الضربة التى قام بها الانقلاب ضد حزب الاستقلال، باعتقال الرئيس والأمين العام تعكس تخبطه، وتكشف عداءه للإسلام، فوجود قوى معارضة للانقلاب خارج السجون، ربما يوحى أنه ضد الإخوان، فحسب .. ولكنه هكذا يؤكد إصراره على تكميم أفواه الجميع. كما أن ضرب حزب الاستقلال الذى يملك مشروعا إسلاميًّا مخالفًا لرؤية الإخوان يؤكد أن الانقلاب ضد الإسلام ككل، وبكل تياراته بل إنه يخشى من نمو تيار إسلامى بديل. ونحن نرى أن الرد على هذه الهجمة التى بدأت بإغلاق جريدة الشعب دون مسوغ من قانون واستمرار اعتقال عدد من قيادات وأعضاء الحزب، يكون بدعوتنا للثوار الوطنيين والإسلاميين؛ للانضمام لحزب الاستقلال. إن حزبنا يطرح رؤية أساسية لتصحيح مسار الثورة بعدم الاقتصار على شعار "عودة الشرعية"، وهذا هو المحور "الديمقراطى" . ويرى أن يكون تطهير مصر من النفوذ الصهيونى الأمريكى، هو رأس الأهداف؛ لأن نظام مبارك كان هو أداة التنفيذ لهذا النفوذ. إن الطغمة العسكرية الحاكمة هى بالأساس وليدة فكر وثقافة "كامب ديفيد" و"العلاقات الخاصة مع أمريكا وإسرائيل"، كبديل لعلاقة مصر مع العرب والمسلمين، وهذا هو أساس خراب مصر، وأمريكا وراء سياسة رفع الدعم التى أدت إلى إشعال الأسعار، وهذه هى إرشادات صندوق النقد الدولى "أداة الهيمنة الصهيونية الأمريكية". ولقد تخبطت ثورة 25 يناير؛ لأنها لم تضع هذه الرؤية فى الحسبان وأمام الشعب. كما يدعو "الاستقلال" إلى مصادرة ونزع ثروات المفسدين والمجرمين من أركان نظام مبارك، واستخدامها فى تحقيق العدالة الاجتماعية، كما يدعو لفرض الزكاة؛ لإعادة توزيع الثروة.(الرؤية الإسلامية لحزب العمل وثيقة تشرح ذلك ).. بالإضافة إلى وثيقة العهد، اقرأها وحدد موقفك العملى. فبدون الانضمام الواسع ل "الاستقلال"، لن يتحقق هذا المشروع، ولن يتم تحرير مصر من التبعية الأجنبية. مشكلة الإخوان، أنها لم تقطع علاقاتها ب"كامب ديفيد" و"بالعلاقات مع الغرب"، وهذا قاد الثورة لطريق مسدود، وعلى خلاف ذلك نرى هذه الممارسة الرائعة لحماس فى تحدى طواغيت الأرض بهذا الأداء المُشَرِّف. وإذا لم تستجب جموع الشعب لدعوتنا، ستظل مصر ترسف فى أغلال أعداء الله (الحلف الصهيوالأمريكى + الانقلاب، كأداة منفذة). اللهمَّ إنَّا بلغنا .. اللهم فاشهد.