أنهى المبعوث الأمريكى للشرق الأوسط جورج ميتشل ورئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو محادثات استمرت لأكثر من ساعتين أمس، دون أى علامة على التوصل لاتفاق لتجميد الاستيطان، وهو أمر حيوى لاستئناف محادثات إحلال السلام بالشرق الأوسط. ورغم أن مكتب نتنياهو وصف المحادثات ب«الجيدة»، يبدو من غير المرجح ورود أنباء عن نجاح أو فشل مهمة ميتشل الحالية قبل أن يلتقى ميتشل ونتنياهو مجدداً اليوم، وحينها يمكن أن يطلع المبعوث الأمريكى رئيس الوزراء الإسرائيلى على نتيجة محادثاته مع الرئيس الفلسطينى محمود عباس «أبومازن». وتأمل واشنطن أن يمهد مثل هذا الاتفاق الطريق أمام استضافة الرئيس الأمريكى باراك أوباما قمة ثلاثية تضم نتنياهو والرئيس الفلسطينى محمود عباس «أبومازن» على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة المقررة فى نيويورك الأسبوع المقبل، لإعادة إطلاق مفاوضات السلام المتعثرة. وفى مستهل الاجتماع، صرح ميتشل للصحفيين قائلاً: «نتمنى أن نتم هذه المرحلة من مباحثاتنا مبكراً والمضى قدماً فى سعينا المشترك للتوصل إلى سلام شامل فى المنطقة»، معرباً عن أمله فى التوصل لاتفاق. كان نتنياهو قد شدد فى كلمته أمام لجنة برلمانية، أنه لن يقبل بالمطلب الأمريكى بتجميد كامل للبناء فى المستوطنات الإسرائيلية فى الضفة الغربية، وأكد أنه أبلغ واشنطن أنه سيمضى فى إقامة 2500 وحدة سكنية بدأ العمل فيها بالفعل، إضافة إلى 450 وحدة جديدة، وبحسب إذاعة الجيش الإسرائيلى، فإن نتنياهو غير مستعد سوى «لخفض محدود» لعدد الوحدات السكنية قيد الإنشاء بالضفة الغربية. وفى المقابل، اعتبر صائب عريقات، رئيس دائرة شؤون المفاوضات فى منظمة التحرير الفلسطينية، أن تصريحات نتنياهو عن استمرار الاستيطان فى القدس والضفة الغربية، «وصفة لتدمير جهود السلام»، وأكد عريقات فى بيان قبل اجتماع أبومازن مع ميتشل خلال ساعات فى رام الله - أن إسرائيل مصممة على رفض وقف الاستيطان، إلا أنه تابع قائلاً: «ننتظر ماذا سيخرج عن نتائج لقاء ميتشل مع نتنياهو». وفى غضون ذلك، كشفت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية أن الرئيس الإسرائيلى شيمون بيريز التقى سراً بعريقات الأسبوع الماضى، فى مسعى لتمهيد الطريق أمام اللقاء الثلاثى فى نيويورك، وأوضحت الصحيفة أن اللقاء الذى جرى فى القدسالمحتلة استمر لساعتين، وشدد بيريز خلاله على ضرورة بذل كل جهد ممكن لتمهيد الطريق لاستئناف المفاوضات قبل نهاية الشهر الجارى. وفى تلك الأثناء، أعرب رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة المنتهية ولايته ميجيل ديسكوتو بروكمان، أمس الأول، عن خيبة أمله حيال تقاعس الدول الكبرى ذات النفوذ فى المنظمة الدولية عن بذل الجهود لحل الصراع فى الشرق الأوسط، وتحسين مستوى معيشة الفلسطينيين فى قطاع غزة. وقال بروكمان فيكلمته الأخيرة أمام الجمعية العامة: «أكثر ما خيب آمالى العام الحالى، هو الوضع الفلسطينى.. أردت أن أساعد الفلسطينيين، غير أن أولئك الذين كان من المفترض أن يكونوا الأكثر اهتماماً بهذه القضية، رفضوا تقديم الدعم لأسباب تتعلق بالحذر لم أستطع فهمها» وقال بروكمان، قبيل تسليمه رئاسة الجمعية العامة لهذا العام إلى الدبلوماسى الليبى على التريكى، إنه رأى أن ما أبداه مجلس الأمن الدولى من «سلبية ولامبالاة على ما يبدو»، تجاه الحصار الإسرائيلى على غزة فى العامين الماضيين أمر «شائن».