أثارت تصريحات الصحفي الإسرائيلي تسفيكا كلاين بأن عبد الفتاح السيسي وصف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأن يمتلك "قوى عظيمة، ويستطيع المضي قدما بالمنطقة والعالم" العديد من ردود الأفعال الغاضبة من كلمة السيسي، في الوقت الذي أكد فيه سياسيون أن السيسي يسعى للحصول على الدعم الدولي من خلال إسرائيل وأن بقاءه في الحكم يترتب على دعمهم له. وكان موقع القناة السابعة الإسرائيلية "عاروتس شيفع" نقل عن كلاين قوله إن تلك التصريحات أدلى بها السيسي لوفد ما يسمى ب"مؤتمر الرؤساء" الذي يضم قيادات منظمات أميركية يهودية خلال زيارة للقاهرة منذ أيام. السيسي: نتنياهو يمتلك قوى عظيمة ووفقا لعاروتس شيفع، فإن غرد كلاين، مراسل صحيفة ماكور ريشون العبرية، عبر حسابه على تويتر قائلا: "السيسي ذكر أن نتنياهو يمتلك قوى عظيمة لا تمكنه فحسب من قيادة بلاده، لكنه يستطيع المضي قدما بالمنطقة والعالم بأسره". والتقى السيسي الخميس الماضي ب40 من رؤساء منظمات أميركية يهودية بارزة، وناقشوا العلاقات الثنائية بين مصر والولاياتالمتحدة من جهة، وتل أبيب والقاهرة، من جهة أخرى، بالإضافة إلى المخاطر الإقليمية، لا سيما التي تشكلها "المنظمات الإرهابية"، وأنصارها، وكذلك الخطر القادم من إيران بعد توقيع "الاتفاق النووي، وفقا للتقرير؛ حيث تطرقت المناقشات أيضا إلى التطورات الإقليمية في سوريا وليبيا، وعملية السلام. ووصفت القيادات اليهودية المناقشات التي تخللت اللقاء الذي استغرق ساعتين ب"البناءة"، وعبروا عن إعجابهم بتحليلات السيسي فيما يتعلق بنطاق واسع من القضايا، بحسب "عاروتس شيفع". حملة إسرائيلية ضد نتنياهو وتبدو المفارقة، في أن كيل السيسي المديح لنتنياهو وتعبيره عن إعجابه بقدراته القيادية يأتي في الوقت الذي يتعرض فيه الأخير لحملة انتقادات حادة من قبل النخب الإسرائيلية التي اتهمته بالفشل والمسؤولية عن تفجير انتفاضة القدس، بسبب تطرف مواقفه السياسية وحرصه على مراعاة مصالحه السياسية ذات البعد الشخصي. وخلال الأسبوعين الماضيين، كتب كبار المعلقين الإسرائيلي بن كاسبيت، وناحوم برنيع، وران إيدليست، وألون بن دافيد، وغيرهم، مقالات اتهموا فيها نتنياهو بالمسؤولية عن توفير الظروف التي أفضت إلى اندلاع الانتفاضة. اتصالات السيسي ونتنياهو وتدلل الانطباعات ذات الطابع الشخصي للسيسي عن نتنياهو، على صحة ما ورد في التقرير الذي نشره الصحفي أمير تيفون في موقع "وللا" الإخباري بتاريخ 9 مارس 2015؛ حيث أكد فيه أن السيسي هو أكثر المسؤولين الأجانب الذين يتواصلون سرا عبر الهاتف مع نتنياهو. وأوضح "تيفون" في تقريره أن السيسي يتحدث خلال الاتصالات باللغة العربية، في حين يتحدث نتنياهو باللغة الإنجليزية، ويقوم مترجم بترجمة الكلام بينهما. السيسي حريصة على نظام السيسي ومن جانبه قال الدكتور أسامة رشدي القيادي بجماعة الإخوان أن إسرائيل حريصة علي عدم إحراج السيسي أمام الرأي العام المصري، ولكن هذه المنظمات لا تسيطر عليها إسرائيل. وأضاف "رشدي"، في تصريح خاص ل"رصد"، أن إسرائيل منذ بداية الانقلاب وهي لاعب رئيسي في العملية السياسية المصرية وإنجاح الانقلاب وأنها تري الانقلاب أفضل داعم لتحقيق أهداف إسرائيل في حصار غزة وتدمير الأنفاق وإغلاق معبر رفح في عمل إجرامي. وأوضح "رشدي" أن تصريح وزير البنية التحتية الإسرائيلي عن أمر مصر بإغراق الأنفاق أكبر دليل علي ذلك. السيسي يدرك فائدة إسرائيل وأكد "رشدي" أن السيسي يدرك جيدًا أن إسرائيل شبكة علاقات دولية ونجحت في ترتيب زيارات السيسي الخارجية والترويج للانقلاب، وهو ممتن لإسرائيل وللمنظمات الدولية التي تقوم بالدفاع عنه. إسرائيل لديها حريات ومن جانبه قال الناشط الحقوقي هيثم أبوخليل، أن النظام الإسرائيلي ديمقراطي للأسف.. ولديهم حرية معلومات..ولديهم جراءة وثقة في دعم رجالهم.. خاصة وأن الأنظمة العربية تدعمهم في ذلك. وأضاف "أبوخليل"، في تصريح خاص ل"رصد"، أن النظام الصهيوني لا يريد إحراج النظام المصري بمثل هذه التصريحات، لكن الديقراطية هناك تجعلهم لا يستطيعوا أحجاب المعلومات وأن الغضب السابق بسبب تصريحات وزير البنيه التحتية الإسرائيلية هو غضب مفتعل. وحول سبب تصريحات السيسي أكد "أبوخليل" أن إسرائيل ..هم الداعم الأول للانقلاب وبعدهم الإمارات، والسيسي يعلم جيدًا قدر الاستفادة من النظام الصهيوني في الترويج لنظامه. عدم شفافية وقال الكاتب الصحفي فهمي هويدي: إن الزيارة التي قام بها وفد المنظمات اليهودية الأمريكية للقاهرة لعبد الفتاح السيسي تثير علامات استفهام عديدة، خاصة أن هناك عدم شفافية في حقيقة هذه الزيارة، مؤكدًا أن هذه الزيارة هي خصم من رصيد مصر على المستويين العربي والإسلامي. وأضاف "هويدي" خلال مقاله بصحيفة "الشروق" اليوم الإثنين، أن الوفد المذكور يعبر عن "اللوبي" الصهيوني في الولاياتالمتحدة، المعادي للعرب على إطلاقهم خصوصًا الفلسطينيين منهم، وفي الوقت ذاته فإنه يمثل مركز القوة الداعم لليمين الإسرائيلي والواقف دائمًا في صف "الليكود" وكل قوى التطرف الصهيوني، وبالتالي فهو بمثابة خط الدفاع الأول لإسرائيل في واشنطن، وهو لا يمثل قوة ضغط على الإدارة الأمريكية فحسب، وإنما هو أيضًا يتحرى المصالح الإسرائيلية في كل نشاطاته الخارجية. المنظمات الأكثر حماسًا للدفاع عن السيسي وأوضح "هويدي" أن تلك المنظمات هي الأكثر حماسًا للدفاع عن عبدالفتاح السيسي، لا لشيء سوى أن إعلانه خوض الحرب ضد الإرهاب دفعه إلى تهدئة وتيرة الصراع ضد إسرائيل، على نحو فتح الباب لتأويلات عدة وقد حرصت تلك المنظمات على تثبيت أسوأ ما فيها على نحو يوحي بحدوث انقلاب في الموقف المصري يطوي صفحة الصراع الذي قادته القاهرة في دفاعها عن القضية الفلسطينية ويسقط التزامها بمقتضيات الدفاع عن الأمن القومي العربي، ومن ثم فإن الزيارة كانت تستهدف المصلحة الإسرائيلية أولاً وأخيرًا.
