"حماس" هو الاسم المختصر من الحروف الأولى ل"حركة المقاومة الإسلامية" وهي حركة مجاهدة أعلن عن تأسيسها الشيخ الشهيد "أحمد ياسين" ، وكان ذلك الإعلان في فلسطين بتاريخ 14 ديسمبر 1987. ولكن هذا التاريخ لا يعدو في الحقيقة سوى كونه تاريخ إعلان حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وإلا فإن هذه الحركة نشأت في فلسطين ووجدت قبل عام 1937 ، وذلك عندما بدأ الإخوان المسلمون الذين هم أصل حركة "حماس" والذين انبثقت عنهم. كونت الحركة المجاهدة ، بعض الشُعب لهم في القدس وحيفا، ودير الزور في سوريا، وقد كان النائب الشيخ صبري عابدين مندوبًا لشعبة القدس عام 1937 ، والشيخ محمود أفندي عزت النحلي مندوبًا لشعبة حيفا. ويعتبر اليوم 14 ديسمبر هو ذكري تأسيس حركه المقاومه الإسلاميه "حماس" والتي أعلن عن تأسيسها شيخ المجاهدين الشهيد "أحمد ياسين" ، لذا ، نرصد لكم من خلال هذا التقرير من هو القائد الشهيد. "ياسين" منذ البداية ولد "أحمد إسماعيل ياسين" في قرية تاريخية عريقة تسمى "جورة عسقلان" جنوب قطاع غزة ، في يونيو 1936 ، وهو العام الذي شهد أول ثورة مسلحة ضد النفوذ الصهيوني المتزايد داخل الأراضي الفلسطينية ، وقد مات والده وعمره لم يتجاوز خمس سنوات. التحق "الشهيد" بمدرسة "الجورة" الإبتدائية وواصل الدراسة بها حتى الصف الخامس الابتدائي ، حتى النكبة التي ألمت بفلسطين وشردت أهلها فلجأ مع أسرته إلى قطاع غزة بعد حرب العام 1948 وكان عمره آنذاك 12 عامًا، وعانت أسرة "الشهيد" كثيرا شأنها شأن معظم المهاجرين آنذاك وذاقت مرارة الفقر والجوع والحرمان ، فترك "الشهيد" الدراسة وذلك في عام 1949 ليعين أسرته المكونة من سبعة أفراد عن طريق العمل في أحد مطاعم الفول في غزة، ثم عاود الدراسة مرة أخرى 1950. وخرج "الشهيد" بدرس أثر في حياته الفكرية والسياسية بعد نكبه 1948 ، وهو أن الاعتماد على سواعد الفلسطينيين أنفسهم بعد الله عن طريق تسليح الشعب أجدى من الاعتماد على الغير ، سواءٌ كان هذا الغير الدول العربية المجاورة أو المجتمع الدولي. ويتحدث "ياسين" عن تلك الحقبة فيقول "لقد نزعت الجيوش العربية التي جاءت تحارب الكيان الصهيوني السلاح من أيدينا بحجة أنه لا ينبغي وجود قوة أخرى غير قوة الجيوش، فارتبط مصيرنا بها، ولما هزمت هزمنا، وراحت العصابات الصهيونية ترتكب المجازر والمذابح لترويع الآمنين، ولو كانت أسلحتنا بأيدينا لتغيرت مجريات الأحداث". "ياسين" يتعرض ل"الشلل" في السادسة عشرة من عمره تعرض "أحمد ياسين" لحادثة خطيرة أثرت في حياته كلها ، فقد أصيب بكسر في فقرات العنق أثناء لعبه مع بعض أقرانه عام 1952 ، ولم يخبر الشيخ أحمد ياسين أحدًا ولا حتى أسرته، بأنه أصيب أثناء مصارعة أحد رفاقه "عبد الله الخطيب" خوًفا من حدوث مشاكل عائلية بين أسرته وأسرة الخطيب، ولم يكشف عن ذلك إلا عام 1989. وبعد 45 يومًا من وضع رقبته داخل جبيرة من الجبس ، اتضح بعدها أنه سيعيش بقية عمره رهين الشلل الذي أصيب به في تلك الفترة. العسكر يعتقلون "ياسين" أثناء فترة الخمسينات والستينات كان المد القومي قد بلغ مداه فيما أعتقل "أحمد ياسين" من قبل النظام العسكري في مصر ، والذي كان يشرف على غزة في ذلك الوقت وتم اتهامه بالانتماء لجماعة الإخوان المسلمين ، وكانت مواهب أحمد ياسين الخطابية قد بدأت تظهر بقوة ومعها بدأ نجمه يلمع وسط دعاة غزة الأمر الذي لفت إليه أنظار المخابرات المصرية العاملة هناك فقررت عام 1965 اعتقاله ضمن حملة الاعتقالات التي شهدتها الساحة السياسية المصرية والتي استهدفت كل من سبق اعتقاله من جماعة الإخوان المسلمين عام 1954. وظل حبيس الزنزانة الانفرادية قرابة شهر ثم أفرج عنه بعد أن أثبتت التحقيقات عدم وجود علاقة تنظيمية بينه وبين الإخوان. وقد تركت فترة الاعتقال في نفسه آثاراً مهمة لخصها بقوله: "إنها عمقت في نفسي كراهية الظلم وأكدت فترة الاعتقال أن شرعية أي سلطة تقوم على العدل وإيمانها بحق الإنسان في الحياة بحرية". تاريخ طويل من مقاومه الاحتلال بعد هزيمة عام 1967 التي احتل فيها الكيان الصهيوني كل الأراضي الفلسطينية بما فيها قطاع غزة استمر "أحمد ياسين" في إلهاب مشاعر المصلين من فوق منبر مسجد العباس بحي الرمال الذي كان يخطب فيه لمقاومة المحتل الصهيوني ، وفي الوقت نفسه نشط في جمع التبرعات ومعاونة أسر الشهداء والمعتقلين. أزعج النشاط الدعوي ل"أحمد ياسين" سلطات الاحتلال فقامت في عام 1982 باعتقاله ووجهت إليه تهمة تشكيل تنظيم عسكري وحيازة الأسلحة والتحريض على إزالة الدولة العبرية من الوجود ، وقد حوكم "ياسين" أمام محكمة عسكرية أصدرت عليه حكماً بالسجن لمدة 13 عاماً ، لكنها عادت وأطلقت سراحه عام 1985 في إطار عملية لتبادل الأسرى بين الكيان الصهيوني والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بعد أن أمضى 11 شهراً في السجن . تأسيس "حماس" اجتمع سبعة من كوادر وكبار قادة العمل الدعوي الإسلامي العاملين في الساحة الفلسطينية وهم "احمد ياسين" ، و"إبراهيم اليازوري"، و"محمد شمعة" ، و"عبد الفتاح دخان" ، و"عبد العزيز الرنتيسي" ، و"عيسى النشار" ، "وصلاح شحادة"، وقد كان ل"حماس" دور هام في الانتفاضة الفلسطينية التي اندلعت آنذاك والتي اشتهرت بانتفاضة المساجد ومنذ ذلك الوقت وأحمد ياسين اعتبر الزعيم الروحي لتلك الحركة ، وكان تأسيس حركة "حماس" مع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية عام 1987 نقلة نوعية في حياة "أحمد ياسين" وفي تاريخ القضية الفلسطينية حيث قلبت الحركة المعادلة من خلال تنظيمها القوي ، ونجح "ياسين" في نشر فكرة الحركة الإسلامية في كافة أنحاء دول العالم من خلال مواقفه وإصراره على حقوق الشعب الفلسطيني في الوطن ولم الشتات حتى وصل الأمر بخروج العديد من القادة السياسيين وغيرهم عن صمتهم والإعراب عن إعجابهم ب"أحمد ياسين" وبطريقته في عرض القضية الفلسطينية وحقوق شعبه وهموم الناس. وعندما اندلعت "الانتفاضة" في قطاع غزة ، طلب بعض طلبة "أحمد ياسين" منه دخول المجال المسلح بدل الخط السياسي ، لم يكن "ياسين" يريد مواجهة الكيان الصهيوني عسكريا وكان يمنع هذا النوع من الأنشطة لأنه كان يعتبر أن أي مواجهة مع الاحتلال سيكون مكلفا. ولكنه غير من وجهة نظره بعد انطلاق الانتفاضة وتم البدء في توزيع مناشير تدعو للانضمام إلى صفوف الحركة ، كانت المناشير توقع باسم حركة المقاومة الإسلامية وكان هذا الاسم مجهولا في تلك الفترة. وبعد ذلك قرر الوسط الأمني للأحتلال الصهيوني بالقيام بعملية موسعة بين شهري يوليو وسبتمبر من عام 1988، فتم إيقاف 120 من قادة "حماس" ، أما "ياسين" ومع تصاعد أعمال الانتفاضة بدأت سلطات الاحتلال التفكير في وسيلة لإيقاف نشاط "ياسين" فقامت في أغسطس من عام 1988 بمداهمة منزله وتفتيشه وهددته بالنفي إلى لبنان ، وبعد هذه الحملة نجحت "حماس" في إعادة تنظيم صفوفها خلال أسابيع. فتم شن حملة عسكرية ثانية في شهر مايو من سنة 1989 وتم إيقاف "الشيخ ياسين" مع 260 ناشطا من حماس ولكن الاحتلال كان مدركًا أن الحركة كانت قادرة على إعادة تنظيم صفوفها مع تزايد وتيرة الانتفاضة. اعتقاله من جديد وتبادل أسري وفي 16 أكتوبر عام 1991 أصدرت إحدى المحاكم العسكرية حكمًا بسجنه مدى الحياة ، بعد أن وجهت ل"ياسين" لائحة اتهام تتضمن 9 بنود منها التحريض على اختطاف وقتل جنود الجيش الإسرائيلي ، وتأسيس حركة حماس بجهازيها العسكري والأمني ، وبقتل كل من يتعاون مع الجيش الصهيوني. وتم إطلاق سراحه عام 1997 في عملية استبدل بموجبها بعميلين إسرائيليين كانا قد حاولا اغتيال مسؤول حماس في عمان "خالد مشعل" ، وقد ذاع صيته أثناء وجوده في السجن كرمز للمقاومة الفلسطينية. وقبل إطلاق سراح "ياسين" حاولت حماس الإفراج عنه بشتى الوسائل ومنها ما حدث في 13 ديسمبر عام 1992 حيث قامت مجموعة فدائية من مقاتلي كتائب "عز الدين القسام" بخطف جندي صهيوني قرب القدس وعرضت المجموعة الإفراج عن الجندي مقابل الإفراج عن "أحمد ياسين" ومجموعة من المعتقلين في سجون الاحتلال بينهم مرضى ومسنين ومعتقلون عرب اختطفتهم قوات الاحتلال من لبنان ، إلا أن سلطات الاحتلال رفضت العرض ، وقامت بشن هجوم على مكان احتجاز الجندي مما أدى إلى مصرعه ومصرع قائد الوحدة المهاجمة ومقتل قائد مجموعة الفدائيين . وبعد ان خرج "أحمد ياسين" من المعتقل أعلن على مسامع العالم أجمع أن الجهاد لن يتوقف حتى تحرير كامل الأراضي الفلسطينية ، ولا تنازل عن حقٍ من حقوق الشعب الفلسطيني ، رافضاً بكل قوة كل المبادرات والوثائق والاتفاقات التي تؤدي إلى المساومة والتفريط في الأراضي الفلسطينية لصالح الصهاينة اليهود. محاولة الاغتيال قال الشهيد في آخر مقابلة تلفزيونية معه"إننا طلاب شهادة لسنا نحرص على هذه الحياة، هذه الحياة تافهة رخيصة، نحن نسعى إلى الحياة الأبدية" ، وبالفعل حقق "أحمد ياسين" أمنيته الكبرى في الانضمام إلى مواكب الشهداء ، ففي يوم 13 يونيو عام 2003 أعلنت قوات الاحتلال أن "أحمد ياسين" لا يتمتع بحصانة وأنه عُرضة لأي عمل عسكري. في 6 سبتمبر 2003 تعرض "أحمد ياسين" لمحاولة اغتيال حيث استهدفت مروحيات الاحتلال الصهيوني شقة في غزة كان يوجد بها "الشيخ" وكان يرافقه "إسماعيل هنية" ، سقطت القذيفة بعد لحظات من مغادرة "ياسين" و"هنية" المنزل ، أصيب ثلاثة فلسطينيين على الأقل بجراح في الهجوم ، أصاب الصاروخ شقة في عمارة سكنية من ثلاث طوابق مما أدى إلى تدميرها بشكل كامل ، إلا أن أحمد ياسين خرج منها سالماً رغم الدمار الهائل الذي لحق بالبيت. وقد خرج ياسين من هذه المحاولة أيضاً أشد إصراراً على مواصلة المسيرة الجهادية ، حيث لم تكن إصاباته إلا بجروح طفيفة في ذراعه الأيمن. استشهاده في يوم الاثنين الموافق 22 مارس عام 2004 ، قامت طائرات الاحتلال الصهيوني بإطلاق عدة صواريخ استهدفت الشهيد"أحمد ياسين" بينما كان عائداً من أداء صلاة الفجر في مسجد المجمع القريب من منزله في حي صبرا في غزة ، وكان ذلك بعملية أشرف عليها رئيس وزراء الاحتلال انذاك السفاح "أرئيل شارون" ، قامت مروحيات الأباتشي التابعة لجيش الاحتلال بإطلاق 3 صواريخ تجاه "ياسين" وهو في طريقه إلى سيارته مدفوعاً على كرسيه المتحرك ، فسقط "ياسين" شهيداً في لحظتها وجرح اثنان من أبنائه في العملية وقتل معه سبعه من مرافقيه ، وارتقت روحه إلى بارئها ومات كما كان يتمنى. والجدير بالذكر أن انجال الشيخ "ياسين" ومرافقوه قد توقعوا وفاته الطبيعية قبل حوالي يومين على اغتياله ، فقد سقط "ياسين" ليل السبت عن كرسيه المتحرك بعد إصابته بالتهاب رئوي حاد ، نجم عنه عجز عن الكلام وضيق شديد في التنفس وحشرجة وصفير في الصدر ، ونقل على الفور إلى مستشفى دار الشفاء، واخرج من المستشفى بعد العلاج رغم عدم تحسن صحته خوفاً على حياته بعد مشاهدة تحركات عسكرية صهيونيه نشطة.