقد فسر فوليو هذا افصرار على التكتم بقوله إن الجيش المصري يريد الحفاظ على صورته الجيدة، وبالتالي ليس من مصلحته الإفصاح عن ارتكاب أحد أفضل طياريه خطأ خلال تدريب بسيط، وخاصة على متن طائرة مرموقة مثل “رافال”. و أضاف ‘'ميديا-بارت'' أن رغبة المصريين في التّستر على الحادث، هي أيضا لأسباب اقتصادية، حيث إن تكلفة طائرة “رافال” التي تحطمت تصل إلى 100 مليون يورو، خارج نظام الأسلحة. فوسط أزمة اقتصادية خانقة، أنفق الجيش المصري أكثر من 5.5 مليار دولار بين عامي 2015 و2017 لتجديد أساطيله العسكرية، وهو ما يراه قطاع كبير من الشعب المصري إنفاقا مفرطًا وعديم الفائدة.