في ظل تصعيد صهيوني غير مسبوق ضد المقدسات وضد الشعب الفلسطيني؛ قرر وزراء خارجية الدول العربية، اللذين عقدوا اجتماعا على مدى يومين في القاهرة، منح غطاء للسلطة الفلسطينية ورئيسها، المنتهية ولايته، محمود عباس، لإجراء مفاوضات غير مباشرة مع الكيان الصهيوني. وقال عمرو موسى، الأمين العام لجامعة الدول العربية، الذي تلا البيان الختامي لاجتماع لجنة المتابعة العربية لوزراء الخارجية العرب "إن الجميع مقتنع بأن المسار التفاوضي تحت الظروف الحالية أصبح غير مجدي، وأن إسرائيل بإجراءاتها المستمرة بالمساس بالقدس والمسجد الأقصى وفي الخليل وإقامة المستوطنات في الضفة، أمر أصبح ينبئ، بل ويؤكد، أن كل مسارات التفاوض مع إسرائيل غير منتجة".
وأضاف "رأينا مجتمعين على أن إسرائيل غير مؤهلة ولا مستعدة لمفاوضات حقيقية تؤدي إلى حل. وأن المفاوضات المباشرة تتطلب وقفا كاملا للاستيطان في كافة أراضي 67 بما فيها القدس".
ويتابع موسى قراءة البيان الختامي ويقول "المباحثات غير المباشرة المقترحة من جانب واشنطن لن تثمر في ظل الإجراءات الإسرائيلية، ورغم عدم الاقتناع بجدية إسرائيل بتحقيق السلام العادل؛ ترى اللجنة كمحاولة أخيرة إعطاء الفرصة للمباحثات غير المباشرة وتسهيلاً لدور الولاياتالمتحدة أن لا تكون مفتوحة للنهاية ووضع حد زمني لا يتجاوز 4 شهور".
وشدد البيان الختامي على أن في حال فشل المباحثات غير المباشرة واستمرار الممارسات الصهيونية، ستقوم الدول العربية بالدعوة لعقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن".
من جانبه؛ قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم، عقب انتهاء موسى من إلقاء البيان الختامي، إنه لم يكن هناك إجماع على البيان الختامي، مشيراً إلى أن "مثل هذا التفويض للسلطة ليس من اختصاص لجنة مبادرة السلام العربية التي وجدت أصلا للترويج لمبادرة السلام وليس لإعطاء غطاء".
حماس ترفض من جانبها، استهجنت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" قرار لجنة متابعة المبادرة العربية للسلام، الذي منح السلطة الفلسطينية في رام الله الغطاء لاستئناف المفاوضات غير المباشرة مع الاحتلال الصهيوني مدةَ أربعة أشهر، في ظل التصعيد الصهيوني ضد المقدسات.
وقال مصدر مسئول في تصريح مكتوب صادر عن المكتب الإعلامي ل "حماس" الأربعاء (3-3) "إننا نستهجن قرار لجنة المتابعة، ونعدُّه غطاءً يمنح الاحتلال الفرصة لمواصلة عمليات الاستيطان ومخططات التهويد، في ظل غطرسة نتنياهو وحكومته المتطرفة، وتمسكه برؤيته للسلام المزعوم، القائمة على أساس القدس عاصمة للاحتلال، ورفضه عودة اللاجئين، واشتراطه الإقرار بيهودية الدولة.. وفي ظل تراجع الإدارة الأمريكية تجاه موضوع الاستيطان".
وأشار المصدر إلى أن "سعي رئاسة السلطة لأخذ غطاء عربي يبرر موقفها بالذهاب للمفاوضات في ظل تواصل الاستيطان الصهيوني؛ يُعدّ رضوخاً جديداً للشروط الأمريكية التي ربطت استمرار المساعدات للسلطة باستئناف المفاوضات".
وأكدت حركة "حماس" رفضها استئناف المفاوضات المباشرة وغير المباشرة مع العدو الصهيوني، "الذي أثبت للجميع أنه غير معني إلا بالعدوان وتكريس الاحتلال ومصادرة الأراضي ومواصلة الاستيطان وتهويد القدس، والإمعان في عمليات القتل والاعتقال في الضفة، ومضاعفته لجريمة الحصار على قطاع غزة".
وختم المصدر المسؤول تصريحه بالقول "إننا في حركة حماس نعتبر المفاوضات المزمع عقدها جولة جديدة من العبث بحقوق وثوابت الشعب الفلسطيني، وإضاعة لمزيد من الوقت.. فما لم تنجزه المفاوضات العبثية خلال ثمانية عشر عاماً لن تنجزه في أربعة أشهر، وهي لا تمثل شعبنا ولا تلزمه بشيء".