أعربت كوريا الشمالية السبت عن استعدادها لاستئناف جهود نزع الأسلحة النووية في شبه الجزيرة الكورية، عبر استئناف المحادثات السداسية حول برنامجها النووي، كما حذرت من تعرضها لمزيد من الاستفزاز. جاء ذلك في تقرير أوردته وكالة الأنباء المركزية بكوريا الشمالية بعد ساعات من إدانة مجلس الأمن إغراق سفينة حربية كورية جنوبية، دون أن يدين المجلس كوريا الشمالية بشكل مباشر.
ونقلت الوكالة عن متحدث رسمي باسم الخارجية الكورية الشمالية أن بلاده ستبذل جهودا دؤوبة للتوصل إلى اتفاق سلام ونزع السلاح النووي عبر المحادثات السداسية، التي تقوم على أساس متكافئ.
ويشارك في المحادثات السداسية الكوريتان والصين واليابان وروسيا والولايات المتحدة.
ويذكر أن كوريا الشمالية أعربت مرارا عن رغبتها في استئناف المفاوضات النووية المتوقفة منذ أبريل عام 2009، إلا أنها لم تبد حتى الآن موافقة صريحة على ذلك وتطالب بإلغاء العقوبات التي فرضها مجلس الأمن بحقها قبل العودة إلى مائدة المفاوضات.
وجاء في بيان الخارجية أن بيونج يانج علمت ببيان الإدانة الذي أصدره مجلس الأمن الجمعة، والذي دعا إلى تسوية المشكلات في شبه الجزيرة الكورية عبر الحوار المباشر والمفاوضات.
وأضاف بيان الخارجية إن بيان مجلس الأمن ظل بدون حكم صحيح أو نتائج.
وكان مجلس الأمن أدان الجمعة بالإجماع في نيويورك الهجوم الذي تسبب في غرق سفينة تابعة لكوريا الجنوبية في مارس الماضي، مما أسفر عن مقتل 46 بحارا.
وأشار بيان الخارجية في بيونج يانج إلى أن كوريا الشمالية أحيطت علما بقلق كبير بأن تحقيقا دوليا في كوريا الجنوبية يحمل جارتها الشمالية مسئولية إغراق السفينة.
وحذر البيان من أنه في حال استمرار القوى المعادية في استفزاز بيونج يانج، لن تستطيع هذه القوى الفرار من الرد القوي (من قبل كوريا الشمالية) أو تحاشي مسئولية التصعيد الناجم في الموقف.
وكانت قد اعتبرت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون الجمعة أن إدانة الأممالمتحدة للهجوم الذي أدى إلى غرق بارجة كورية جنوبية تشكل تحذيرا إلى كوريا الشمالية من أي موقف استفزازي.
وأعلنت كلينتون أيضا انها ستتوجه إلى كوريا الجنوبية هذا الشهر لإجراء محادثات مع حلفائها في كوريا الجنوبية.
وقالت الوزيرة الأمريكية إن إدانة الاممالمتحدة تشكل رسالة واضحة مفادها أن موقفا استفزازيا وغير مسؤول كهذا يشكل تهديدا للسلام والامن في المنطقة ولن يكون مقبولا.
وأكدت في بيان أن الهجمات ضد جمهورية كوريا غير مقبولة، مستخدمة التسمية الرسمية لكوريا الجنوبية.
وأعرب البيت الأبيض عن رأي مماثل، مشددا في بيان على أن إدانة الاممالمتحدة تأتي بعدما فرض مجلس الأمن الدولي العام الماضي عقوبات على كوريا الشمالية اثر اطلاقها صواريخ.
وقال البيت الابيض إن بيان مجلس الأمن يزيد العزلة الدولية لكوريا الشمالية فيما لا يزال المجتمع الدولي واضحا حيال كلفة موقف استفزازي تتخذه كوريا الشمالية.
وبدوره، قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية مارك تونر، انه بيان قوي والرسالة الموجهة إلى كوريا الشمالية واضحة، موضحا انه يظهر إدانة بالاجماع للهجوم ويضفي طابعا شرعيا على خلاصات مجموعة قامت بالتحقيق لجهة مسؤولية كوريا الشمالية.
وتابع المتحدث: نريد أن تقر كوريا الشمالية وتتحمل مسئولية أعمالها.
وفي باريس، أكدت وزارة الخارجية الفرنسية أن بلادها تدعو مجددا كوريا الشمالية إلى الامتناع عن أي خطوة من شأنها زيادة التوتر في شبه الجزيرة الكورية.
وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو في بيان إن فرنسا ترحب بإصدار مجلس الأمن الدولي بيانا رئاسيا يدين الهجوم على البارجة الكورية الجنوبية شيونان. لقد نددنا بشدة بهذا الهجوم وشددنا على انه لا يمكن أن يبقى من دون رد من المجتمع الدولي.
ودعت باريس كوريا الشمالية للعودة إلى طريق المفاوضات السداسية (بين الكوريتين والصين والولايات المتحدة وروسيا واليابان) والحوار بين الكوريتين والشرعية الدولية.
وكانت كوريا الجنوبية أحالت حادث غرق بارجتها الذي وقع في 26 مارس وادى الى مقتل 46 بحارا كوريا جنوبيا على مجلس الأمن.