أخيرا، وبعد أربع سنوات من التوسل والتضرع لكل من رئيس وزراء العدو الصهيوني نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترمب والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حصلت مصر على موديل من صواريخ كروز فرنسية بتوجيه أمريكي. النظام المصري كان قد تعاقد في 2014 على شراء 24 طائرة رافال فرنسية، لكنه فؤجئ بعد تسلمه الطائرات أنها بدون صواريخ كروز سكالبي إي جي وبعض المكونات العاملة على الرّافال الخاضعة للوائح ITAR، بعد رفض الولاياتالمتحدة تزويد مصر بهذه الصواريخ، تماشيا مع السياسة الأمريكية الراغبة في حفظ التفوق العسكري للعدو الصهيوني على الدول العربية، رغم حالة الانبطاح العربي والسلام الدافي بين إسرائيل وحكام العرب وعلى رأسهم السيسي. لكن، وعلى الجانب المقابل، وفي نفس الأسبوع، كانت الجمهورية الإسلامية الإيرانية تحتفل بإنتاج أول صاروخ كروز، طراز "هويزة"، صناعة محلية بالكامل، بنفس مواصفات الصاروخ الفرنسي الأمريكي. هذا بالطبع لم يذكره الإعلام المصري ولن يذكره الخبراء العسكريين في مصر أو غيرها. 4 سنوات من التوسل مجلة "airforcesmonthly" قالت نقلاً عن مصدر عسكري مصري، إن سلاح الجو المصري قد تلقى أخيرا صواريخ كروز سكالبي إي جي بالكامل من أجل مقاتلات رافال التي حاولت الإدارة الأمريكية منع بيعها إلى مصر، ضمن صفقة الرفال التي أنجزت قبل 4 أعوام. وكانت الصحف الفرنسية قد تحدثت قبل أشهر عن أن الزيارة التي قام بها وزير الدفاع المصري محمد أحمد زكي الى باريس، تطرقت إلى صفقة الرافال واعتراض الولاياتالمتحدة على تصدير بعض مُكونات صواريخ كروز سكالب Scalp وبعض المكونات العاملة على الرّافال الخاضعة للوائح ITAR لحِماية اسرائيل. زيارة الرئيس الفرنسي إلى الولاياتالمتحدة أيضا تطرقت إلى هذا الأمر، ووفقا للصحافة الفرنسية، طرح ماكرون ملف صواريخ سكالب والرافال Rafale فى مُناقشات سرّية مع نظيره الأمريكي. نتيجةً لذلك ، تمّ منح تراخيص لتصدير بود التهديف المحتوي على تكنولوجيا أمريكية خاضعة لل ITAR الى مصر ، ولم لا يعلم، فإن ITAR يقصد به نظام الاتجار الدولي في الأسلحة وهو يعتبر نظامًا تتبعه من الولاياتالمتحدة لتقييد ومراقبة تصدير التكنولوجيا الدفاعية والعسكرية لحماية الأمن القومي للولايات المتحدة والمزيد من أهداف السياسة الخارجية الأمريكية. وبالتّوازي مع ذلك ، أَجرت فَرنسا عملا طويلا لتَعديل صواريخ سكالب Scalp ، لتَجنُّب اي تعارض فى المُستقبل مع ITAR. لا سيما و أنّ هذا القانون يُمكن أن يستخدم أيضا بطريقة “تجارية” من قبل الولاياتالمتحدة ،طبقا لأحد المقربين بوزيرة الدّفاع الفرنسية فلورنس بارلي Florence Parly ، وهو على علم تام بهذا الملف، بحسب الصحافة الفرنسية. وإيران تصنعها محليا على الجانب الآخر، واصلت إيران عملها الدؤوب في برنامجها للصواريخ المصنوعة محليا، وذكر التلفزيون الرسمي الإيراني قبل أيام أن طهران تمكنت من إنتاج عن صاروخ كروز جديد يصل مداه إلى 1300 كيلومتر، وذلك مع استعراض طهران لإنجازاتها خلال الاحتفالات بالذكرى الأربعين للثورة الإسلامية في عام 1979. وقال وزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي في تصريحات بثها التلفزيون الرسمي أثناء مراسم الإعلان عن الصاروخ "بمدى يتجاوز 1300 كيلومتر... لا يحتاج هذا الصاروخ الكروز إلا لوقت قصير جدا للاستعداد، ويمكنه الطيران على ارتفاع منخفض". وأضاف أن الصاروخ الجديد هويزة صاروخ أرض/أرض ينتمي لفئة سومار من صواريخ كروز التي كُشف النقاب عنها في عام 2015. وقال أمير علي حاجي زاده قائد الوحدة الصاروخية ب«الحرس الثوري»، خلال المراسم، إن إيران تغلبت على المشكلات الأولية في إنتاج محركات نفاثة لصواريخ كروز ويمكنها الآن أن تصنع مجموعة شاملة من الأسلحة. وخلال العام الماضي، كان صاروخ «سومار» بمدى 700 كيلومتر جزءاً أساسياً من عروض ومناورات عسكرية نفّذتها القوات المسلحة الإيرانية. وفي نهاية نوفمبر الماضي قالت وكالة نادي المراسلين الشباب التابعة للتلفزيون الإيراني إن «ظل صواريخ كروز (سومار) مسلّط على رؤوس الأوروبيين». واعتبرت الصاروخ يأتي في إطار تعزيز القدرات الصاروخية الإيرانية. وأشار التقرير إلى أن التكنولوجيا المستخدمة في الصاروخ تمكّنه من الوصول إلى أبعد مناطق في أوروبا وأكثر من 70% من القارة الآسيوية. وحسب الوكالة فإن الهدف من إنتاج الصاروخ هو التصدي لهجمات ضد إيران والبنى التحتية الإيرانية.