فى مشهد يزيد الوضع خجلاً، بعد أن كانت مصر تطارد اليهود وتلحق بهم الهزائم واحدة تلو الآخرى، عن طريق المقاومة أو محاولات الالتفاف العربى القومى، أصبحت الآن معبدًا يسجد فيه الجنرالات للوبى الصهيونى المتواجد فى أمريكا ويتحكم فى الكثير من مراكز الدعم والحكم هناك. فمنذ الأحد الماضى، ويزور القاهرة وفد اللجنة الأمريكية اليهودية، برئاسة داعم المستوطنات جون شابيرو، والتى التقى من خلالها قائد نظام العسكر، ورئيس وزرائه وخارجيته، وناقش معهما الرؤية اليهودية للأراضى المقدسة، وتعامل أمريكا مع مصر، خاصًة التلميحات الأخيرة التى قد تُفعل إلى واقع فى شهر يناير، والتى تقضى بوقف المساعدات العسكرية والمالية لمصر. وتأتي زيارة الوفد، بناء على دعوة رسمية من قبِل نظام العسكر، للمرة الثانية في أقل من عام ونصف العام، إذ التقى السيسي مع الوفد نفسه، يوم 6 يوليو عام 2015 بالقاهرة، بناء على دعوة مصرية كذلك، لكنه يستهدف هذه المرة، من خلال لقائه به، دعم التقارب مع الإدارة الأمريكية الجديدة، برئاسة دونالد ترامب، وفق بيان صادر من رئاسة النظام نفسها، عن الاجتماع، بالأخص بعد زيارة سامح شكرى الأخيرة التى فشلت فى اقناع الكفيل الأمريكى بإن مصر تحاب ما أسموه "الإرهاب". ويُعد لقاء السيسي مع الوفد هو اللقاء الرابع له، على الأقل، مع يهود أمريكيين في قرابة العام ونصف العام المنصرم، إذ التقى، بجانب لقائيه المشار إليهما، وفدا من رؤساء المنظمات الأمريكية اليهودية لدى زيارته إلى نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر 2016، كما التقى وفدا من رؤساء تلك المنظمات يوم 11 فبراير 2016 في القاهرة، بدعوة من السيسي كذلك. وتأتي زيارة وفد اللجنة الأمريكية اليهودية الحالية إلى مصر، بعد أيام من اختتام وزير الخارجية المصري سامح شكري، أطول زيارة له إلى الولاياتالمتحدة، استغرقت أسبوعين، بعد أن توجه إلى هناك، بتكليف من السيسي، حيث التقى بالوفد هناك، بجانب لقائه بالعديد من المسؤولين بإدارة ترامب، والإدارة الأمريكية الانتقالية، بهدف الحصول على مزيد من الدعم المادي والمعنوي للسيسي، ونظامه، لكنه فشل بشدة كما ذكرنا هنا وفى تقرير سابق. والتقى السيسي وفد اللجنة الأمريكية اليهودية، الاثنين، بحضور سامح شكري. وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة النظام، علاء يوسف، بأن السيسي أكد للوفد أن مصر تعتزم الاستمرار في التصدي الحاسم لما أسماه "الإرهاب" الذى تسبب فيه هو دون غيره. وأكد السيسي لأعضاء الوفد أيضا أنه يأتي على رأس التحديات التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط في المرحلة الحالية قضية الإرهاب التي تمثل خطرا حقيقيا، ليس فقط على مصر أو المنطقة، وإنما على المجتمع الدولي بأكمله. وتغاضى "السيسى" فى استنجاده باليهود بشيئين، وصف عدد من أعضاء الكونجرس لنظامه ب"الإرهاب"، والإرهاب الأكبر الذى يقوم به الاحتلال الصهيونى فى فلسطين، لكنه لن يستطيع التصريح بأى من ذلك فى الوقت الحالى، خاصًة أن اللجنة بأكملها يهودية داعمة بشدة للمستوطنات. وكان موقع "ميديل إيست آي" البريطاني؛ قد نشر تقريرا حول اللقاء الأول للسيسي باللجنة الأمريكية اليهودية، في يوليو 2015، قال فيه إن السيسي، التقى في مقر الرئاسة بالقاهرة، ممثلين عن اللجنة الأمريكية اليهودية التي تعرف بكونها المدافع الأول عن حقوق اليهود في العالم. وذكر الموقع أنه على الرغم من شح المعلومات المتعلقة بهذا اللقاء، فإن المعلومات الواردة تؤكد أن السيسي حذر خلاله من أن نتائج المواجهات بين تنظيم الدولة والجيش المصري في شمال سيناء ستنعكس بشكل سلبي على واقع منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا. وفي فبراير 2016 ذكر موقع "ميكور ريشون" العبرى أن السيسي التقى في القاهرة وفدا للمنظمات اليهودية الأمريكية، تزامنا مع لقاء وزير الخارجية المصري بكبير المنظمات اليهودية الأمريكية في واشنطن. وذكر "ميكور ريشون" أن اللقاء، الذي امتد ساعتين، بحث في موضوعات متعددة داخلية وأخرى دولية، مثل علاقات الولاياتالمتحدة والكيان الصهيونى، وعلاقات مصر والكيان الصهيونى، والتهديدات الإقليمية. ومن جهته، سخر الإعلامي المصري باسم يوسف على حسابه بموقع "تويتر"، من عدم اعتراض أحد على استقبال السيسي وفدا من رؤساء المنظمات الأمريكية اليهودية، في خلال تواجده بمدينة نيويورك، في سبتمبر 2016، من أجل حضور أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة. واستنكر يوسف في تعليقه "عدم تسجيل أي اعتراض من قبل اللجان التي دائما ما تتهم وتخون العديد من البشر"، بحسب قوله. وقال: "ما عنديش اعتراض والله، بس يا ترى نفس الألسنة واللجان اللي هارين البشر يمين وشمال بالاتهامات والتخوين حيسكتوا شوية؟ دولقتي ما يقدروش يتهموا حد إن فلان أو علان بيتشاور أو يتحاور معاهم". وتابع ساخرا: "أهو الكبير بتاعكم ما عندوش مشكلة، المهم إنهم أكيد حيلاقوا تخريجة من ناحية أنه دهاء سياسي وذكاء الثعلب وفطنة النعامة"، في إشارة منه إلى السيسي.