فى الوقت الذى انعقدت فيه القمة العربية بالأردن، والتى كانت يجب أن تجد حلولاً جذرية لوضع القضية الفلسطينية، ثم السورية واليبية واليمنية، وجدت نفسها فى طريق عداء ثورات الربيع العربى، التى حولها قمعهم ومساعدتهم للطغاة إلى حرب شعواء تأكل الأخضر واليابس، وقالوا أنها سبب أزمة الأمة، ولم يذكروا كلمة واحدة عن الكيان الصهيونى. دعا إلى استمرار الحوار بين دول المنطقة وإيران، لتحقيق الأمن والاستقرار. وقال أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، في كلمته أمام القمة العربية ال 28 في الأردن، إن "وهم ما يسمى الربيع العربي، أطاح بأمن واستقرار أشقاء لنا"، مشيراً إلى أن العالم العربي "يواجه تحديات جسيمة ومخاطر محدقة". وأضاف عن الوضع مع إيران التى شن الجميع هجومًا قويًا عليها كما لو كانت الكيان الصهيونى: "نؤكد في العلاقات مع إيران على الأسس المستقرة في العلاقات الدولية والقانون الدولي، والتي أساسها احترام سيادة الدول والامتناع عن التدخل في الشؤون الداخلية لها، واحترام متطلبات حسن الجوار". وتابع:"متطلعين الآن إلى استمرار المشاورات والحوار البناء بين دول المنطقة وبينها (طهران) لتحقيق الأمن والاستقرار فيها". وبشأن الوضع العربي العام، استطرد بالقول: "لقد أطاح وهم ما يسمى الربيع العربي بأمن واستقرار أشقاء لنا، وعطّل التنمية والبناء لديهم، وامتد بتداعياته السلبية ليشمل أجزاء عدة من وطننا العربي، لتتدهور الأوضاع الأمنية فيها وليعيش شعبها معاناة مريرة وتتضاعف معها جراح أمتنا". وأردف "وحتى نتمكن من تجاوز تلك الحقبة المظلمة من واقعنا العربي، فإننا مطالبون باستخلاص العبر مما حصل لنا، وأن نصحح العديد من مسارات عملنا تحصينا لمجتمعاتنا وتماسكا لجبهتنا الداخلية وتحقيقا لتطلعات شعوبنا المشروعة". وشدد "نحن مطالبون على مستوى آلية القمم العربية أن يكون التعامل وفق نهج مختلف عما درجنا عليه في السابق، ولتكن هذه القمة اليوم بداية لتحديد مسار جديد لنا نعمل من خلاله على التركيز على موضوعات محددة تمثل تشخيصا للمعوقات التي نواجهها". وأكد "أن الخلافات التي نعاني منها لن تقودنا إلا لمزيد من الفرقة في موقفنا وضعفا في تماسكنا، الأمر الذي يتوجب معه علينا العمل وبكل الجهد لأن نسمو فوق تلك الخلافات، وأن لا ندع مجالا لمن يحاول أن يتربص بأمتنا ويبقي على معاناتها ويشل قدراتها على تجاوز هذه الخلافات". وعن الأراضى المحتلة قال الصباح :"لا زالت إسرائيل تقف حائلا أمام إنجاح هذه المسيرة لتحقيق السلام الدائم والشامل وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية". ودعا المجتمع الدولي ولاسيما مجلس الأمن "للقيام بواجباته لإنهاء هذه المأساة التي هي أساس ما تعانيه المنطقة من توتر وعدم استقرار ". وانطلقت في منطقة البحر الميت الأردنية، اليوم الأربعاء، أعمال القمة العربية ال 28، والتي تبحث نحو 17 بنداً تبناها وزراء خارجية الدول العربية، في مقدمتها القضية الفلسطينية والأزمات في سوريا واليمن وليبيا، والتدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية لدول عربية، ومكافحة الإرهاب، إضافة إلى تطوير جامعة الدول العربية، التي تأسست عام 1945. ويستضيف الأردن القمة بدلا من اليمن، الذي اعتذر عن عدم استضافتها؛ نظرًا للأوضاع الأمنية والسياسية التي يعيشها منذ أكثر من عامين.