قطع المياه عن بعض المناطق بدمياط لمدة 8 ساعات غدا.. اعرف المواعيد    وكيل أمين الأمم المتحدة لعمليات السلام: على إسرائيل ضمان سلامة قوات اليونيفيل    كتاب الحرب يكشف سر غضب بايدن على نتنياهو.. أهانه بألفاظ خارجة    فلسطين ضد العراق.. الفدائي يخسر 1-0 بتصفيات كأس العالم بمشاركة وسام وفرج    هالاند هدافا تاريخيا لمنتخب النرويج رسميا    المشدد 15 سنة لشقيقين لشروعهما في قتل آخر بالقليوبية    نبيلة عبيد تعود إلى الدراما التليفزيونية بمسلسل سعودي    التأمين الصحي بالقليوبية يعلن التوسع في المرور الميداني على كافة المنشآت    رشا يسري: حرب أكتوبر أحدثت صدمة في العقلية الإسرائيلية    حل مشكلة الكثافة ونقص المعلمين.. وزير التعليم يكشف ل"مصراوي" جهود أول أسبوعين دراسة    10 صور.. أحدث ظهور ل بيومي فؤاد في العرض الخاص لفيلم "بنسيون دلال"    إيمان العاصي تكشف أسرارها في "أسرار النجوم" على راديو نجوم FM| بالفيديو    بث مباشر مباراة البرازيل وتشيلي في تصفيات كأس العالم 2026    كرة سلة - الاتحاد يهزم سبورتنج ويتأهل لنهائي البطولة العربية    محمد أمين: السادات كان يدرك منذ البداية ما يحتاجه من الحرب    في عيد ميلاده ال70.. حكاية فيلم اعتذر عنه عمرو دياب فأصبح من أهم أعمال محمد منير؟    الباز: السادات تدارك خطأ التعاون مع الإسلاميين.. و«التلمساني» أخطر رجل في تاريخ الإخوان    في رحاب "آل طه".. اللحظات الأخيرة في حياة الخمسيني حسين حجازي    محافظ القاهرة يشهد احتفالية مديرية الشباب والرياضة بذكرى نصر أكتوبر    استعلم عن فاتورة التليفون الأرضي «قبل سحب الخط» .. اعرف رسوم الخدمة بعد الزيادة    الكرملين: الغرب يضغط على بعض الدول كى لا تشارك فى قمة "بريكس" المقبلة    بريطانيا تناقش إرسال مدربين عسكريين إلى أوكرانيا    التوعية أهمها.. أحد أسلحة التحالف الوطنى لمكافحة التمييز ضد المرأة    خالد الجندي عبر برنامج "لعلهم يفقهون": القرآن تحدث عن الرجولة بفخر.. والشذوذ مهانة وخروج عن طاعة الله    نائب محافظ أسوان يشهد ختام برنامج تأهيل 200 خريج للطاقة الشمسية    وزير التعليم العالي والبحث العلمي يتفقد المشروعات الإنشائية بجامعة الأقصر (صور)    الجمارك: قرارات الحكومة الأخيرة بشأن سيارات المعاقين تقضي على السوق السوداء    الكشف على 1272 مواطن بقافلة بقرية سيدي عقبة بالمحمودية    أنشطة متنوعة للأطفال في احتفالات الثقافة بنصر أكتوبر بالإسماعيلية    ماذا قال أكرم حسني بعد لقائه مع ويل سميث بمنتدى الأفلام السعودي بالرياض؟    محافظ شمال سيناء يشهد إحتفال مديرية التربية والتعليم بذكري انتصارات أكتوبر    الطقس غدًا .. معتدل على القاهرة والدلتا وبارد فترات الليل وعظمى القاهرة تسجل 32°    تحقيقات قتيلة الإسكندرية: المتهم سدد لزوجته 4 طعنات أثناء عودتهما من زيارته أسرته    "قومي حقوق الإنسان" يعقد الملتقى ال 17 لمنظمات المجتمع المدني الأحد المقبل    استشاري حالات حرجة: القلب ينكسر فى هذه الحالات    البركة في يوم الجمعة: مكانة الدعاء وأثره في حياة المسلم    ألمانيا والتشيك والنمسا يؤكدون التزامهم بالشراكة الاستراتيجية مع المغرب    إيهاب أمين يتقدم بأوراق ترشحه على رئاسة اتحاد الجمباز    ربيع ياسين: الأهلي يمرض ولا يموت.. ورمضان سيعيد الاتزان مرة أخرى داخل الفريق    «الإفتاء» تحذر من التحايل للاستيلاء على السيارات المخصصة لذوي الهمم: خيانة أمانة    الهلال الأحمر الفلسطينى: هناك استهداف إسرائيلى ممنهج لمقدمى الخدمات الطبية فى غزة    موعد شهر رمضان 2025.. والعطلات الرسمية خلاله    إيران تواجه قطر في الإمارات لأسباب أمنية    «زواج وعلاقات».. لمن ينجذب رجل برج الحمل؟    رئيس الوزراء: مصر قطعت شوطًا طويلًا في مواجهة الهجرة غير الشرعية    وزارة الأوقاف تحدد موضوع خطبة الجمعة غدآ.. تعرف عليها    تسليم 2218 شهادة استبيان تراخيص إقامة مباني داخل الحيز العمراني بالشرقية    عفت نصار: الزمالك رغم المعاناة يظل أكبر قلعة رياضية في مصر    حملة مرورية مكبرة تضبط 11 ألف مخالفة تجاوز سرعة مقررة    إجراء 1274 جراحة مجانية ضمن مبادرة "القضاء على قوائم الانتظار" بالمنيا    ضربات أمنية مستمرة لضبط مرتكبى جرائم الإتجار غير المشروع بالنقد الأجنبى    ضبط عنصرين إجراميين في أسيوط بتهمة الاتجار بالأسلحة النارية والذخائر    الجامعات المصرية تحقق إنجازًا جديدًا في النسخة العامة لتصنيف التايمز «HE» العالمي    جيش الاحتلال يعلن اعتراض مسيرة مفخخة أطلقت من غزة نحو إسرائيل    رئيس هيئة الرعاية الصحية: الانتهاء من إعداد أكثر من 450 بروتوكولًا    نائب وزير التعليم يكشف تفاصيل مسابقات تعيين معلمي الحصص في المدارس    أسعار الذهب في مصر اليوم الخميس 10 أكتوبر 2024    إصابة 11 شخص إثر حادث تصادم بالطريق الإقليمي في الشرقية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مساعد وزير الخارجية الأسبق: الشرق الأوسط يشهد أكبر مراحل الخطورة.. و«اليمين المتطرف» يتسابق لتحقيق أهدافه بالمنطقة
نشر في الوطن يوم 10 - 10 - 2024

قال السفير محمد حجازى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، نواجه أكثر المراحل خطورة فى عمر الشرق الأوسط و«اليمين المتطرف» يتسابق لتحقيق أهدافه بالمنطقة، مشيراً إلى أن مصر تصدت بقوة لمحاولات التهجير القسرى للفلسطينيين من غزة وعطلت المخططات الخبيثة على الحدود مع رفح.
وأضاف «حجازى» فى حوار ل«الوطن» أن إسرائيل تسعى لدخول حرب مع إيران بالقوات الأمريكية والقرار لن يكون من تل أبيب لكنه أمريكى بامتياز، وواشنطن لا تمانع فى رد إسرائيلى محدود على صواريخ طهران.

وجود حسن نصرالله كان سبباً فى تأخر استقرار لبنان وعطّل الحياة السياسية.. وإيران تبحث عن مصالحها أولاً
وأكد أن المطلوب الآن الوصول إلى اتفاق تهدئة يبدأ بوقف حرب غزة والإفراج عن الرهائن والسماح بدخول المساعدات وإقامة سلطة وطنية تتحرك داخلها «حماس» كحزب سياسى، معتبراً أن وجود حسن نصرالله كان سبباً فى تأخر استقرار لبنان وعطّل الحياة السياسية وإيران تبحث عن مصالحها أولاً، وطهران لن تدخل حرباً حالياً لقرب إنجاز مشروعها النووى.
الإدارة الأمريكية تواطأت مع إسرائيل لحماية «نتنياهو» أمام محكمة العدل الدولية.. ووقف الحرب يعنى محاسبته على إزهاق آلاف الأرواح
وأوضح أن الإدارة الأمريكية تواطأت مع إسرائيل لحماية «نتنياهو» أمام محكمة العدل الدولية، ووقف حرب غزة يعنى محاسبته على المشهد العبثى وإزهاق آلاف الأرواح.. وإلى نص الحوار:
كيف ترى المشهد الإقليمى فى ظل الصراعات المشتعلة.. وهل نحن أمام حرب إقليمية وشيكة؟
- نحن أمام واحدة من أكثر المراحل خطورة فى عمر الشرق الأوسط، حيث تتسابق قوى اليمين المتطرف لتحقيق أهدافها فى المنطقة، ولقد تصدت لها مصر فيما يتعلق بالنزوح القسرى وأبطلت النوايا تجاه الحدود مع رفح، ولديها من الأدوات ما يمكنها من التعامل مع محور فيلادلفيا ومثل هذه القضايا فى المستقبل ما إن تهدأ الأوضاع، ومصر تعمل بوعى وحكمة واستراتيجية واضحة.
كيف ترى مستقبل الصراع الإسرائيلى فى ضوء المستجدات الأخيرة؟
- نحن فى وضع ملىء بالمشاكل مع وجود صراعات فى ليبيا وأوضاع مشتعلة فى السودان، ومشهد شديد التعقيد فى غزة والضفة الغربية، وصولاً إلى التمدد الإسرائيلى فى جنوب لبنان بنفس خطورة الأفعال التى فاقت كل التصور فى بربريتها، ومجافاتها لحقوق الإنسان وقواعد القانون الدولى وميثاق الأمم المتحدة، وتواصل إسرائيل هذا العمل حتى تلقت الضربة الأخيرة من إيران، وكانت ضربة متوقعة بسبب الأفعال التى امتدت إلى قيادات حزب الله وصولاً لأمينها العام، وهو الأمر الذى دفع إيران التى تعرضت سفارتها فى دمشق لقصف إسرائيلى.
كما تعرض إسماعيل هنية للاغتيال على أراضيها، وكل هذا المساس بسيادة إيران خاصة مع ارتباط حزب الله بالأمن القومى الإيرانى وتداخل المصالح بهذا النحو، دفع إيران لردة الفعل التى شاهدناها، وأتوقع أن هناك جهوداً دولية ستبذل لأنه ليس من مصلحة الولايات المتحدة جرها لحرب مع إيران، وهو ما كانت إسرائيل تحلم به دائماً، وإسرائيل تسعى إلى حرب مع إيران لكن بالقوات الأمريكية، أى أن تدفع الولايات المتحدة وإيران لمواجهة تحقق فيها إسرائيل المكاسب.
هل إسرائيل تعمل ضد الصالح الأمريكى أو بدون تنسيق معها؟
- لا أدعى أن هناك تناقض مصالح بين الولايات المتحدة وإسرائيل، على العكس، فالاثنتان تتفقان معاً فى مواجهة إيران، ولكن فى ظل هذا التوقيت الذى تشهد فيه أمريكا انتخابات رئاسية، ليس هو التوقيت المناسب، فإن قرار الحرب مع إيران ليس قراراً إسرائيلياً، وإنما قرار أمريكى بامتياز.
هل سيكون هناك رد إسرائيلى على الضربة الإيرانية من وجهة نظرك؟
- رد الفعل على الضربة الإيرانية أمر متوقع لكن لا بد أن يتم بحسابات، فقد صرح الجانب الإيرانى بأنه استهدف قواعد عسكرية ولم يستهدف مدنيين وهذه هى الضربة الأخيرة، ورد الفعل الإسرائيلى هو ما سيحدد ما إذا كانت هناك ضربة ثانية أما لا، وبالتالى إيران تعطى إسرائيل المساحة التى تتحرك فيها ولا تتجاوزها وإلا عادت الأمور للمواجهة، وهنا يبرز دور الولايات المتحدة وأوروبا ومجلس الأمن فى ضبط الأمور على النحو الذى لا يسمح بتفاقم الأوضاع.
لكن التصريحات الأمريكية توضح أن هناك تنسيقاً إسرائيلياً.. ما حقيقة ذلك؟
- بكل تأكيد الولايات المتحدة لا ترحب بحرب بين الجانبين، ولن تمانع فى ضربة إسرائيلية، وحتى إيران نفسها تتوقع هذه الضربة، ولكنها تعلم أن الدخول فى حرب شاملة لن يخدم أياً من الطرفين، وبالتالى إيران ستقبل رد فعل إسرائيل، وعلى الولايات المتحدة أن تضبط إيقاع هذه الضربة بالشكل الذى يجعلها تمر، كما حدث من قبل فى المرحلة الأولى التى واجهت فيها إيران إسرائيل، وأن تكون ضربة محسوبة، وضربة إيران تمت تحت ضغط شعبى وإقليمى، وانتقادات للقيادة سواء كان من الداخل الإيرانى أو من المنطقة، وأن تقاعس إيران عن الرد هو الذى نقل إسرائيل من عملية لأخرى، فما كان لإسرائيل أن تفعل كل هذا لو كان هناك رد فعل إيرانى مبكر.
هل هناك تنسيق إيرانى أمريكى للضربة الموجهة فى إسرائيل لأن أمريكا لم ترسل المقاتلات بالقرب من الحدود؟
- هناك اتصالات على أعلى مستوى، بشكل مباشر أو من خلال دول وسيطة حليفة للجانبين، وإيران أعلنت أن هذه الضربة هى الأخيرة، وسيكون لها ضربة أخرى إذا قامت إسرائيل برد غير محسوب، وهذا له إشارات لإسرائيل بألا تتمادى فى ردة فعلها، وبالتالى دور أمريكا وكما حدث فى الضربة الأولى، أن يتم التعامل مع رد الفعل بشكل محسوب، وهذا واضح من تصريحات الجانب الأمريكى حول الضربة الإيرانية.
وأكد أنها لم تسبب خسائر كبرى وتم احتواؤها، ما يعكس الرغبة فى أن يكون رد الفعل الإسرائيلى تجاه إيران مقبولاً، لأنه إذا قامت إسرائيل بالتعدى على إيران بشكل كبير، أو بقصف المفاعل النووى الإيرانى على سبيل المثال، كلها أمور قد تؤدى إلى تفجير الأمور والدخول فى حرب إقليمية، لا أظن أنها ستخدم الولايات المتحدة على المدى القصير، خاصة أنها مقبلة على انتخابات ولا ترغب فى تفاقم المواجهة، بل العكس فدخول الولايات المتحدة على خط العمل الدبلوماسى ربما يكون بعد أن تقوم إسرائيل بضربة بسيطة تجاه إيران، وسيبدأ بعدها العمل الدبلوماسى مباشرة، بدليل تعيين إيران لممثل لها فى لبنان، ما يعنى أن البدء فى الاستعداد للتحركات الدبلوماسية الدولية تم مبكراً، وأعتقد أن هذا التحرك سيمكن الولايات المتحدة من عقد اتفاق تسوية فى قطاع غزة أو فى جنوب لبنان، بما يخرج بالمشهد لصالح الإدارة الأمريكية وتقدمه لناخبيها على أنها استطاعت الوصول للتهدئة والإفراج عن الرهائن.
وكيف سيكون الاتفاق المنتظر؟
- سيكون اتفاق تهدئة يبدأ بغزة والإفراج عن الرهائن، وتسوية الأوضاع بما يسمح بدخول المساعدات، وإقامة سلطة وطنية فلسطينية تتحرك من داخلها حركة حماس كحزب سياسى، وينتقل المشهد إلى البحث عن إطار للتسوية من خلال مؤتمر دولى، ولعل ما صدر مؤخراً فى الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ أيام، عن جبهة دولية أوروبية عربية إسلامية تسعى من أجل تحقيق حل الدولتين، والبناء على الاتصالات القائمة من أجل هذا، تكون هى المقدمة التى تتشابك مع الوضع فى الجنوب اللبنانى، حيث يكون العمل لمد قدرات الجيش اللبنانى إلى منطقة جنوب الليطانى، تماشياً مع قرار الأمم المتحدة ومجلس الأمن 1701، فى هذه الحالة يتحول حزب الله إلى حزب سياسى بنفس القدر الذى أشرت إليه بالنسبة لحركة حماس، وهذه الحركات تعبر عن إطار شعبى، ولا بد أن يكونوا معبرين عن من يتبعهم.
سياسة مصر الخارجية قائمة على مبادئ الأمم المتحدة والاحترام المتبادل للدول والشعوب والسيادة الوطنية وعدم التدخل فى الشئون الداخلية.. وفرنسا القوة الأوروبية الأقرب إلى لبنان
هل ترى أن وجود حسن نصر الله كان سبباً فى تأخر الاستقرار فى لبنان؟
- نعم.. أخّر الجميع وعطّل الحياة السياسية فى لبنان، وجعل القرار بما تراه إيران التى تبحث عن مصالحها أولاً، وارتباطه بها عطّل حزب الله نفسه فى القدرة على مواجهة إسرائيل بسبب الحسابات الإيرانية، التى هى مرتبطة بأمنها القومى ومشروعها النووى، وبالتالى أصبح حزب الله كالبطة العرجاء بسبب هذا الارتباط، فحزب الله عام 2006 يختلف عن 2024، لأنه أصبح جزءاً من المنظومة الإيرانية، ولا بد من فك هذا الارتباط، وأن يكون حمل السلاح للدفاع عن لبنان مرتبطاً بالجيش اللبنانى وليس بميليشيا حزب الله.
وسيبقى حزب الله معطلاً بالإرادة الإيرانية ومكبلاً بها، وسيكون عبئاً على إيران وقد يجرها إلى مواجهة، فردة الفعل الإيرانية كانت مكرهة عليها لأنها لا تستطيع أن تدخل فى حرب حالياً، فالمشهد كانت إيران مضطرة إليه، وهى غير قادرة فهى تعلم قدرات إسرائيل المعززة بالدعم الأمريكى العملاق بالإضافة إلى فرنسا وبريطانيا والقوى الغربية، وهذا ليس الوقت المناسب لإيران التى قاربت على إتمام مشروعها النووى.
وتسعى لاتفاق تسمح من خلاله الدول الغربية لها باستكمال مشروعها النووى على أسس سلمية، ولا يتم القضاء عليه بجانب رغبتها فى رفع العقوبات المفروضة عليها، ولإيران مصالح استراتيجية لا تتفق مع مصالح لبنان وحزب الله، بل تكبلها، وبالتالى إخراج نمط التعامل مع المنطقة من خلال ميليشيات عميلة أو وسيطة فى العراق واليمن ولبنان وفلسطين، وهى أمور عطلت المنطقة وسحقتها، وأحد المشاهد التى نراها اليوم أن التخلص من أذرع إيران فى المنطقة بات مطلباً عاماً.
كيف ترى مستقبل الصراع العربى الإسرائيلى فى ظل ما يحدث الآن، وهل ستكون الحرب هى الحل؟
- لا يمكن لحرب أن تقود لحل، ستبقى إسرائيل تحاول أن تستخدم القوة العسكرية، وستكون الثمار التى ستجنيها أكثر إيلاماً، فما شاهدناه دليل على ذلك، فلأول مرة منذ قيام إسرائيل فى 15 مايو 1948 حتى اليوم، تقصف تل أبيب والمناطق الحضارية فى إسرائيل، ونزح نحو مليون لاجئ خارج مستوطناتهم ومستعمراتهم، وحالة النزوح الشاملة لنحو نصف مليون هاجروا من إسرائيل، فما هو هذا المجتمع الذى يبنى عقيدته على اليمين المتطرف العنصرى الاستيطانى الصهيونى الذى قاد إسرائيل لهذا المشهد شديد الدمار، وتظن فيه دولة كما قال نتنياهو أنها ستصيغ شرق أوسط جديداً.
وكيف ترى هذا التصريح من «نتنياهو»؟
- هذا الاعتقاد خاطئ، وقد ظهر مؤخراً وهو عبوس الوجه لأنه أدرك أن أحلامه وانتصاراته المزعومة التى حاول أن يسوقها لم يحققها، ولم ينفذ أياً منها، وبالتالى استخدم آلات الحرب، والإدارة الأمريكية تغاضت وساعدت وتواطأت مع هذا الوضع، الذى وصفته محكمة العدل الدولية بالتمييز العنصرى، واحتلال قائم، فبدلاً من أن تعمل للامتثال لقرار المحكمة ساهمت فى واحدة من أكبر الجرائم ضد الإنسانية، وضغطت على قضاة الجنائية الدولية لعدم صدور مذكرات توقيف لمجرم حرب مثل نتنياهو والقادة الإسرائيليين، وهذا الضغط جريمة أيضاً.
كيف ترى الوضع فى غزة بعد عام من الحرب؟
- هذه المرحلة تحتاج إلى رؤية دولية، قوامها التوصل إلى الهدنة التى تتفاوض فيها مصر وقطر والولايات المتحدة مع كل الأطراف، وتبادل الرهائن وفتح المعابر لدخول المساعدات وإقامة سلطة وطنية فلسطينية يجتمع فيها قطاع غزة والضفة الغربية فى وحدة جغرافية وسياسية واحدة، وتتولى السلطة بحضور حماس كشريك سياسى فى إطار من العمل الدولى من أجل إعادة التعمير والبحث عن حل سياسى محدد قائم على حل الدولتين، وهذا هو الحل الوحيد، والقضية الفلسطينية لن تنتهى، فغزة ليست المبانى والطرق، غزة هى الشعب الذى لا يغادر أرضه.
وبالتالى نحن أمام مشهد يتكرر بسبب الغباء السياسى لإسرائيل القائم على سياسة فرض الأمر الواقع وتكرار نفس الأخطاء، وأذكر من مذكرات إسحاق رابين الذى قال «عندما قبل عبدالناصر بمبادرة روجرز وزير خارجية أمريكا بأن تنسحب إسرائيل من سيناء عام 1968، وقبلتها مصر ورفضتها إسرائيل، فقامت مصر بحرب 1973 وسقط فيها 12 ألف جندى إسرائيلى»، وذكر رابين: «لقد كلفنا يا أغبياء هذا الرفض للمبادرة 12 ألف جندى»، فكم من الإسرائيليين سيقتلون ويهجّرون حتى تتفهم إسرائيل أن الحل هو إقامة دولة فلسطينية تعيش جنباً إلى جنب مع إسرائيل.
هل إسرائيل حالياً تقبل السلام من وجهة نظرك؟
- لا.. فى ظل وجود نتنياهو وحكومته أستبعد ذلك تماماً، لكن إذا فرضت أمريكا إرادتها ووضعت آليات لدفع الأمور نحو الأمن والاستقرار وخلق ديناميكيات جديدة يمكن أن تساهم فى تغيير الواقع فى إسرائيل، ويتم الانقضاض على نتنياهو عندما تهدأ الأمور حتى يتسنى لهم مراجعة المشهد العبثى الذى قاد فيه آلافاً من الأرواح إلى الهلاك.
لماذا تتحرك فرنسا ببطء تجاه لبنان؟
- ما زالت فرنسا هى القوة الأوروبية الأقرب إلى لبنان والمنطقة، وتحاول من خلال مبادرات، ولكن الحقيقة أن أوروبا واقعة تحت ضغط أمريكى بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، ولا يُسمح لها بمواقف مستقلة.
هل نحن أمام شرق أوسط جديد؟
- ليس كما يحلم نتنياهو، فالشرق الأوسط الجديد من وجهة نظرى هو تجمع دول وشعوب المنطقة من خلال مؤتمر للأمن والتعاون والتنمية الإقليمى، تتشارك فيه مصر والسعودية وتركيا وإيران وفى القلب منها البحث عن حل لقضايا المنطقة، وما إن تعترف إسرائيل بالدولة الفلسطينية، يمكن لإسرائيل أن تنضم لهذا، فلا بد أن نصل لهيكل إقليمى للسلام ويأخذ مصالح المنطقة وتحقيق أهدافها التنموية هدفاً له، وأدعو مصر إلى أن تتحمل مسئولية هذه الدعوة، وأن تدعو لمؤتمر للأمن والتعاون لنتشارك جميعاً بالرأى، فما هى الأسباب التى قادت الشرق الأوسط إلى هذا الوضع، ومن الأسف أن تكون دولة صغيرة معادية بحجم إسرائيل تتحدث عن إعادة بناء الشرق الأوسط، فى الوقت الذى لدينا فيه دول لها تاريخ وحضارة مثل مصر وتركيا والسعودية.
متى تتراجع الحرب وتتقدم الدبلوماسية فى الصراع الإسرائيلى؟
- الصراع محموم بين طرفين، طرف يسعى من أجل خير وأمن واستقرار المنطقة، وطرف يمينى استيطانى متطرف يسعى للبقاء فى الحكم مهما كانت التكلفة والتضحيات على شعبه وشعوب المنطقة وعلى عقلاء العالم وحكمائه، خاصة المتواطئين مع هذا المشروع كالولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية، أن يعيدوا حساباتهم لأن الضرر سيشمل الجميع.
هل هناك تقاعس دولى فى تحجيم إسرائيل؟
- طبعاً.. فإسرائيل هى مقاول الحرب للغرب والولايات المتحدة، كما هو زيلينسكى فى أوكرانيا، وهؤلاء يحاربون لصالح الغرب والولايات المتحدة، حتى يستطيع الغرب إنهاك روسيا ووقف تحالفها مع الصين، وهذه هى المعركة الكبرى التى ينتظرها الغرب الذى لا يرى فى روسيا نفس الخطر الذى يراه فى الصين، والاستعمار الغربى الاستيطانى إسرائيل جزء من تشكيلته العقائدية والنفسية، لن يسمح أبداً للشرق ولا الصين أن تقود المسيرة الاقتصادية العالمية، والشرق الأوسط هو حلبة الصراعات الغربية وكل منهم يرى مصالحه، فالمزيد من الأزمات لأمريكا فى الشرق الأوسط يخفف الضغط عن روسيا والصين، وبالتالى لم يكن لهما قدر من الحركة والحماس الذى يمكن أن يؤثر بالشكل الذى كانت عليه الأمور من قبل.
كيف ترى السياسة الخارجية لمصر خلال السنوات السابقة فى ظل ما نشهده من أحداث؟
- مصر تتبع سياسة خارجية قائمة على مبادئ الأمم المتحدة، والاحترام المتبادل للدول والشعوب والسيادة الوطنية للدول، ولا تتدخل فى الشأن الداخلى للدول، وهذه ثوابت السياسة الخارجية التى تتحرك من خلالها مصر، كدولة صاحبة مصلحة استراتيجية ومصداقية، تسعى من أجل أمن واستقرار المنطقة، وتتبنى دائماً سياسات قائمة على العدالة ومبادئ الاحترام للجميع.
وتدافع عن مصالحها بما لا يمثل تعدياً على حقوق الآخرين، وعندما رسمت الحدود مع اليونان لم تتعد على الحدود التركية، وعندما وضعت مصالحها فى الاعتبار فى الشرق الليبى لم تتعد على الغرب الليبى بل تسعى لوحدتها، وكذلك الأمر فى السودان، وفى غزة وقفت أمام مخطط التهجير القسرى الذى كان فى قلب وصميم عمل المشروع الدموى لليمين المتطرف الإسرائيلى، وفيما يتعلق بأمن واستقرار الخليج فمصر ثوابتها هى الدفاع عن أمن ومصالح الخليج شأنه شأن مصالح أمنها الوطنى، وهى مع أمن الملاحة البحرية مع استقرار الأوضاع، فإن لها سياسة متوازنة ووحدة فى الفكر والتعامل بشكل واحد، فمصر دافعت عن المبادئ والقيم فى المنطقة.
ولا تنسَ أبداً أنها الدولة التى قضت على الإرهاب وهو من أخبث الأعداء، كما وصفه الرئيس السيسى من قبل، فالقضاء على الإرهاب لم يكن لصالح مصر فقط، بل قضاء على خطر كان يهدد أمن وسلامة المنطقة، ونجاح مصر هو نجاح للمنطقة، حتى إن المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل سبق أن قالت إن نجاح مصر هو نجاح لأوروبا، ونجاح مصر نجاح لألمانيا.
وأمن واستقرار مصر أمن واستقرار لألمانيا، فمصر هى حدود أوروبا الجنوبية، وما تقوم به مصر من سياسة مسئولة فى ملف اللاجئين وكل هذه الإنسانية فى التعامل دون أن نتلقى دعماً أو مساعدات، ولديها أكثر من 10 ملايين لاجئ على أرضها تتحملهم دون أى متاجرة وتقدم لهم التعليم والصحة وجميع الخدمات، هذا هو الأسلوب الأمثل للتعامل مع اللاجئين، ولم نبنِ خياماً لهم ولم نتاجر بهم كما تتاجر دول كثيرة حولنا فى المنطقة بأزمتهم.
كيف ترى ترؤس مصر لمجلس السلم والأمن الأفريقى خلال شهر أكتوبر فى ظل الأوضاع الحالية؟
- مصر حريصة على مبادئ الأمم المتحدة، وقيم ومبادئ الاتحاد الأفريقى وذات ثقل ومصداقية، وتتحمل مسئوليتها تجاه النزاعات فى القارة، وتسعى من أجل تحقيق الأهداف السياسية والأمنية، وستكون رئاسة مصر لمجلس السلم والأمن الأفريقى مرحلة ستشهد فيها أفريقيا الاقتراب من حل الكثير من النزاعات، بقدرة الدبلوماسية المصرية والرغبة الصادقة فى تحقيق أمن واستقرار القارة لصالح شعوبها.
إسرائيل تسعى لدخول حرب مع إيران بالقوات الأمريكية والقرار لن يكون من تل أبيب لكنه أمريكى بامتياز
مصر تعاملت بإنسانية مع تدفق اللاجئين ولم تبنِ خياماً لهم ولم تتاجر بقضيتهم ولديها 10 ملايين لاجئ توفر لهم الخدمات التعليمية والصحية
وواشنطن لا تمانع فى رد إسرائيلى محدود على صواريخ طهران.. وضربة إيران جاءت تحت ضغط شعبى وإقليمى مصر تعاملت بإنسانية مع تدفق اللاجئين ولم تبنِ خياماً لهم ولم تتاجر بقضيتهم ولديها 10 ملايين لاجئ توفر لهم الخدمات التعليمية والصحية
«القاهرة» عطّلت المخططات الخبيثةعلى الحدود مع رفح
الدور الأمريكى متطابق مع الدور الإسرائيلى، ولكن القضية فى التوقيت، والإدارة الأمريكية سواء كانت ديمقراطية أو جمهورية تتعاقب لتنفيذ نفس الأهداف، وما يحدث يتم بعلم ومعرفة الولايات المتحدة، وتصريح الرئيس الإيرانى عن شرق أوسط بدون أوروبا والولايات المتحدة سيكون هادئاً، هى حقيقة، فسحب التأثير الأمريكى من المنطقة لصالح شعوبها أمر مهم جداً وضرورى، لأنه بات واضحاً أن هناك حالة من العداء والاستغلال الظاهر تؤيده الولايات المتحدة، وتعدٍ سافر على الحقوق العربية يتكرر بدون أى محاولة لوقفه، عندما يقتل 40 ألف مواطن عربى فى فلسطين.
ولدينا فى لبنان ما يقرب من ألف شهيد، وبالتالى عندما نتحدث عن تعاون عربى أفريقى هو ضرورة لصالح المنطقة وحل أزماتها، فما الذى يجعل السعودية تخشى إيران، فنحن أمام مشهد إما أن نقوده وإما نُقاد فيه، ويجب ألا نسمح به بسبب رؤية مصر وعمق وعيها الاستراتيجى وفهمها لما يحدث حولها، وآن الأوان للمبادرات الخلاقة، ومنها التوافق مع الدول الفاعلة فى المنطقة نحو مستقبلها وصياغتها وهياكلها الأمنية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.