فى الوقت الذى انتهت فيه جولة المبعوث الأمريكى للشرق الأوسط جورج ميتشل، دون تحقيق نتائج تذكر خلال محادثاته مع الصهاينة بشأن الاستيطان، كشفت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية أن الرئيس الفلسطينى محمود عباس «أبومازن» قدم تنازلات كبيرة وغير متوقعة لتل أبيب فيما يتعلق بقضية الحدود، وهو ما نفته مصادر فى السلطة الفلسطينية. وكشفت الصحيفة أن «أبومازن» قدم تنازلات كبيرة وغير متوقعة فى قضية الحدود لرئيس الوزراء الصهيونى بنيامين نتنياهو خلال لقائه جورج ميتشل مؤخرا، ونقلت الصحيفة عن مصادر خاصة - إن عباس أبدى خلال لقائه ميتشل مرونة واستعدادًا لتقديم تنازلات كبيرة فى قضية الحدود، أكبر من تلك التى قدمها خلال المفاوضات مع رئيس الوزراء الصهيونى السابق إيهود أولمرت.
ونقلت الصحيفة عن مصادر رفضت كشف هويتها قولها إن سلطة «رام الله» قدمت لميتشل عرضًا مفاجئًا وفيه تنازلات كبيرة فى قضية الحدود، وغير متوقعة لأمريكا والدولة الصهيونية، وأنها على استعداد لتقديم عرض لنتنياهو شبيه بالعرض الذى قدمته خلال المفاوضات خلال عهد أولمرت، والذى ينص على ضم 1.9% من أراضى الضفة إلى الدولة الصهيونية فى إطار تبادل الأراضى، وتحصل بموجبه السلطة فى المقابل على مساحة مشابهة من أراضى الدولة الصهيونية، علمًا بأن الكتل «الاستيطانية» الكبيرة بنيّت على 1.3% من أراضى الضفة، حسب السلطة الفلسطينية.
وقالت الصحيفة إن السلطة أبدت استعدادها لمضاعفة مساحة تبادل الأراضى، لتصل إلى 3.8% من أراضى الضفة، فيما طالب أولمرت فى المفاوضات الأخيرة بضم 6.5%. وأضافت أن العرض الفلسطينى كان بمثابة مفاجأة للمبعوث الأمريكى، لكنه قوبل بالشك لدى الإدارة الأمريكية وتل أبيب.
وفى المقابل، نفى رئيس دائرة شئون المفاوضات فى منظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، ما ذكرته الصحيفة بتقديم عروض فلسطينية للصهاينة، وقال إن «هذه التقارير مزعجة وعارية من الصحة ولا أساس لها، ولا هم لها سوى إلحاق الضرر بالمصالح الفلسطينية».
وأضاف أن «هناك تفاهماً رسمياً مع ميتشل يقضى بأنه هو الذى يصدر البيانات الرسمية التى تعقب كل جولة من جولات المحادثات بالنيابة عن الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى".
وبدوره، استبعد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، عباس زكى، التوصل إلى اتفاق فلسطينى - صهيونى فى ظل الحكومة اليمينية المتطرفة، ولكنه أبقى الباب مفتوحاً أمام «العودة للقرار الدولى رقم 181 ولكل أشكال النضال بما فيها الكفاح المسلح، إذا فشلت المفاوضات بسبب التعنت الإسرائيلى».
وأكد أن الجانب الفلسطينى لن «يمرحل» قضايا الحل النهائى مرة آخرى إلى مرحلتين، ولن يقبل بالحدود المؤقتة.
وفى غضون ذلك، ذكر تقرير دولى صادر عن مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية فى الأراضى الفلسطينية المحتلة «أوتشا» إن الدولة الصهيونية هدمت 65 مبنى يمتلكها الفلسطينيون فى المنطقة (ج)، مما أدى إلى تهجير 125 شخصاً، من بينهم 47 طفلا. بينما تظاهر عشرات الفلسطينيين والنشطاء الأجانب فى الضفة والقدس ضد الاستيطان والجدار العازل ووقعت اشتباكات بين الجانبين اعتقلت خلالها شرطة الاحتلال عدداً من المتظاهرين.
ومن جهة أخرى، وصل وفد أمريكى يضم 7 أشخاص من الأكاديميين لقطاع غزة عبر منفذ رفح البرى للقاء قيادات حماس «فى إطار مهمة تقريب وجهات النظر بين الفصائل الفلسطينية وتحقيق مصالحة وطنية بين الأطياف الفلسطينية»، كما سيصل وفد آخر تابع للبرلمان الأوروبى للقطاع لمتابعة الأوضاع الإنسانية، بينما أعلن مصدر طبى فلسطينى أنه جرى انتشال جثتى شابين قتلهما الجيش الصهيونى أمس الأول قرب الشريط الفاصل بين قطاع غزة والدولة الصهيونية.