أبدى الأمين العام لجامعة الدول العربية، عمرو موسى، قلقه البالغ إزاء التصعيد الصهيونى في الأراضي المحتلة، بعد أيام من إطلاق المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والصهيونى، بدعم من الدول الأعضاء بلجنة المتابعة العربية. وجاء ذلك بعد يوم شهد مواجهات دامية، بالإضافة إلى قيام المقاتلات الصهيونية بشن غارات جوية على جنوبي قطاع غزة، مما أسفر عن سقوط شهيدين على الأقل من الجانب الفلسطيني، بالإضافة إصابة ثلاثة آخرين.
وقال موسى إلى الصحفيين عقب لقائه الرئيس المصري، حسني مبارك، بالقاهرة أمس السبت، إن "الأسلوب الذي تتبعه السياسة الإسرائيلية لا يبشر بخير، في الوقت الذي يتطلع فيه الفلسطينيون لإحراز تقدم على صعيد المفاوضات غير المباشرة مع الجانب الإسرائيلى".
وأضاف ردًا على سؤال حول رؤيته لإمكانية نجاح المفاوضات بين الفلسطينيين والصهاينة "علينا الانتظار لحين انتهاء المهلة، التي حددتها الجامعة العربية، أربعة أشهر، للانتهاء من هذه المفاوضات، وبيان نتائجها".
المعاهدة النووية وجدد موسى المطالبة العربية للدولة الصهيونية بضرورة الانضمام لمعاهدة منع الانتشار النووي، ووضع منشآتها النووية تحت الرقابة الدولية، وأكد أن "الموقف العربي يطالب الآن بالانتقال إلى الجوانب التنفيذية لما تم الاتفاق عليه"، مشيرًا إلى أن "هناك حديث حول مؤتمر دولي بهذا الخصوص، وليس الوضع متعلق بإيران، ولكن بإسرائيل أيضًا".
وتقود مصر محاولات لإقناع الولاياتالمتحدة الحليف الأكبر للدولة الصهيونية بجعل منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار، في وقت لا تزال فيه تل أبيب ترفض الانضمام إلى الاتفاقية وتعتمد سياسة الغموض حول ترسانتها النووية، فيما تشير تقديرات إلى أنها تمتلك عشرات الرؤوس النووية.
وقال موسى إن هناك مؤتمرات لمراجعة معاهدة الانتشار النووي تعقد كل خمس سنوات، منذ عام 1995، مشيرًا إلى أنه "منذ اجتماع عام 95 نجحنا في إدراج الموقف في الشرق الأوسط، وطرح إقامة منطقة خالية من الأسلحة النووية، وضم جميع دول المنطقة إلى معاهدة منع الانتشار النووي".
وتابع قائلاً "لقد نجحنا في أن يُشار إلى وضع إسرائيل بالذات، فيما يتعلق بالتزاماتها بموضوعات نزع السلاح، والوضع النووي الإقليمي، والأمن الإقليمي، الذي يتهدده أي برنامج نووي في الشرق الأوسط".
دعم عربى للبنان! وحول الجهود العربية لدعم لبنان ضد التهديدات الصهيونية، قال موسى إنه التقى رئيس الحكومة اللبناني، سعد الحريري، الخميس الماضي، وأوضح أنه اطلع على الموقف اللبناني، كما أطلع الحريري على "الدور العربي الداعم للبنان تماماً"، مشيراً إلى أن اللقاء الذي جرى السبت بين الرئيس مبارك والحريري "يأتي في هذا الإطار".
من جهة أخرى لم يحسم موسى مسألة بقائه أمينًا عامًا للجامعة العربية بعد عام 2011، وقال إنه يجرى حاليًا بعض الترتيبات للتوصل إلى قرار نهائي في هذا الشأن، خاصةً وأن هناك وقتًا متاحاً لمناقشته.
وحول الموقف العربي من الأحداث الأخيرة في السودان، قال موسى "هناك تحرك قادم من الجامعة العربية، حيث سيتم خلال أيام عقد اجتماع في الدوحة، للمبادرة العربية الأفريقية المشتركة، بحضور ممثلين عن الجامعة العربية والاتحاد الأفريقي والإخوة في قطر".
وترفض حركة "العدل والمساواة" استئناف المفاوضات التي كانت قد علقت المشاركة فيها إثر اتهامات للقوات السودانية بعمليات قتل في دارفور، وعلى إثر ذلك طلبت الخرطوم من الشرطة الدولية "الانتربول" اعتقال زعيم الحركة خليل إبراهيم.