حمل كلام وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط مضامين ورسائل عديدة بقوله "إن موضوع صواريخ السكود كذبة كبيرة وتدعو الى الضحك. ومن يعرف هذا الصاروخ يعلم انه لا يمكن اخفاؤه ولا يمكن تسريبه وهو يحتاج الى الكثير من الاعداد والتجهيز". ونفى ابو الغيط في خلال زيارته الى بيروت حيث التقى رئيسي مجلس النواب نبيه بري والحكومة سعد الحريري ووزير الخارجية علي الشامي "ان يكون حمل الى لبنان اي تهديد اسرائيلي باعتبار اننا لا ننقل رسائل الى شقيق عربي من طرف عدو". ولفت كلام ابو الغيط انتباه مختلف القوى السياسية الداخلية وخصوصا انه جاء متزامناً مع التهديدات الصهيونية ضد سورية ولبنان، وهو بالتالي سيمهد الطريق لاستئناف الجهود لعقد قمة عربية ثلاثية في شرم الشيخ بين الرئيسين المصري والسوري والملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز. وذكرت اوساط سياسية "ان كلام ابو الغيط يعكس الانزعاج المصري من المواقف الامريكية، لان مصر تحملت الكثير من الانتقادات العربية جراء مواقفها في حرب غزة واقفال المعابر، ورغم ذلك فإنها لم تحصد من الامريكيين الا الانتقادات بالاضافة الى (تحريك) العديد من الشخصيات المصرية ضد النظام المصري، يقابل ذلك تعنّت اسرائيل في رفض اي تسوية والاستمرار ببناء المستوطنات". ولاحظت الاوساط "أن موقف ابو الغيط يشير الى قرار مصري باعادة التموضع عربياً، وان كلامه سيعبّد الطريق امام هذه التحولات، حيث بحث ابو الغيط مع المسئولين اللبنانيين بشأن اتخاذ موقف عربي موحد في قمة الاتحاد من اجل المتوسط التي تعقد في برشلونة في الاول من يونيو في ظل انحياز بعض الدول الاوروبية للموقف الاسرائيلي الذي سعى الى شطب عبارة الاراضي المحتلة من قبل اسرائيل في مشروع الاستراتيجية حول الماء". ولم يخف أبو الغيط في الوقت نفسه أن لبنان يمر حاليا في ظل "ظروف حساسة"، معربا في مستهل زيارته لبيروت أنها تأتي للتعبير عن دعم مصر واهتمامها بالشأن اللبناني خصوصا في هذه الظروف، مع تأكيده أنه لا يعتزم لقاء أي من مسئولي "حزب الله". ولفت أبو الغيط الانتباه إلى كون ملف خلية الحزب في مصر أمام القضاء وقال "أعتقد أن المحكمة ستقرر بشأنه بعد يومين". وفى حين شدد على "وقوف مصر مع كلا الشعبين اللبناني والسوري في مواجهة التهديدات الإسرائيلية"، قال أبو الغيط ردا على سؤال أنه لم يتقرر أي موعد لعقد قمة مصرية - سورية التي ما زالت تحتاج إلى مزيد من التحضير، مستطردا بالقول: "لكن الرئيس الأسد مرحب به دائما في مصر". وبموازاة الموقف المصري، توقف نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم عند "نوعين من التهديدات على لبنان"، وقال "النوع الأول هو التهديدات الإسرائيلية بالحرب على لبنان، ولم نقتنع يوماً أن تهديدات إسرائيل مهمة بالنسبة إلينا، سواء أكانت جدية أو غير جدية، فكيف وهي بهدف صرف الأنظار عن الأسلحة النووية في داخل إسرائيل، وعن المشاكل التي يعيشها المجتمع الإسرائيلي، وعن القلق والخوف على المصير، وهم يناقشون جدوى وجود الكيان الإسرائيلي إذا كان كياناً غير آمن بينما هم جمَّعوا اليهود من العالم على قاعدة أن يعيشوا في كيان آمن، وهم لم يستطيعوا ولن يستطيعوا. من هنا، هذه التهديدات الفارغة من المحتوى والأثر تراجعت عنها إسرائيل، لم يكن التراجع عن التهديدات الإسرائيلية مكرمة، ولكن تبيَّن أن التهديدات الإسرائيلية ضد لبنان تحولت إلى تهديدات إسرائيلية ضد المجتمع الصهيوني، في داخل إسرائيل، خافوا من التهديدات ضد لبنان، لأنهم يعلمون ماذا يعني أن تواجه إسرائيل حزب الله، وماذا يعني أن يكون هناك احتكاك بين مقاومين شرفاء أصحاب أرض وبين مغتصبين محتلِّين أصحاب مجازر، وقد تبيَّن أن هذه التهديدات أخافت المجتمع الإسرائيلي فأرادوا رفعها من التداول، لأن آثارها انعكست على إسرائيل ولم تنعكس على لبنان، لأننا بصراحة كنا نسمع تلك التهديدات وكنا نتساءل لماذا يفعلون هذا؟". واضاف الشيخ قاسم "النوع الثاني من التهديدات هو التسريب الإعلامي الأمريكي عبر صحيفة خليجية بوجود أسلحة سكود بين سورية ولبنان، وهذا التسريب الأمريكي أراد أن يُحدث ملهاة في منطقتنا، لينصرف الناس عن الفشل الأمريكي المتكرر في كل أمر يتدخلون فيه، اليوم بنظرة شاملة للعالم نجد أن أمريكا فشلت في أفغانستان وفي العراق، وفي التسوية في فلسطين وفي الضغط على إيران وسورية، وفي محاولة فرض الوصاية على لبنان وأمور أخرى كثيرة، فأمريكا متعثرة في المنطقة وهي تريد من حين لآخر أن تصرف النظر عن عثراتها وأخطائها بالحديث عن قضايا يناقشها الناس وتملأ الإعلام، وهذا لن ينطلي علينا، وإضافة لذلك ما علاقة أمريكا إذا كنا نتسلح أو لا نتسلح؟ ومن الذي يحدّد لنا كمية وقدرة السلاح؟ هذا أمر يعنينا فنحن ندافع عن أرضنا وعن كرامتنا، ولا نأخذ الكرامة منهم، عندما تسلَّطت أمريكا على منطقتنا حرمتنا من خصوصياتنا واستقلالنا وسيادتنا، وعندما بزغ فجر المقاومة استعدنا الكثير من هذه الأمور". واشار الى انه "قرأ تصريحات فيلتمان حول الخبر الأمريكي عبر الصحافة الخليجية، يعني ليس الموضوع اليقيني والمؤكد، فحتى الخبر غير مؤكد لديهم، يقول فيلتمان بأنه قلق وان اللبنانيين قلقون من تسلح حزب الله، نسأل من وضعك يا فيلتمان وصياً على لبنان ومن قال إننا نهتم لقلقك؟ وهل تعلم أن اللبنانيين اليوم أكثر راحة من أي وقت مضى لأنك خرجت ومن معك من لبنان، ولم تكن للوصاية أي فعل في ساحتنا، وبزغ فجر الجيش والشعب والمقاومة ليتصدى للمشاريع الأمريكية الإسرائيلية، هم يريدون إحداث فتنة في لبنان. الحمد لله اللبنانيون مرتاحون في لبنان، بدليل أنهم يخوضون الانتخابات البلدية بشكل طبيعي، ويتاجرون ويسهرون، وهذا ببركة المقاومة التي أخرجت إسرائيل من لبنان، وببركة إخراج الوصاية الأمريكية من السيطرة. أنا أقدر الآلام التي يعيشها فيلتمان لأنه فشل خلال خمس سنوات من أن يحول لبنان إلى مزرعة أمريكية، فرأى لبنان حصناً مقاوماً أبياً في مواجهة إسرائيل ومن وراء إسرائيل. أما الغيظ الذي أصابه من اللقاء الثلاثي في دمشق بين الرئيسين الأسد ونجاد والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله حفظه الله، فهو تحدث عن قلق كبير من هذا المشهد، الحمد لله سمعنا ما قاله فلتمان أنه قلق من هذا اللقاء الثلاثي، وهذا يعني أن اللقاء كان إيجابياً ومجدياً ونافعاً".