تابع حزب العمل بقلق بالغ ما يجرى على الساحة الفلسطينية من تجاوز للثوابت الباقية على ساحة الكفاح الفلسطينى ، وتجرؤ قوى مشبوهة على المقدسات التى حافظت عليها الثورة الفلسطينية بكل فصائلها على مدى تاريخ الصراع مع العدو الصهيونى الغاصب ، وإذ يرى الحزب فى ما يحدث على الساحة الفلسطينية تهديدا حقيقيا وجادا ليس لمسار التحرر الفلسطينى فحسب ، ولكن لمجمل قوى المقاومة العربية للمشروع الأمريكى الصهيونى الغربى .. فإن حزبنا يؤكد على ما يلى : 1 أن ما يدور على الساحة الفلسطينية هو خطوة متقدمة من خطة الانسحاب الأمريكى الصهيونى من المواجهة المباشرة مع القوى المجاهدة ، بعد فشل هذه المواجهة فى العراق وأفغانستان ولبنان والصومال، والتحول إلى استراتيجية "الفوضى الخلاقة" التى اعتمدتها الإدارة الأمريكية كبديل ، عبر إثارة الصراعات العرقية والطائفية والمذهبية بين أبناء الوطن الواحد لخلق كانتونات ممزقة يسهل التحكم بها . 2 أن الدور الذى تلعبه رموز التعاون مع الصهاينة والأمريكيين وخطتهم المشبوهة ، يجب أن تتم محاصرته ومواجهته من داخل الفصيل المخترق ، وأن على التنظيمات والفصائل الفلسطينية جميعها أن تبدأ حصار الفتنة من الداخل . 3 أن خط التسوية السلمية فى ظل الخلل السائد فى موازين القوى والتراجع الرسمى العربى ، هو خط لا يمكن أن يفرز سوى المزيد من العملاء ، والصدامات والفرقة التى لا يستفيد منها سوى أعداء الأمة، وأنه قد آن الأوان لمراجعة هيكل منظمة التحرير الفلسطينية بحيث تصبح معبرا حقيقيا وصادقا عن الشعب الفلسطينى وتطلعاته وقواه الفاعلة . 4 أن سيل المبادرات العربية وغير العربية المتنافسة .. والتى من المتوقع أن تزداد فى المرحلة القادمة .. هو محاولة من النظام الرسمى العربى المنهار لخلق شرعية وطنية بات يفتقدها ، كما هو محاولة من جهة ثانية لمزيد من الإرباك للقوى المجاهدة على الساحة الفلسطينية لحصار خيار المقاومة ، وتسويق الخيار السلمى الذى فقد كل غطاء ، خاصة بعد الدور الذى لعبه هذا النظام الرسمى العربى فى حصار وتجويع الشعب الفلسطينى وحكومته المنتخبة تنفيذا للخطة الصهيو/أمريكية لإجهاض خيار المقاومة لدى الشعب الفلسطينى . وحزبنا يهيب بالأخوة الفلسطينيين فى فتح وحماس وكافة الفصائل ، أن يوقفوا فورا كافة أشكال المواجهات المسلحة بين أبناء الشعب الفلسطينى الواحد ، وأن تشكل قوة مشتركة من جميع الفصائل تقوم على هذه المهمة ، كما يلفت كل القوى المقاومة والوطنية على الساحة الفلسطينية وفى عموم الأمة أن لا تقع فى حالة الخلط التى يجمع فيها بين النقيضين " المقاوم والمستسلم " فى خطاب متساو ، كما يتمنى على الشرفاء فى فتح " وهم كثر " بأن يعملوا فى الداخل الفتحوى لمحاصرة رؤوس الفتنة وعزلها " وهم معروفون " ، فشهداء فتح والشعب الفلسطينى جميعا ينظرون إليكم من مقعد صدق عند عزيز مقتدر .. ونطالب، بحق دماء الشهداء من كل الشعوب العربية، كل من يحمل السلاح على الساحة الفلسطينية أن يوجهه وجهته الصحيحة ، ولا تأخذه عصبية قبلية أو تنظيمية إلى العمى ، الذى يسوق جماهير الفلسطينيين إليه عملاء يعملون ضمن مخطط الأعداء لتصفية ليس حماس ولا فتح وحدهما ، بل كل حقوق الشعب الفلسطينى ومقدساته التى ضحى من أجلها بأجيال من الشهداء وبأزكى الدماء. إن عدونا وعدوكم فى حالة هزيمة تتصاعد ، فلا تسمحوا للعملاء أن يحولوا هزيمة العدو إلى نصر مستخدمين فى ذلك سلاحكم ودمائكم الزكية.
إلى المصريين كل المصريون .. هبوا لإنقاذ الأقصى لقد استغل العدو الصهيونى الخلافات بين أبناء ساحة الجهاد الفلسطينى ، وهو ما حذرنا منه مرارا ، ليعتدى على أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ، ضمن مخططه الدائم لطمس الهوية العربية والإسلامية للتراب الفلسطينى المقدس، وهو يفعل ذلك مطمئنا لهزال مواقف الحكومات العربية، التى أدمنت السكوت على كل ما يرتكبه العدو الصهيونى من جرائم، وقد كان بالأمس القريب حصار كنيسة العذراء فى بيت لحم والاعتداء على قساوستها ومرتاديها، ولم يتحرك أحد اللهم إلا الشرفاء من أبناء الشعب الفلسطينى مسلمين ومسيحيين ، وجماهير الشعب العربى الحر بكل طوائفه ودياناته فى كل البلدان العربية والإسلامية، فالعدو الصهيونى لا يستهدف الأقصى وحده، بل كل ما هو عربى فى فلسطين، وحزبنا يربأ بالمصريين بكل انتماءاتهم وعقائدهم أن يقفوا مكتوفى الأيدى أمام العدوان على مقدسات الأمة كل الأمة، ويطالب الجماهير المصرية ( مسيحيين ومسلمين ) أن تهب للدفاع عن مقدسات الأمة ورموز تاريخها الزاهر، واثقين من قدرة الجماهير المصريه على الضغط على الموقف الرسمى المتخاذل أمام كل اعتداءات الصهاينة وليكن الأقصى عنوان الدرس الذى تلقنة الجماهير فى كل أقطار الأمة للصهاينة والمتصهينين من الحكام المتخاذلين والعملاء . ولتكن ثورة حتى يتحرر كامل التراب الفلسطينى من البحر إلى النهر ، ولتثقوا فيما وعد الله .. فوعد الله حق .. وما النصر إلا من عند الله . حزب العمل المصرى القاهرة فى الإثنين 17 من محرم 1428 هجرية 5/2/2007 ميلادية