واصلت الأجهزة الأمنية السورية أمس الاثنين حملتها في ريف دمشق وحمص (وسط) بينما أقرت الحكومة السورية مشروع قانون لتأسيس أحزاب سياسية تحت سيطرة حزب البعث. وأظهر فيديو أذيع على موقع (اليوتيوب) قيام السلطات السورية بقصف مئذنة جامع في باب سباع ، كما أظهر الفيديو تعرض البيوت لقصف عشوائي، ودهست الدبابات عدة سيارات واستعمل الشبيحة طريقة الطرق على أبواب البيوت بأرجلهم والهراوات لمجرد إخافة سكانها وهو ما أكده أكثر من مقطع فيديو. وتتعرض باب سباع خصوصًا ومدينة حمص عمومًا لحملة عسكرية منذ 15 يوم راح ضحيتها العشرات واعتقل المئات بحسب حقوقيين. وقال نشطون سوريون إن المحتجين سيكثفون المظاهرات المطالبة بتنحي الرئيس بشار الأسد في شهر رمضان للاستفادة من زيادة التجمعات في المساجد أثناء الشهر. وقال عمار القربي نشط حقوق الانسان والنشط السياسي السوري لوكالة (رويترز) إن المحتجين يخططون لتنظيم مظاهرات أضخم بكثير في رمضان لان الناس يسهرون حتى وقت متأخر من الليل أثناء الشهر ويزيد اقبال الناس على المساجد. ويبدأ شهر رمضان في أول أغسطس . ومن المتوقع خروج احتجاجات أضخم ليلا حيث ينزل السوريون الى الشوارع بعد صلاة العشاء. ولزمت السلطات السورية الصمت حتى الان بشأن احتمال تنظيم مزيد من الاحتجاجات خلال شهر الصوم. وقال مقيم في دمشق لوكالة (رويترز) إن وجود الشرطة حول المساجد تزايد في الآونة الأخيرة ومن المتوقع ان يزداد خلال شهر رمضان. وقال محمد وهو طالب يدرس القانون عمره 26 عاما يشارك في المظاهرات كل يوم جمعة وهو اليوم الذي أصبح الفرصة الرئيسية لتجمع المحتجين (كل يوم في رمضان سيكون مثل يوم الجمعة يوما بعد يوم). وأضاف (كل يوم في رمضان سنشهد احتجاجات صغيرة اثناء النهار واعتصامات ضخمة أثناء الليل. أننا نجهز لدفعة كبيرة في رمضان حتى يخرج الناس الى الشوارع). ويأمل النشطون والسكان المناهضون للأسد أن يكون رمضان عاملا مساعدا لتشجيع الحركة المطالبة بالديمقراطية التي بدأت في مارس آذار. وقال دبلوماسي غربي في دمشق لرويترز (رمضان يغير اللعبة). لكن بعض السوريين قالوا إنهم يخشون من أن يشهد رمضان تصعيدا في ردود الفعل العنيفة من جانب الحكومة التي ستعتبر احتجاجات رمضان تهديدا أكبر لحكم الأسد. ورد الأسد على المظاهرات بمزيج من استخدام القوة والوعود بإجراء إصلاحات. ومنح الجنسية لعشرات الآلاف من الأكراد ورفع حالة الطوارئ وأفرج عن مئات السجناء ودعا إلى حوار وطني. لكنه في نفس الوقت أرسل قواته ودباباته إلى عدة مدن وبلدات لسحق الاحتجاجات وتم اعتقال الآلاف. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان الاثنين إن -قوات الأمن قامت باعتقال تسعة موظفين من أهالي الحجر الأسود (ريف دمشق) وعدة عمال في صحنايا (ريف دمشق)-. وأورد المرصد لائحة بأسماء المعتقلين. وأشار المرصد إلى أن (تظاهرة خرجت بحي الحجر الأسود في دمشق من جامع الرحمن باتجاه شارع الثورة تطالب بإسقاط النظام ردا على حملة الاعتقالات التي نفذتها الأجهزة الأمنية). وأضاف المرصد أن (الأجهزة الأمنية اعتقلت نحو 26 شخصا من حي جوبر في دمشق بينما كانوا عائدين من عزاء إلى بيوتهم). وشهد السبت حملة اعتقالات في أحياء ركن الدين والقابون والقدم في العاصمة دمشق. وفي حمص (وسط) التي تشهد منذ أسبوع انتشارا لقوات الجيش وحملات أمنية (قطعت الاتصالات الأرضية والخليوية صباح الاثنين عن حيي الخالدية والبياضة وانتشرت دبابات في كل أحياء المدينة الرئيسية التي خلت من المارة)، بحسب المرصد. كما أشار المرصد إلى (دخول عدد من سيارات الأمن إلى حي الإنشاءات وتمركز الدبابات في حي باب السباع وباب الدريب والخالدية وأول حي القصور وشارع الستين في البياضة). وكان اكثر من خمسين شخصا قتلوا في مدينة حمص وسط البلاد خلال الأسبوع الماضي بحسب الناشطين الذين يتهمون النظام بزرع الفتنة الطائفية بين أطياف المدينة. وأكد المرصد أن (الأجهزة الأمنية السورية نفذت حملة مداهمات واعتقالات في حي ركن الدين في دمشق) مشيرا إلى (انتشار أمني كثيف في الحي). وأضاف (انتشر المئات من عناصر الأمن مدججين بالسلاح ويقومون الآن بتمشيط المنطقة) لافتا إلى أن الانتشار كان في (حارات وانلي والكيكية وبالقرب من مشفى ابن النفيس). وذكر رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان عمار قربي لوكالة (فرانس برس) أن (الانتهاكات اليومية الواسعة التي تمارسها السلطة السورية بحق المواطنين لا تفرق بين طفل وبالغ او بين مريض وعاجز). وأشار قربي إلى (اعتقال طفل يدعى نعيم فضل -سبعة أعوام- منذ ثلاثة ايام في مدينة درعا -جنوب-) معقل حركة الاحتجاج. كما لفت إلى -استمرار اعتقال الطفل احمد ابازيد (13 عاما) منذ بداية اذار/مارس- مشيرا إلى أنه (كان بين أطفال درعا الذين كتبوا على الجدران +الشعب يريد اسقاط النظام+ في بداية اذار –مارس- وسبب اعتقالهم وتعذيبهم نقمة الاهالي). وأكد قربي أن (احمد لم يخرج إلى الآن رغم خروج جميع رفاقه من السجن) معربا عن قلقه بشأن –مصيره-. وقام عناصر الأمن باعتقال عضو اتحاد الكتاب العرب محمد جمال طحان (53 سنة) في حلب واستاذ كلية الشريعة بدمشق احمد الطعان وبطل الملاكمة محمود عبد القادر، بحسب قربي. وفي هذا السياق، (نظم اكثر من 300 محام اعتصاما داخل قاعة المحامين في القصر العدلي في دمشق للمطالبة بالافراج عن المحامين المعتقلين ومعتقلي الرأي في السجون والمعتقلات السورية)، بحسب مدير المرصد. وكانت الحكومة السورية أقرت مشروع قانون يرعى تأسيس الأحزاب وينظم عملها ويبقيها تحت سيطرة حزب البعث. وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) إن هذه الخطوة جاءت (في إطار ترجمة توجهات برنامج الإصلاح السياسي وبهدف إغناء الحياة السياسية وتنشيطها والمشاركة في مسؤولياتها وتداول السلطة). وأوضحت الوكالة أن (مشروع القانون يتضمن الأهداف والمبادئ الأساسية الناظمة لعمل الأحزاب وشروط وإجراءات تأسيسها وترخيصها والأحكام المتعلقة بموارد الأحزاب وتمويل نشاطاتها وحقوقها وواجباتها). ويطالب المعارضون السوريون بتعدد الأحزاب في سورية حيث العديد من الأحزاب غير مرخص لها في حين أن غالبية الأحزاب المرخصة موالية للنظام او تدور في فلكه. وبحسب الدستور السوري فان حزب البعث الحاكم منذ 1963 هو (قائد الدولة والمجتمع). وكانت السلطات السورية أقرت سلسلة إجراءات لتهدئة حركة الاحتجاج غير المسبوقة شملت خصوصا إصدار الرئيس بشار الأسد مرسوما يقضي بإلغاء العمل بحالة الطوارئ المعمول بها في البلاد منذ 1963. كما اصدر الأسد عفوا عاما عن جميع المعتقلين السياسيين، وتشكيل هيئة (للحوار الوطني) ولجنة لوضع قانون جديد للصحافة.