انتقلت إلى رحمة الله السيدة محاسن حنفي زوجة الراحل والمجاهد إبراهيم شكري مؤسس، ورئيس حزب العمل السابق. وستشيع الجنازة عصر اليوم الخميس من مسجد السيدة نفيسة بالقاهرة.. وإنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله. ويتقدم رئيس حزب العمل المستشار محفوظ عزام، وقيادات وأعضاء الحزب بخالص العزاء داعين الله عز وجل أن يتغمد الفقيدة برحمته وأن يدخلها فسيح جناته. وقد شاركت الفقيدة إبراهيم شكري فترات حياته المختلفة بحلوها ومرها، وكافحت معه في نضاله من أجل الوطن حتى وافاه الأجل، ومعروف أن إبراهيم محمود شكرى (1916 - 2008)، هو مؤسس ورئيس حزب العمل السابق، ووزير سابق بالحكومة المصرية، ويعتبر إبراهيم شكري من رواد حركة الإصلاح الزراعي في مصر. وهو من السياسيين المصريين أصحاب الأدوار المشهودة في الحياة السياسية خلال عهديها الملكي والجمهوري. وتجاوبا منه مع معاناة الفلاحين الفقراء اقترح وهو نائب في البرلمان عام 1949 توزيع أراضي الأثرياء على الفلاحين ، وتحديد الملكية ب50 فدان ، وعلى هذا الأساس كان من أشد المدافعين عن برنامج الإصلاح الزراعي الذي قادته ثورة 23 يوليو في هذا الاتجاه. وقبيل اندلاع ثورة يوليو عام 1952 حُكِم عليه بالسجن 7 أشهر بتهمة "تحبيذ العيب في الذات الملكية"، لكنه خرج من السجن بعد عدة أسابيع في 27 يوليو إثر قيام الثورة. وخلافا لمناهضته للاحتلال ، دخل إبراهيم شكري الحياة السياسية كمعارض من باب حركة مصر الفتاة في صحبة زعيم الحركة أحمد حسين قبل الثورة. وفي عام 1972 اختاره الرئيس المصري الراحل أنور السادات محافظا للوادي الجديد ، ثم رئيسا للجنة الزراعة في مجلس الشعب ، حتى تولى حقيبة وزارة الزراعة التي استقال منها في عام 1978؛ احتجاجا على دخول مصر في مفاوضات سلام مع إسرائيل ، ليعود مجددا إلى العمل الحزبي مؤسسا لحزب العمل المصري ، والذي تحول للاتجاه الإسلامي في الثمانينيات. يعد ابراهيم شكري من السياسيين الذين تركوا بصمات كبيرة علي ساحة العمل السياسي في مصر، انخرط في العمل السياسي منذ الثلاثينيات وحتي قبيل وفاتة، لقد ناهض الاستعمار الانجليزي حيث أطلق عليه الرصاص عام 1934 أثناء مظاهرة علي كوبري عباس استشهد فيها عدد من القيادات الطلابية. وواصل النضال من خلال حركة مصر الفتاة قبل الثورة. وتوهج منذ الخمسينات وحتي نهاية التسعينات. تم تعيينه محافظا للوادي الجديد في عام 1972 ثم أختاره الرئيس المصري الراحل أنور السادات في 1978 وزيرا للزراعة ولم يستمر طويلا في منصبه، اذ استقال من الوزراة وانتقل للعمل السياسي مع انشاء الأحزاب حيث أسس حزب العمل المصري وخاض به المعارك السياسية الي ان تم تجميد الحزب في مايو 2000 حيث توقف عن العمل السياسي فيما عدا الظهور في بعض المناسبات المتفرقة. كان شكري سياسيا صلبا وبسبب مواقفه سجنه الملك فاروق قبيل الثورة بتهمة العيب في الذات الملكية وعندما وصل الضباط الاحرار الي الحكم اخرجوه من السجن، واستقبله محمد نجيب وعبد الناصر تكريما لدوره في تحريض الشعب المصري، ومن يومها كان عضوا في كل المجالس النيابية يقدم مشروعات القوانين التي تناصر الفقراء رغم أنه من أكبر عائلات شربين الثرية، وهو الذي تقدم بقوانين الاصلاح الزراعي التي تبنتها الثورة، واستمر في البرلمان الي التسعينات حيث تم اسقاطه بالتزوير. خاض المعارك ضد التطبيع مع اسرائيل، وضد الفساد والتزوير ، وتصدي للرئيسين السادات ومبارك في قضايا كثيرة. يعد شكري من الشخصيات التي عليها إجماع وطني ويحظي بالاحترام من كل ألوان الطيف المصري لما يتمتع به من حضور كاريزمي وصفات شخصية قلما تتوفر في زعيم سياسي، وهذه السمات هي التي جعلته يقود حزبه ببراعة في المعارك السياسية ويخرج منتصرا في معظمها. وبالطبع وراء كل عظيم إمرأة عظيمة؛ فكانت السيدة محاسن حنفي عضدا وسندا قويا خلف هذا المناضل الصلب، ولقد ذكرنا بعضا من مواقفه الجليلة للتدليل على عظمة من كانت تشاركه هذا العناء والكبد من أجل رفعة وطنه. مناصب تولاها شغل موقع نقيب الزراعيين. إستلم في 25 سبتمبر 1952م رئاسة حزب مصر الفتاة الاشتراكي، و ذلك بعد تنحي أحمد حسين. في عام 1972 تم تعينه محافظ الوادى الجديد، أصبح رئيس لجنة الزراعة في مجلس الشعب اختاره انور السادات وزيرا للزراعة في عهد حكومة ممدوح سالم، وظل في المنصب حتى استقال - عام 1978.