" نسبة الأمريكيين الذين يساورهم القلق من الإرهاب ارتفع إلى المستويات التي كان عليها في الأسابيع التي تلت هجمات ال 11 من سبتمبر 2001.” هذا ما خلصت إليه دراسة مسحية أجرتها شبكة " سي بي إس نيوز" وصحيفة " نيويورك تايمز" الأمريكيتين والتي أظهرت أن حوالي 9 من بين كل 10 أشخاص أمريكيين- ما يعادل نسبته 79% قياسا ب 78% في أواخر سبتمبر 2001- قد ذكروا أنه " من المحتمل جدا وقوع هجوم إرهابي في الشهور القليلة المقبلة.” وانخفض الرقم بوجه عام إبان فترة حكم الرئيس الأمريكي الأسبق جورج دبليو بوش الابن لكنه عاود الزيادة في نوفمبر الماضي، حيث قال 44% ممن شملهم المسح إنهم يعتقدون إن هجوما محتملا " جدا" سيقع في الولاياتالمتحدةالأمريكية. وأوضح المسح الذي نشرت نتائجه صحيفة " ذا هيل" الأمريكية المعنية بتغطية أخبار الكونجرس أن حوالي واحد من بين كل 5 أمريكيين – ما يعادل نسبته 19%- يرى أن الإرهاب هو التهديد الأكبر الذي يواجه البلاد في أعقاب تفجيرات باريس وحادث إطلاق النار الذي استهدف مركزًا لإعادة تأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة بمدينة سان بيرناندينو في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، قياسا ب أربعة أشخاص فقط قبل شهر. وأشار المسح إلى أن الزيادة في قلق الأمريكيين إزاء الأمن القومي لبلادهم يُنظر إليه على أنه عامل دعم للمرشح الجمهوري دونالد ترامب الذي يتربع على عرش المرشحين الجمهوريين في الانتخابات الرئاسية المقبلة بنسبة 35%، يليه السيناتور تيد كروز عن ولاية تكساس بنسبة 16%. وذكر 7 من بين 10 من الجمهوريين الذين شاركوا في المسح أنهم على ثقة تامة في قدرات ترامب على مواجهة التهديدات الإرهابية المحتملة التي تُحاك بالبلاد، قياسا بأي مرشح رئاسي أخر عن الحزب الجمهوري، حسب مصر العربية. ومن بين الديمقراطيين، قال 78% ممن شملهم المسح إنهم واثقون في قدرات مرشحتهم هيلاري كلينتون على إدارة ملف الإرهاب، على الرغم من أن عددا قليلا منهم قد ذكروا أنهم " واثقون جدا" من ذلك، بنسبة 35% قياسا ب 40% لصالح ترامب. مسح " سي بي إس نيوز" و " نيويورك تايمز" اشتمل على 1.275 شخصا بالغا، من بينهم 431 من أنصار الحزب الجمهوري و384 من نظرائهم من الحزب الديمقراطي، وتم إجرائه خلال الفترة من ال 4-8 من ديسمبر الجاري عبر الهواتف الأرضية والخلوية. وكان دونالد ترامب الساعي للفوز بترشيح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأمريكية، قد طالب بحظر دخول المسلمين للولايات المتحدة بعد أيام من إطلاق النار الدامي في كاليفورنيا، حسب مصر العربية. ودعا ترامب إلى وقف "كامل وكلي" لدخول المسلمين الولاياتالمتحدة، قائلا "ليس لدينا أي خيار آخر. وانتقد البيت الأبيض تصريحات المرشح الجمهوري واصفا إياها بأنها "لا تعبر عن الولاياتالمتحدة". وأضاف بيان صدر عن البيت الأبيض أن تلك التصريحات تتعارض مع القيم الأمريكية وتشكل تهديدا للأمن القومي. وقال جوش أرنست الناطق باسم البيت الأبيض إن ترامب "يسعى للاستفادة من الجوانب المظلمة واستغلال مواقف الناس من أجل شحذ التأييد لجملته الانتخابية." وتمثل بعض المقترحات المعادية للمهاجرين إلى الولاياتالمتحدة أحدى دعائم حملة ترامب، إذ تدعو الحملة إلى بناء حائط على الحدود المكسيكية مع الولاياتالمتحدة لمنع تسلل من تصفهم بأنهم "مغتصبون" و"مدمني مخدرات". وبدأ دونالد ترامب في التركيز على المسلمين الموجودين في الولاياتالمتحدة، أمريكيين وغير أمريكيين، منذ هجمات باريس الدامية التي تعرضت لها العاصمة الفرنسية منذ أسابيع قليلة، داعيا إلى مراقبة المساجد وإنشاء قاعدة بيانات لتسجيل المسلمين. وارتفعت حدة الخطاب المعادي للمسلمين الذي تتبناه حملة ترامب الأسبوع الماضي بعد أن نفذ زوجان مسلمان هجوما بالاسلحة النارية في ولاية كاليفورنيا الأسبوع الماضي، يعتقد أنهما من المتشددين.