عشرات القتلى والمفقودين جراء الفيضانات والانهيارات الطينية في البوسنة والهرسك    اليوم.. طقس حار نهارا معتدل ليلا.. والعظمى بالقاهرة 31 درجة    الأجواء الخريفية وتأثيرها على الطقس والزراعة في مصر    كارفخال يوجه رسالة للجماهير بعد إصابته بالصليبي    أسعار الدولار اليوم الأحد 6 أكتوبر 2024    أسعار الذهب اليوم الأحد 6 أكتوبر 2024    مبادرة "بداية" تسعد أطفال جمعية التثقيف الفكري فى الإسماعيلية (صور)    الأب الروحي لنجوم الغناء المصري "هاني شنودة" يكشف عن علاقته بعمرو دياب ومحمد منير    مدحت شلبي يكشف مصير " زيزو" في نادي الزمالك    احتفالات كبرى بمطار البالون الطائر في الأقصر بذكرى نصر أكتوبر ال51 (بث مباشر)    والد بلعيد: الأهلي لم يجبرنا على وكيل معين.. وأمير توفيق محترم    أسعار اللحوم والدواجن والخضروات والفواكه اليوم الأحد 6 أكتوبر    عاجل.. إسرائيل تعلن الاستعداد لضرب إيران.. و«الخارجية الأمريكية»: لا ضمانات لاستثناء المنشآت النووية.. وقائد عسكري أمريكي يزور المنطقة    لماذا تأخر حزب الله في كشف حقيقة اغتيال هاشم صفي الدين في لبنان؟    مدرب مصر السابق: كنت أتمنى ضم نجم الزمالك للمنتخب    ترتيب الدوري الإنجليزي قبل مباريات اليوم الأحد    ارتفاع عدد قتلى إعصار «هيلين» في الولايات المتحدة إلى أكثر من 227 شخصًا    الكويت.. سحب جنسية 63 شخصا بينهم مزدوجان متهمان في قضية سرقة القرن العراقية    تبون يثني على العلاقات بين الجزائر وموسكو    نشرة ال«توك شو» من «المصري اليوم»..هل الدعم «النقدي» أفضل من «العيني»؟.. عالية المهدي تجيب.. اتحاد الدواجن يكشف سبب ارتفاع أسعار البيض    «Take My Breathe».. أفضل فيلم عربي طويل بمهرجان الإسكندرية السينمائي    برج الميزان.. حظك اليوم الأحد 6 أكتوبر: جدد أفكارك    برج الأسد.. حظك اليوم الأحد 6 أكتوبر: لا تكن أنانيا    بعد شائعات وفاته.. جورج قرداحي يوجه رساله شديدة اللهجة    «مفيش خروج من البيت».. محمد رمضان يفاجئ لاعبي الأهلي بقرارات جديدة نارية (تفاصيل)    أحمد السقا يمازح علاء مرسي ويبعده عن ابنته ليرقص معها (فيديو)    رسميًا.. رابط منهج العلوم رابعة ابتدائي pdf والخريطة الزمنية للشرح    من دعاء النبي | اللهم اغفر لي جدي وهزلي وخطأي وعمدي    ضبط تشكيل عصابي تخصص في سرقة المساكن بمنطقة حدائق القبة    في ذكرى انتصارات أكتوبر.. كيف خدع «السادات» إسرائيل؟    44 ألف سيارة.. الحكومة تعلن مفاجأة جديدة بشأن ذوي الهمم    تفسير آية | تعرف على معنى كلمات «سورة الفلق»    لتجنب التسمم الغذائي.. الخطوات الصحيحة لتنظيف وغسل «الفراخ»    شعبة الدواء تكشف عن سبب ظهور السوق السوداء    غارات إسرائيلية على منطقة القصير بريف حمص عند الحدود السورية اللبنانية    توقعات الفلك وحظك اليوم.. برج الحوت الأحد 6 أكتوبر    الزمالك يقترب من ضم مدافع منتخب مصر (تفاصيل)    الأمن العام يداهم بؤرة إجرامية.. ومصرع 3 عناصر شديدة الخطورة بقنا    مصرع وإصابة 3 أطفال في تصادم دراجة بخارية وسيارة ملاكي بقنا    «مصر للطيران» تنقل 286 مصريًا عالقين في لبنان إلى أرض الوطن.. صور    يقي من الخرف والألزهايمر.. 5 فوائد صحية لتناول البيض    البيع تم قبل شهور.. مصدر مقرب يكشف مصير مطعم صبحي كابر    حدث في منتصف الليل| حقيقة تعرض البلاد لشتاء قارس.. وأسباب ارتفاع أسعار الدواجن    استئصال ورم كبير من قلب مريضة بمستشفى جامعة أسيوط    تعيينات وتنقلات جديدة للكهنة في مطرانية الأردن للروم الأرثوذكس    عرض «فرص الاستثمار» على 350 شركة فرنسية    « عز يرتفع والاستثماري يتراجع».. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الأحد 6 أكتوبر 2024    نائبا رئيس الوزراء أمام «النواب» غدًا    مصرع طفلة وشقيقها سقطا من الطابق السادس أثناء اللهو ب15 مايو    جوجل والجنيه.. دعم ل«الصناعة المحلية» أم عقاب لصنّاع المحتوى؟    إعلام لبناني: صعوبات في وصول الإطفاء والدفاع المدني لأماكن الغارات الإسرائيلية    أحمد عبدالحليم: الزمالك استحق لقب السوبر الإفريقي و«الجماهير من حقها الفرحة»    رابع مُنتج للمشروبات في العالم يبحث التوسع في السوق المصرية    كنيسة الروم بلبنان لأهل الجنوب: نحن بحاجة للتمسك بأرض أجدادنا لا تتركوا أرضكم ودياركم    نقيب الأطباء: الطبيب في مصر متهم حتى تثبت براءته عكس كل المهن    رمضان عبدالمعز: الاحتفال بنصر أكتوبر مهم لأنه أمر إلهي    رئيس جامعة الأزهر: الله أعطى سيدنا النبي اسمين من أسمائه الحسنى    إشراقة شمس يوم جديد بكفر الشيخ.. اللهم عافنا واعف عنا وأحسن خاتمتنا.. فيديو    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حوار مجتمعي يستهدف مشروعاً قوميا لا مجرد مصالحة
34 سنة من حرية الكلام للنخبة لم تلد إلا فأراً
نشر في الشعب يوم 07 - 09 - 2018

في ختام المقال السابق تحدثت عن الحوار المطلوب بين المؤسسة العسكرية (النظام) والتيار الاسلامي (لا مكتب الارشاد) والتيار المدني وقلت ان الحوار يكون مغلقاً وبين أعداد قليلة من أجل جدية الحوار والبعد عن الاستعراض الاعلامي. وهذا الطرح المبتسر يبدو ساذجاً وهو كذلك إذا لم نفهمه على الوجه الصحيح وغير التقليدي.
ولكن قبل التوضيح وصلتني احتجاجات واعتراضات نابعة من أن السياسيين اعتادوا أن يتمحور نشاطهم حول النظام فإذا كان جيداً أيدوه وإن كان سيئاً عارضوه أو جمعوا بين هذا وذاك فأيدوا ما يروه صحيحا وعارضوا ما رأوه خاطئاً. والناس لا تفهم السياسة إلا في هذا الاطار، وأنا لا أعترض ولكن هذا إذا كنا في ظروف طبيعية مستقرة. ولكننا مررنا بسلسلة من التطورات عبر 66 عاما لم تكن إلا تجاذبات مع أو ضد السلطة فالاسلاميون ضد عبد الناصر وعبد الناصر ضدهم والسادات نجح في النهاية في استقطاب كل التيارات ضده ووضعها جميعا في السجن وبعد هدنة مع مبارك في الجزء الثاني ارتفعت الأصوات تطالب بإسقاطه (كفاية) أو (برادعي) دون أن تطرح بديلاً وفعلاً عندما سقط مبارك في ميدان التحرير لم يكن لدى المعارضة أي برنامج للاصلاح والتغيير. وبعد ذلك قامت حركات شبابية ضد المجلس العسكري وطنطاوي ثم قامت حركة لاسقاط مرسي ثم قامت حركة أخرى لاسقاط سلطة 30 يونيو ولم تنجح كما هو واضح لأن الشعب المصري أرهق من هذه السلسلة الطويلة من المعارضات التي حتى عندما تنجح لا تدفع البلاد ولا خطوة واحدة للأمام.
وليس معنى ذلك أن كل ما يفعله النظام الحالي مرفوض بل له بعض الايجابيات المهمة في مجال السياسة الخارجية والعلاقات الدولية وفي مجال المحيط العربي بموقف ايجابي تجاه غزة بل تجاه حماس بعد أن كانت العلاقات قد وصلت معها إلى مرحلة الحضيض، وأصبح واضحاً أن النظام المصري موقفه أفضل بكثير من الأستاذ أبو مازن وفرقته السخيفة التي لا تجيد سوى التنسيق الأمني مع اسرائيل حتى الآن! وأيضا في مجال العلاقات مع السودان، وتحمل ما يفعله السودان من بعض السخافات والحماقات حرصاً على العلاقة الاستراتيجية.
في المجال الاقتصادي لا شك أن انجازاً مهماً حدث في مجال تطوير البنية التحتية سيستفيد منه الاقتصاد ان آجلا أو عاجلاً. ولكني لست في مجال تقييم مجمل السياسات الخارجية والاقتصادية.
في مجال الحريات النظم الشمولية لا تسمح لأحد بأي نوع من المعارضة والنظام الحالي يشبه نفسه بنظام عبد الناصر وقد فعل عبد الناصر ذلك ولكن قدم مشروعاً قوميا واقتصاديا عملاقاً ونجح في المراحل الأولى، وحتى هزيمة 1967. أرى بمنتهى الشجاعة الأدبية ألا ننجر إلى الاستفزاز في هذا المجال حتى لا نخرج عن الموضوع الرئيسي (تحرير الأمة من التبعية) فليفرض النظام قبضته كما يريد، ليحتكر السلطة وحده بلا منازع فليكن، نحن- من وجهة نظري طبعا- نريد أن نتحدث معه ونحاوره في كذا وكيت وكيت (سنأتي لذلك). ولا ننازعه السلطان! ونريد أن نحاور الأمة.
أريد في البداية أن أقول للأخوة المستفزين من بعض تصرفات النظام أن يهدأوا ويضعوا أعصابهم في ثلاجة: لو كانت مشكلة مصر تبدأ وتنتهي بمسألة الحريات لكان تشكيل جبهة موحدة معارضة أمراً سهلاً ولقضى الأمر. ولكن كل مصري وكل معارض يعرف في قرارة نفسه أن هناك مشكلة أكبر (التبعية) ونتركها للنضال من أجل الحريات ثم نحصل على الحريات (هذا حدث بعد هزيمة 1967 وحتى وفاة عبد الناصر) ثم حدث بعد حرب اكتوبر حين أطلق السادات بنفسه حق تأسيس المنابر ثم الأحزاب. في عهد عبد الناصر كانت عملية انتزاع ولم تحدث تجربة منظمة أما في عهد السادات فقامت تجربة منظمة للحريات حتى ضربها السادات عام 1981. ثم أعادها مبارك لمدة 30 سنة فماذا فعلنا بحرية الكلام إلا الخلافات السخيفة بين بعضنا البعض والمشاحنات دون إنكار وجود بعض الممارسات الجادة في العمل الحزبي والصحفي لكنها ضاعت وسط زحام الحياة الحزبية والصحفية المبتذلة. حيث تسابقت أحزاب المعارضة للتقارب مع السلطات من أجل الحصول على بعض المكاسب. 30 سنة من حرية الكلام – وكان مفتوحاً جدا بما في ذلك انتقاد مبارك نفسه- ولم نخرج منها بمشروع قومي شعبي يوحدنا أو يوحد أغلبيتنا الساحقة على الأقل ولم تضع كل هذه الحركة الموارة ب 30 حزب والتي انضم إليها أحزاب مصطنعة وصحف مستقلة هي تبع الأمن أصلا، لم تضع هذه الحركة الموارة يدها على الجرح الحقيقي: أن مصر مستعمرة أمريكية، وأن يوسف والي اليهودي الأصل والانتماء هو الذي يدير مصر لمدة 20 سنة (كل اراضي وأنشطة الزراعة واستصلاح الأراضي وتبوير الأراضي والثروة الحيوانية والداجنة والسمكية ويسيطر على الحزب الوطني الحاكم (أمين عام) وبالتالي يضع قيادات الحزب الوطني في المحافظات والمراكز، وترشيحات مجلس الشعب والشورى والمحليات بنسبة لا تقل عن 70% ويقوم الأمن بالباقي وأيضا كان يقوم هذا الصهيوني بتعيين رؤساء الجامعات. ثم كان النائب الأوحد لرئيس الوزراء.
وعندما تصدت جريدة الشعب لهذه المسخرة كان مصيرها التنكيل والاغلاق ووضع رئيس التحرير والمحررين في السجن وتجميد الحزب (حزب العمل) بينما وقفت النخبة السياسية موحدة صلبة صامدة تعتصم بصمت القبور. فهرب الاسلاميون منه وتركته باقي أحزاب المعارضة لتأكل كلاب الطريق من لحمه وعظامه. وليكن فهل كان لهؤلاء خطة أخرى لاصلاح البلاد. هم لم يطرحوا أي خطة بديلة، وكان حزب العمل وحده هو الذي يطرح الاستقلال الوطني واستئصال شأفة الهيمنة الأمريكية- اليهودية بل وضع ملامح مشروع الاستقلال الاقتصادي وعندما أُغلقت الشعب تحولت باقي صحف المعارضة إلى صحف مؤيدة للنظام بصورة صريحة، فأنشأ النظام معارضة ملاكي تبعه (الدستور) او بالمشاركة مع أمريكا والصهيونية (المصري اليوم) فمؤسسها أكبر مستورد للسلع الاسرائيلية والأمريكية، وكفاية تحولت إلى بردعية إلا قليلاً من الصابرين المحتسبين. ولذلك انفجرت الثورة خارج هذه النخب البائسة.
فماذا فعلتم بحرية الكلام وكانت حقيقية وواسعة خلال 29 سنة من حكم مبارك؟ هل توصلتم إلى مشروع وطني حتى غير هذا الذي أتحدث فيه وهل جيشتم الأمة من خلفه؟ فلماذا تبكون دائماً على الحريات عندما تفقدونها؟ وتقولون أن هذه هي جوهر المشكلة؟ بينما هي بالنسبة لكم مجرد وسيلة لممارسة مهنة السياسة بعد أن حولتموها لمهنة!
لا يمكن لأي انسان محترم إلا أن يلوذ بحق حرية التعبير في سائر أشكالها ولا يمكن لأحد أن يستغنى عنها ويكون انسانا طبيعيا، ولكن لابد من الجمع بينها كوسيلة وبين الغاية الوطنية العظمى وهذا لوحده هو الذي يحفظ استمرار هذه الحريات.
ثم جاءت ثورة 25 يناير 2011 التي فجرها الشباب وليست هذه النخبة، فماذا فعلتم بأعظم وأعمق مرحلة للحريات، هذا ما أشرنا إليه في المقال السابق: 3 أو 4 سنوات من الخلافات العقيمة والتافهة وغزوة الصناديق بينما كانت مجرد استفتاء زمني لإجراء الانتخابات!!
ولا أقصد أن نتخلى الآن عن الحريات ولكن سأتناول ذلك في سياق ما يسمى مشروع الحوار الوطني.
مشروع الحوار الوطني:
(1) ليس المقصود من الحوار هو مبادرة محددة لحضور شخص محدد أو أشخاص محددين لهذا الحوار، فهذه أبسط وآخر مرحلة.
(2) مشروع الحوار الوطني تذكرة للجميع بالواجب الذي لم نقم به أبداً منذ 40 عاما.
فبعد التوصل إلى ما يسمى السلام مع اسرائيل كان لابد أن تنشأ في البلاد مرحلة جديدة يعاد فيها ترتيب الأولويات إلى حد إعادة صياغة الدستور.
ولكن ذلك لم يحدث واستمر الحزب الوطني يعمل بهيكل وأفكار الاتحاد الاشتراكي والسادات يعتمد على الالهام الذي يأتي إليه بقرارات مفاجئة (حكم الفرد).
وكانت تحدث ترقيعات كورقة اكتوبر وإعلان سياسة الانفتاح الاقتصادي. وكان المشروع الشفوي يقول: إن مصر أصبحت دولة تؤمن بالاقتصاد الحر وتطبق الليبرالية السياسية وفي واقع الأمر فإن مصر لم تفعل هذا ولا ذاك. ظلت الدولة تتدخل في كل صغيرة وكبيرة في الاقتصاد وجرت عملية بيع القطاع العام ببطء ربما لاحتياج الدولة للاحتفاظ بقوة الاقتصاد، والخشية من قوة رأس المال (كان البطش بشركات توظيف الأموال خوفا من النمو المرعب لرأس المال الذي بدأ يشتري ويرشو الوزراء والمسئولين) ولم تكن شركات توظيف الأموال هي التي تسيطر على نتائج الانتخابات وتخترق الأحزاب فلم تكن نظاماً رأسمالياً ولا ليبراليا!
وهكذا في ظل غياب مشروع نهضة حقيقي وإن كان ليبراليا وكان يمكن للأمة أن تلتف حوله على سبيل الاختبار والتجربة، ولأنه لم يحدث أصبح مشروع كامب ديفيد هو المشروع القومي الحقيقي الذي تستظل به الأمة جمعاء. إن طريق مصر للتقدم مرتبط بهذه العلاقات المثلثة مع أمريكا واسرائيل، وليس مع العرب أوالمسلمين أو أهل الجنوب عموما، وأصبح يمثل قيداً دستورياً على السياسات العامة للبلاد.
أصبحت كامب ديفيد هي الدستور الحقيقي حيث نصت المعاهدة مع اسرائيل على أن أي نص في أي اتفاق آخر يتعارض مع معاهدة السلام فإن الانحياز يكون لمعاهدة السلام. وارتضت الأمة الأمر الواقع وسارت في هذه الاطارات.
(3) إذاً هذا يعني أنني عندما أدعو للحوار بين المؤسسة العسكرية والتيارات السياسية الاسلامية والمدنية لا أعني أساساً اقتراحا بأن يجلس س أو ص مع ع أو غ بل أدعو إلى حوار مجتمعي لمراجعة بنية المجتمع، مثلاً كشفت وثيقة أمريكية مفرج عنها أن السادات وقع مع وايزمان على تفاهم يضم 10 آلاف نقطة وموضوع لضمان عدم حدوث حرب بين مصر واسرائيل، وهذا تفاهم سري ويطبق رغم عدم معرفتنا به. وهذا يفسر أشياء كثيرة، لماذا مصر ممنوعة من عمل أشياء كثيرة كالأقمار الصناعية والصواريخ والمشروعات النووية (بانتاج الوقود النووي وليس باستيراده كما يحدث في المشروع الحالي في الضبعة) وكثير من المشروعات النووية السلمية الأخرى في مجال الطب والصحة. وممنوعة من تعمير سيناء..الخ الخ
انني أدعو لفتح هذه الملفات وكشف كل أشكال التدخل الأمريكي والاسرائيلي (التعاون الزراعي لا يزال مستمرا) في حياتنا السياسية والاقتصادية. أدعو لصحوة فكرية مجتمعية لا تستهدف الهجوم على أحد ولا اتهام أحد لأن كل الموجودين الآن على رأس المؤسسة العسكرية لم يكونوا في السلطة عند توقيع اتفاقيات كامب ديفيد ولا عندما وقع السادات العديد من الاتفاقيات السرية وقد تبعه مبارك باتفاقات سرية عديدة.
هذا العمل يستهدف اصلاح أحوال البلاد وتنظيف الأدوار السفلى في السلطة وما هو موجود بالبدرومات والأضابير والملفات المنسية دون أي اتهام لأحد فليس هذا هو الهدف وإلا فإن الجميع متهم بما فيهم النخبة المعارضة.
وهذذه الأمور لا تتعلق بالمسائل العسكرية فحسب بل تشمل كافة السسياسات الاقتصادية والتشريعية.
(4) أعلم جيداً أن النظام قد لا يكون مرحباً باقتراح الحوار على أساس أن الأمور قد استقرت وعجلة الاصلاح الاقتصادي بدأت في الدوران كما يقولون.
وأيضا لن نجادل في هذه النقطة.. وليكن ولكن هذا لا يمنع سماع آراء أخرى في النهضة الاقتصادية على أسس نظرية وليس من منطلق معارضة النظام.
وسيقول آخرون أن النظام سيعتقل أصحاب هذه الفكرة لأنه لا يحب الصراع وكثرة الأقاويل وأنا أرفض ابتداء أن النظام لابد أن يقمع مجموعة قليلة من الأفراد لا تضمر له سوءاً، وتتحدث عن استقلال مصر وسيطرتها على مقدراتها الاقتصادية ومواردها الطبيعية وتكن كل الاحترام للمؤسسة العسكرية. لماذا؟
1- لأن هذا يسيئ للنظام إذ يعتقل آراء تدعو لاستقلال مصر بدون أي منازعة على السلطة أو رغبة في تغيير بل هم يرتضون أن يستكمل الاستقلال تحت أي سلطة بما في ذلك السلطة الحالية.
2- ان هذه الأفكار نفسها يرددها صحفيون على اتصال بمؤسسات الأمن القومي منذ سنوات ولا تزال الصحف تنشر مقالات تردد هجوماً قاسيا على السياسات الأمريكية ضد مصر وضد العرب في الشرق الأوسط. بل إننا نسمع هذه الآراء أحيانا كثيرة في برامج الاذاعة والتليفزيون الرسمية.
وهذه النغمة كانت موجودة منذ أيام مبارك، وهي على الأقل تعكس نوايا عاجزة عن التحقق ولكن ليس دائماً فقد رفض النظام المصري صراحة التورط في حرب ضد الأشقاء في سوريا (ترامب طلب من مصر والسعودية إرسال قوات لسوريا، ومصر هي التي بادرت بالرفض، بينما قالت السعودية أنها لن تذهب بدون قوات أمريكية!)
نفس الشئ في العراق وسوريا منذ بداية ما يسمى التحالف الدولي ضد الارهاب وداعش. بينما اشتركت الأردن والامارات وغيرهما بالقصف الجوي على مواقع في سوريا. كذلك رفض النظام المصري التورط في حرب اليمن البرية رغم مشاركة قوات أمريكية من داخل الحدود السعودية في الاشتباكات ضد الحوثيين.
لا يزال النظام المصري يستطيع أن يقول لا لأمريكا. ولكن النظام لن يتقبل بسهولة مراجعة كامب ديفيد وما ترتب عليها من اتفاقات وقرارات. ولكنه لن يعتقل من يدعو لذلك طالما أن المسألة في حدود الفكر والمقالات والندوات ان وجدت.
فلا داعي لاستخدام الفضائيات في المرحلة الأولى فليس المطلوب هو الضجيج ولكن التقدم ببطء وثبات slowly but shareby.
نعتقد أن السلطات قد اعتقلت أو وجهت الاتهامات لمن هاجم النظام ونحن لا ندعو لذلك ليس خوفاً ولكن لأن هذا ليس فيه مصلحة الأمة الآن وفقا للتصور المطروح. فالمعارضة تكون عبثية بدون برنامج بديل وواضح.
4- ولكن السجن ليس مستبعداً كاحتمال، فكيف سندعو للحوار ونطرح مشروع التحرر من التبعية إذا تم وضعنا في السجون رغم انني لا أرجح ذلك ومع ذلك فهي فرصة لأقول ان الذين يخافون من السجون ويضعون لها حساباً كبيراً في مخيلتهم هم أناس ضعفاء أو لا يفهمون في السياسة وسنن التغيير.
هل تتصورون مثلاً أن الاخوان هزموا لأنهم وضعوا في السجون؟!! إطلاقاً ليس هذا هو السبب. السبب الرئيسي الوحيد أن الاخوان كانت لديهم خطة فاشلة فهزموا ثم وضعوا في السجون (كمرحلة أخيرة للتأمين)
ان نيلسون مانديلا استمر في السجن 25 عاما ولم يكن وحده بل كان معه أعداد لا بأس بها من المناضلين ولكنه انتصر وهو في السجن لأن خطته كانت سليمة.
ان السجون لا تغير مجرى التاريخ ولم تكن يوماً سببا رئيسيا في هزيمة ثورة أو المساعدة على بقاء النظام. دائماً إذا وجد البديل الذي يقتنع به الشعب فلا تحدثني عن الباستيل أو العقرب أو سجن طوكر في السودان، انها حجة البليد والفاشل بدلا من مراجعة دروسه.
إذا تطورت حركة فكرية غير صدامية (فعلاً وليس على سبيل التكتيك) تدعو لتحرير مصر من القيود الأمريكية والاسرائيلية سيكون لها شعبية كبيرة في كل أوساط الشعب بل في أوساط النظام. ونحن لسنا غرباء عن بعض المسئولين والوزراء، ونعلم مشاعرهم الدفينة ضد اليهود والأمريكان.
عندما تكون صاحب فكرة جيدة عليها إجماع وطني فإن من شأن ذلك أن تزداد شعبيتك وتنتشر أفكارك. ولأن غاندي كان يخاطب ضمير الهنود ويدعوهم للاستقلال بغزل النسيج اليدوي والتغذية من لبن المعزة حتى لا نستورد شيئا من الانجليز، وكان يغزل بنفسه. عندما كان غاندي يدخل السجن كانت أفكاره تزداد كالنار في الهشيم. ونحن لا نبحث عن الاثارة فبلادنا ليست محتلة بشكل تقليدي ولدينا الفرص لنتدبر الأمر وكفى 40 سنة، بل لقد أخطأنا خطأ جسيم إذ لم نستغل ثورة 25 يناير في إجراء أي تعديل فيما يسمى العلاقات الخاصة مع أمريكا واسرائيل. هل تتصورون أن الصحف الاسرائيلية كانت تجزم في بعض مقالاتها أن مصر بعد ثورة 25 يناير ستلغي كامب ديفيد أو ستطلب تعديلاً جوهريا فيها، كذلك فإن الأمريكان والاسرائليين كان لديهم حسن ظن في المصريين أكثر من حسن ظن المصريين في أنفسهم ففي بداية أيام الثورة تم إغلاق السفارة الاسرائيلية وسافر السفير الى اسرائيل وربما بقي موظف واحد أو اثنين، وأيضا السفارة الأمريكية دعت الجميع للسفر إلى امريكا عدا العدد الضروري بالحد الأدنى. ولكننا طوال أحداث الثورة لم نلمس السفارة الأمريكية ولا تعرضنا للأمريكان بالقول!! في خطب ميدان التحرير.
هي دعوة إلى الحوار المجتمعي المفتوح:
هي في المرحلة الأولى دعوة للحوار المجتمعي المفتوح بين التيارات الثلاثة أو حتى بدون تصنيف فالتصنيف لا يشغلنا فليتحدث كل شخص عن نفسه حول ملامح مشروع الاستقلال والنهضة الحضارية والاقتصادية.
أما ما ذكرته عن الحوار المغلق بين عدد قليل فهذا في حالة استجابة السلطات وهذا غير متوقع في البداية.
تحت شعار الحوار المجتمعي من أجل الاستقلال والنهضة ليتحدث كل من يريد في الانترنت والفيس بوك والصحف إذا وافقت على النشر.
والمقصود هو البحث عن القواسم المشتركة بين العسكريين والاسلاميين والمدنيين.. ونحن نرى أن القواسم المشتركة كبيرة.. (ومرة أخرى لا يوجد تمسك بالتقسيم الثلاثي، فليتحاور الجميع مع الجميع) فكل وطني يريد استقلال البلاد ولن يختلف العسكري عن المدني عن الاسلامي أقصد الناس الطبيعية ولا أقصد المتصلين بجماعات المجتمع المدني الممولة من أمريكا ولا الاسلاميين المتصلين عضويا بأمريكا أو الكونجرس أو مجللس العموم البريطاني.
العسكري لن يشترك في الحوار بدون إذن من الدولة وهذا سيكون جيدا جداً في المرحلة الأولى.
العسكريون سيكون لهم وضع خاص لأنهم في السلطة وهؤلاء لا ىتحدثون في السياسة وإذا تحدثوا بإذن يكون في إطار سياسة الدولة، وبالتالي نحن لن لوم هؤلاء عن العلاقات مع أمريكا لأنها مسألة مؤسسية بدأت منذ 40 سنة وقد تنتهي إذا اتفقنا على ذلك في نهاية الحوار. العسكري المتقاعد سيكون له حرية الحركة.
سنقبل بذلك في البداية (بل أساساً لا يوجد إطار تنظيمي حتى نقبل أو نرفض ) أن يتحدث ويكتب المؤيدون لكامب ديفيد. بالعكس نحن نريد للأراء المتعارضة أن تتقابل وتعزز بعضها البعض فهذا مفيد للغاية إذا تم بشكل حضاري.
وبالتالي نحن لن نستعجل الفرز وسنواصل فتح وتفتيح الحوار بين الأطراف في الموضوعات التالية .. (المقصود ب "نحن" من سيتصدى للمشروع وليس كاتب السطور)
1) الآثار العسكرية لكامب ديفيد ومعاهدة السلام.
2) الآثار الاقتصادية لمعاهدة السلام وكامب ديفيد (التطبيع والمعونات).
3) مشروع التنمية الاقتصادية المستقلة- سنقدم ورقة في هذا الموضوع ان شاء الله.
4) العلاقات العربية بين السياسة والاقتصاد (السوق العربي المشترك)
5) دراسة الانضمام لمجموعة البريكس وتعزيز العلاقات الاستراتيجية مع روسيا والصين.
6) وقف الاعتماد على القروض والمنح خاصة من دول الغرب.
7) تطوير مشروع شعبي لتعميق العلاقات بين دول وادي النيل.
8) وضع أسس مبدئية في التعامل مع دول الجوار (جوار الوطن العربي) ايران- تركيا- أثيوبيا.
9) تنشيط مشروع الزكاة الذي يترأسه شيخ الأزهر.
10) كيف يحول التيار الاسلامي فكره إلى برنامج سياسي واضح يمكن مناقشته ورفضه أو قبوله مع تحديد موقف قاطع من الارهاب والعنف.
11) هل نواصل ما يسمى الاصلاح الاقتصادي وفقاً لبرنامج صندوق الدولي؟ وهل الدعم حقا هو مشكلة مصر الاقتصادية؟
12) هل سنواصل الخصخصة لما تبقى من القطاع العام؟
13) موقف اسلامي سياسي صحيح من تجارب داعش والقاعدة وضررها البالغ على الاسلام والعروبة، والرفض المطلق للعنف في الصراع السياسي بين المصريين.
14) نرجو أن يساهم أكبر عدد من كوادر الاخوان المسلمين في الحوار على أن تشغلهم قضية كيف نبني مصر المستقبل؟ ونعلم أن مكتب الارشاد سيرفض هذا الاقتراح ونحن ندعو لعدم الالتزام بهذا الرأي والمشاركة في الحوار بشكل شخصي ونحن نعلم أن التنظيم يمور بالحوارات فإلى متى تظل مكتومة.
هذه مجرد أمثلة سريعة.. لا يوجد إطار تنظيمي، ولا يوجد تحديد لموضوعات، الهدف هو الوصول لملامح مشروع نهضة استقلالي متفق عليه بين أغلب أفراد النخبة من مختلف التوجهات والحوار قد يقر بعض المشروعات القومية التي يقوم بها النظام فليس المقصود هو عمل مشروع مواز.
من أهم أهداف المشروع (الحوار) تفريغ حالة الاحتقان من البلاد والعودة إلى حالة الاسترخاء والدعة والهدوء. والكف عن تذكير فلان بما فعل يوم كذا والعكس بالعكس.
عندما تنتهي مباراة المصارعة اليابانية ينحني الفائز والمهزوم لبعضهم البعض، وفي الانتخابات يعترف المهزوم بفوز الفائز، وفي الثورات لماذا لا نعترف بالأمر الواقع ونفرض نوعا من الهدنة لإعادة التفكير والتقييم، خاصة أن الأطراف الرئيسية لم تكن صاحبة فكرة الثورة!!
أفضل كثيراً أن تمد الدولة يدها للاقتراح بدون اعلانات أو صخب.. افضل أن تكون فرصة لإبراز التواضع. كما تواضع السيسي لبائعة الشيبسي (وهذا جيد) هل يعيبه أن يتواضع لهذه الدعوة المجهولة؟!. فإذا أعلنت الدولة موافقتها على الفكرة سيظهر أشخاص معلومون كثيرون. أما أنا فلا أسعى للأضواء، وإذا بدأ الحوار بأي شكل سأنسل وأنسحب بهدوء في أي ركن ركين ولكني لن أكف عن إرسال رسائلي الفكرية. يعلم الله انني لست أستخفي من السلطات بهذا الاسم الأثير على قلبي (زرقاء اليمامة) التي استشهدت مقابل انها دافعت عن قومها، هدفه الأساسي هو البعد عن الأضواء.
**********
وتأكدوا أن ذلك ممكن بدون أي تنازل مبدئ من أي طرف عن فكره ومبادئه.
تصوروا مثلاً أنا الاسلامي لو كنت في البرازيل، ذهبت لأي سبب وحصلت على الجنسية، ماذا سأفعل سوى النضال من أجل انجاح اليساري لولا دي سيلفا في انتخابات الرئاسة!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.