حذرت مشيرة خطاب، وزيرة الأسرة والسكان، من الارتفاع الخطير فى معدلات الطلاق، وأكدت الوزيرة أنه يقضى على كيان الأسرة المصرية، وقد يتسبب فى انهيار المجتمع، ويحتاج من المجتمع إلى وقفة مع النفس، وشددت على ضرورة صدور قانون للأسرة "ملزم" ولا يميز بين الرجل والمرأة، ويحقق المصلحة الفضلى للطرف الأضعف وهو "الطفل". وقالت مشيرة خطاب، خلال دورة تدريبية حول إدارة الأزمات والكوارث والجرائم المستحدثة، نظمها المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية، إن الحدة والعنف أصبحا ظاهرة أثناء تناول قضايا الحضانة والرؤية، مضيفة أنه تنتج عنهما خسارة لجميع أطراف الأسرة، ويورثان العداء والعنف داخل المجتمع، وأشارت الوزيرة إلى أن المجتمع "مازال غير مقدر للآثار المدمرة للعنف داخل الأسرة بأكملها بما فى ذلك مرتكبو العنف أنفسهم"، مدللة على ذلك بما تشهده حالياً من ارتفاع معدلات العنف فى الشارع والمدارس وجميع مناحى الحياة، مما أفرز للمجتمع ظواهر تضعف من قوامه مثل أطفال الشوارع.
ونوهت إلى أنه مازال هناك إغفال للجوانب السلبية للضرب، مما ترتب عليه أن العنف الأسرى فى مصر، والدول العربية أصبح ظاهرة خطيرة، مغلفة بسرية تمنع إنقاذ الضحايا، وتصحيح تصرفات الجانى الذى يعانى أكثر من الضحية، وقالت إن وزارة الأسرة والسكان أنشأت أهم آليات حماية الطفل، وهى خط نجدة الطفل 16000، مشيرة إلى أنه تلقى منذ إطلاقه فى عام 2005، مليوناً و800 ألف مكالمة، منها 80 ألف بلاغ، وأوضحت "قانون الطفل رقم 126 لسنة 2008 وضع نظاماً جديداً لحماية الأطفال، وركز على التأهيل والإصلاح والإدماج".
وأثنت الوزيرة على الدور المحورى والفعال للإعلام فى مساندة القضايا التى تتبناها الوزارة، لافتة إلى أن هناك شراكة قوية وتشابكاً بين الوزارة والإعلام، والذى ظهر جلياً، خاصة فى التوعية بخطورة ختان الإناث وتعبئة الرأى العام لدعم تعديلات قانون الطفل، مما أحدث نقلة نوعية فى المجتمع المصرى.
تدهور منظومة القيم من ناحية أخرى، حذر الدكتور سمير نعيم أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس من خطورة سيطرة رجال الأعمال علي الاقتصاد القومي وربطه بالرأسمالية العالمية علي حساب مصالح واحتياجات المصريين .
مضيفا بأنهم مارسوا زعزعة القيم الايجابية وعملوا علي إزاحتها من خلال سيطرتهم علي التعليم والإعلام مما أدي لشيوع نماذج من الفساد غير المعهود في مصر وتركيز الثروة والنفوذ في يد قلة علي حساب إفقار غالبية الشعب المصري .
جاء ذلك خلال محاضرته التي القاها يوم الاثنين في " مركز بحوث الشرق الاوسط والدراسات المستقبلية " بجامعة عين شمس وشارك فيها نخبة من اساتذة الجامعات والاعلاميين والباحثين المهتمين.
واشار نعيم إلي أن هناك تردي وتراجع للقيم الايجابية لدي الكثير من المصريين خاصة في الآونة الأخيرة وان هذا ادي لشيوع قيم اللامبالاة والاستهلاك والفهلوة والكسب السريع علي حساب قيم الإنتاج وإتقان العمل والادخار .
ولفت الانتباه إلي إنه في مجال القيم المتعلقة بالزواج علي سبيل المثال حدثت تغييرات سلبية فبعد أن كان الاهتمام بأخلاق العريس ومؤهلاته العلمية اخذ الناس يهتمون بمدي غني العريس ومظهره.
وهل يمتلك سيارة أم لا ونوعية الملابس التي يرتديها وهو ما يشكل تدهورا في منظومة القيم الحاكمة لسلوكيات الناس في هذا المجال الحيوي .
وقال إن التوسع في إنشاء المدارس الأجنبية في مصر ومدارس اللغات يشكل خطرا علي هوية وانتماء أبناءنا فهي تدرس تاريخ مصر بشكل غير صحيح علي حساب تجميل صورة الغرب وتاريخه الاستعماري في أذهان الطلاب المصريين.
وارجع هذا التراجع في منظومة القيم المصرية إلي سياسة الانفتاح "السداح مداح" التي مكنت قلة من رجال الأعمال من الهيمنة علي البلد وتفضيل المشاريع الاستهلاكية علي المشروعات الإنتاجية الحقيقية التي تضيف لاقتصادنا وتوفر الوظائف وتقلل من الاستيراد .
لذلك، يضيف، وجدنا في مجلس الشعب نماذج من النواب تسيء لمصر وشعبها من نواب للقروض إلي نواب المخدرات والموبايلات إلي أن وصلنا لنواب الاستيلاء علي قرارات العلاج علي نفقة الدولة وهو ما يؤكد غياب القدوة الحسنة والتدهور الشديد في القيم.
وشدد علي أن التعليم والإعلام هما الطريق نحو تغيير القيم ودعم الايجابي منها واستبعاد السلبي ولابد من توفر القدوة الصالحة وإبرازها إعلاميا ليقتدي بها الشباب.
ومن جانبه طالب الدكتور رضا العدل العميد الأسبق لكلية التجارة جامعة عين شمس بضرورة الاهتمام بغرس القيم الايجابية في نفوس النشء لان منظومة القيم الصحية تمثل رأس المال الاجتماعي للوطن والذي بدونه تنهار التنمية.
وشدد علي ان العبث بهذه المنظومة والتخلي عنها كما هو حاصل الآن يمثل كارثة قومية اخطر من إحراق مصر من شمالها إلي جنوبها .
لافتا إلي أن أجدادنا تركوا لنا منظومة من القيم الدينية والأخلاقية كفيلة بتحقيق النهوض الحضاري المنشود ولكننا تهاونا في الحفاظ عليها وتدعيمها في ظل سيطرة رأس المال الخاص علي المنظومة الإعلامية والتربوية مما ساهم في تفشي ظاهرة الغش في المدارس والدروس الخصوصية فكيف نتقدم وطلابنا ينجحون بالغش ؟؟
ومن جانبه أشار الدكتور جمال شقرة رئيس مركز بحوث الشرق الأوسط والدراسات المستقبلية بجامعة عين شمس ان التدهور الموجود في القيم لدي المصريين ينذر بمخاطر كبيرة علي تماسك الشعب المصري وقدرته علي التقدم العلمي والتقني وهو مايدعونا لسرعة العمل علي تدارك هذا الوضع بحلول عاجلة واستراتيجيات تشارف في تفيذها كل الجهات المعنية .
ونبه إلي ان من اخطر الظواهر تداول لغة عامية بين الشباب لاعلاقة لها باللغة العربية مشيرا إلي ان العولمة او الأمركة هي فخ يراد لنا ان نقع فيه بزعم إننا نعيش في قرية كونية واحدة وانخدع بها البعض منا وفقد هويته وأصبحت له قيم وانتماءات أخري تتعارض مع الهوية العربية الإسلامية.